المؤلف هيثم دبور لـ الشروق عن فيلم «ضي.. سيرة أهل الضي»: أردت تقديم تحية لفن السيرة الشعبية

حظي فيلم “يوم: سيرة أهل النهار” باهتمام كبير منذ عرض الإعلان الترويجي الأول. كما أشاد به العديد من النقاد السينمائيين، منهم طارق الشناوي الذي وصفه بأنه “أفضل” فيلم لموسم الصيف. وتجاوزت إيراداته 5 ملايين جنيه مصري.
تدور أحداث الفيلم حول مراهق يسافر من أسوان إلى القاهرة مع عائلته ومعلمه الموسيقي سعيًا وراء حلمه بالغناء. إلا أن الرحلة محفوفة بالمصاعب والعقبات التي تحول دون تحقيقه. وتضعه مفاجآت عديدة في مواقف درامية صعبة تهدد بتقويض الهدف من الرحلة. سيناريو هيثم دبور وإخراج كريم الشناوي.
تم تأليف الفيلم في عام 2019 وقام مؤلفه برحلة خاصة لإحضاره إلى الشاشة.
قال كاتب السيناريو لصحيفة الشروق: “كل مشروع أكتبه يُمثل تحديًا حقيقيًا بالنسبة لي. أفكر دائمًا في أفضل السبل لتحقيقه، لا سيما وأن العديد من هذه المشاريع تتخذ صيغة مختلفة عما هو معتاد في سوق السينما. وقد رأيتُ ذلك في أفلام “فوتوكوبي” و”كاليبر” و”وقفة رجالة”، التي استغرق إنتاجها سنوات. أما فيلم “يوم” فيتميز بمبادرة مني وإنتاجي بالتعاون مع عدد من كبار المنتجين في مصر. وأود أن أكرر ذلك في أعمالي القادمة”.
حظي طاقم عمل فيلم “ذي” بإشادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما الممثلة إسلام مبارك التي فازت بجائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثلة في مهرجان بغداد السينمائي الثاني.
وعن اختيارها للدور، قالت دبور: “نظرًا لطول مدة إنتاج العمل، كانت هناك ترشيحات متعددة لجميع الأدوار، باستثناء إسلام مبارك، التي كانت الخيار الأول منذ البداية. إسلام ممثلة رائعة، غنية بالمشاعر، وقد أضفت روحًا رائعة على الشخصية”.
وأضاف: “قدّم جميع ممثلي الفيلم أداءً مميزًا، حتى وإن لم يظهروا على الشاشة إلا لفترة قصيرة. وقد تجلى ذلك في تفاعل الجمهور مع النجوم: بدر محمد، وأسيل عمران، وحنين سعيد، وإسلام مبارك، بالإضافة إلى ضيوف الشرف الذين لعبوا أدوارًا مؤثرة للغاية طوال الرحلة”.
فيما يتعلق بوصف الفيلم بأنه فيلم طريق، يرى دبور أن العمل يُمثل أسلوبًا مختلفًا، مُتابعًا: “منذ اللحظة الأولى للفيلم، اتفقنا مع المُشاهد على أن نُقدم له حكاية خرافية أو قصة أسطورية تُشبه الملاحم الشعبية، حيث ينطلق البطل في رحلة أسطورية تتجاوز طاقته وقدراته. وقد انعكس هذا في كل تفاصيل الرحلة وفي اختيار كريم الشناوي للصور والموسيقى. حتى أسماء جميع الأشخاص الذين يلتقيهم (داي) في رحلته إلى القاهرة مُقتبسة من أسماء شخصيات الملاحم الهلالية. أردتُ أن أُشيد بفن المسير الذي نشأنا عليه”.
دبور من أكثر الكُتّاب تنوعًا في مسيرته السينمائية الناجحة. يُعلّق قائلاً: “أحب التنوع في مشاريعي، والكتابة تُشكّل تحديًا بالنسبة لي. أحبّ التجريب مع كل مشروع لاكتشاف عوالم وشخصيات جديدة. أستمتع بالكتابة ولا أريد أن أفقدها في أعمالي المستقبلية”.
كان آخر أفلام دبور “مقسوم” (2024)، من إخراج كوثر يونس. إنه فيلم كوميدي اجتماعي يُقدم نوعًا أدبيًا افتقدناه طويلًا: بطلات نسويات حصريًا يستكشفن عالم المرأة، وتعقيداتهنّ، وصداقاتهنّ، على عكس هيمنة الأعمال ذات البطلات الرجال.
يروي الفيلم قصة ثلاثة أصدقاء عزفوا في فرقة موسيقية أسسوها تُدعى “أميتشي”، والتي تعني “أصدقاء” بالإيطالية. فرقتهم الظروف والمشاكل في الماضي، ليجتمعوا مجددًا بعد 30 عامًا. في البداية، يحاول كلٌّ منهم تجنب الآخر، حتى تأتي لحظة كشف ومواجهة تُذيب جليد صداقتهم المتجمد.