جمال يوسف: أشرف زكي سند حقيقي للوسط الفني ودعمني في محنتي

أطلّ الفنان جمال يوسف في حلقة من برنامج “اسمعني، شكرًا” مع الإعلامية سيرا إبراهيم، حيث أدلى بعدد من الاعترافات الشخصية والفنية، كاشفًا عن تفاصيل عن عائلته، وبداياته الفنية مع الفنان الكبير محمد صبحي، وآرائه على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصعب لحظات حياته. كما قدّم تقييمًا لتجربته الفنية ودعمه للمرأة المصرية ولمكانة مصر.
أكد جمال يوسف أن عائلته تُمثل حياته الحقيقية. علاقته بأبنائه مبنية على الصداقة أكثر منها على علاقة الأب بابنه التقليدية. قال: “أحب أبنائي كثيرًا، فهم حياتي. بعد هذه التجربة، أصبحت علاقتنا أقرب وأكثر متانة. كعائلة، نحن متحدون، والحمد لله”. وأضاف أن هذه التجربة جعلته أكثر وعيًا بقيمة العائلة وترابطها.
استذكر جمال يوسف بداياته الفنية مع الفنان الكبير محمد صبحي، موضحًا أنه سبق له العمل معه في السادسة عشرة من عمره: “أعجبتني شخصيته. تعلمت منه الاحترام والالتزام. كنتُ أنزعج من الانضباط الصارم الذي كان يفرضه. كان دائمًا يُطلق علينا اسم المدرسة الفنية العسكرية. لكن مع مرور الوقت، اكتشفتُ أن كل ما مررتُ به معه كان ذا فائدة عظيمة لي في حياتي”.
وأكد أن هذا الانضباط ساعده في أن يكون صديقاً لأبنائه قبل أن يصبح أباً، مضيفاً أن صبحي كان بمثابة المعلم الذي غرس القيم قبل أن يقدم أعماله الفنية: “لقد علمنا على المسرح أكثر من العمل معنا كممثلين، وتعلمنا منه الكثير عن الحياة قبل الفن”.
أعرب جمال يوسف عن غضبه من الفوضى الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي قال إنها أصبحت منصةً للتجاوزات والشتائم. وقال: “الآن أصبح بإمكان أي شخص أن يشتم الآخرين عبر هذه المواقع، وهذا يُزعجني بشدة. ألقت وزارة الداخلية القبض على بعض المدونين، رغم أنه كان يجب القبض عليهم منذ زمن، لأن صورتنا تُشوه. هذه هي مصر، وقد عملتُ أنا وزوجتي بجدٍّ على تربية أبنائنا تربيةً صالحة، وغرس مخافة الله فيهم، وتمييز الحق من الباطل”.
وأكد أن الأحداث الجارية تهدد أجيالاً بأكملها وتشوه صورة مصر أمام العالم: “مصر عظيمة، ولكن ليس كما يُصوَّر لنا على مواقع التواصل الاجتماعي. صورتنا بين العرب تتأثر يومياً بمن يُسيء إلينا أو يُسيء إلينا. هذا لا ينطبق على المصريين، وخاصةً على المرأة المصرية، فهي ذات قيمة عظيمة، وليس كما يُصوَّرها البعض”.
تحدث يوسف عن أصعب لحظات حياته، مؤكدًا أنه اختبر، كما وصفها، “خيانة الصحة” عندما شُخِّصَت إصابته بالسرطان، مما قلب حياته رأسًا على عقب: “خُنْتُ عندما تدهورت صحتي وانهارت. قد لا ترى خيانة الإنسان، لكن خيانة الصحة كانت أمرًا صعبًا للغاية. كنت أمارس الرياضة وفجأة أُصِبتُ بالسرطان… كنت في غيبوبة في المنزل لمدة عام كامل، وكانت تلك الصدمة الكبرى. أثناء مرضي، فكرتُ في الدفاع عن أطفالي. لم أفكر في من سيدافع عني أو من سيخذلني. كان الأمر بيني وبين نفسي.”
أشاد جمال يوسف بنقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي، قائلاً: “الدكتور أشرف زكي قائد نقابي استثنائي. وقف بجانبي ومع الكثيرين. إذا اتصلت به الساعة الثالثة فجرًا، كان دائمًا موجودًا، يرتدي ملابسه، ويخرج، ويعود. من يفعل ذلك؟ إنه قريب جدًا من الفنانين، ونحن نحبه ونقدره. أتمنى أن تُلغى مواقع التواصل الاجتماعي”.
وتحدث أيضًا عن زوجته الدكتورة حنان محمد، موضحًا مكانتها العلمية والدينية. قال: “عندما يعلم الناس أن الدكتورة حنان زوجتي، يُفاجأون. والحمد لله، أصلي وأؤدي جميع فرائضي الدينية. أحيانًا تُلقي دروسًا في مسجدي السيدة زينب والسيدة نفيسة. يسألونها: كيف يُمكن لزوجك أن يصبح ممثلًا؟ وأستفيد منها ومن علمها”.
كشف يوسف عن مسيرته الفنية، التي تضم الآن 180 مسرحية، مؤكدًا أن هناك عملًا واحدًا لا يزال يكرهه: “أقل عمل يعجبني هو مسلسل قدمته أثناء عملي على مسرحية “سبع علامة”… والممثل يحب أداء أدوار غريبة عليه. لكن بعد أن عرضت المسلسل وأنا أُلقّح أطفالي، قابلني رجل مسن وقال لي: “أحبك وأحترمك، لا تكرر ذلك”. آلمني هذا الكلام وأحزنني كثيرًا. في كل مرة كان يُعرض فيها المسلسل، كان يؤلمني، مع أنني استمتعت بالتجربة حينها”.
وأشار إلى الأدوار الأقرب إلى قلبه، مؤكداً فخره بالعمل مع الفنان الراحل نور الشريف وتجربته في مسلسل «بنت بنوت» مع مي عز الدين، بالإضافة إلى العديد من الأعمال التي يعتبرها علامات فارقة في مشواره.
تناول يوسف الجدال الأخير في متجر كارفور، مؤكدًا أن الأمر مُبالغ فيه: “لم يكن الجدال في كارفور جدلاً. كنت أتسوّق مع ابنتي، وعندما وصلتُ إلى الكاشير بعشر سلع فقط، كانت معي بعض الأغراض. فطلبتُ من المعلم الذي أمامي أن يذهب إلى الكاشير أولاً. قال لي: “آه، أنت سيد الشعب”، ثم بدأ بالصراخ. التزمتُ الصمت وقلتُ: “شكرًا”. المهم أنني ممثل. كان من الممكن تصوير أي رد فعل عنيف، وكانوا سيقولون إن هذا تمثيل غير محترم، وكان ذلك سيُهينني أمام ابنتي”.
أكد أنه قرر الصمت في المواقف المسيئة: “لن أرد بعد الآن على من يهينني. عندما بدأت التمثيل، كنت سعيدًا جدًا ومليئًا بالطاقة. في إحدى المرات، عندما كنت مع زوجتي، اقترب مني رجل وقال: “يا لك من أصلع!”. ابتسمت وقلت: “شكرًا لك”. ليس من الحكمة أن أضيع وقتي بردود سلبية، خاصة وأن كل كلمة يمكن أن تُنسب إليّ”.
ردّ يوسف على تصريح الفنان السوري سلوم حداد قائلاً: “الأستاذ سلوم حداد ممثلٌ عظيمٌ في سوريا، ونحن نقدّر الشعب السوري تقديراً كبيراً. لقد عملت شخصياً مع مخرجين كبار كالأستاذ حاتم علي وغيره. هل تعرّض أيٌّ منهم لسوء معاملة من المصريين؟ على العكس تماماً، الفن المصري كان ولا يزال جسراً للتواصل بين الشعوب العربية. ربما لم تكن معروفاً في مصر ولم تتعرّف عليه إلا من خلال الصيحات، لكن لدينا عظماء مثل نور الشريف وسماح أنور وغيرهما. أحثّك على الحضور لمشاهدة مسرحية (الملك لير) على المسرح القومي، وانظر بنفسك إلى مستوى الفنانين الشباب هناك”.
أكد يوسف فخره بالمرأة المصرية، قائلاً: “بالتأكيد، المرأة المصرية. زوجتي مصرية، وابنتي وأمي مصريات. المرأة المصرية لا تُضاهى. تستيقظ صباحاً لتُعدّ الفطور لأطفالها وتُوصلهم إلى المدرسة. ثم تذهب إلى العمل وتعود للقيام بأعمالها المنزلية. أهم شيء بالنسبة للمرأة المصرية هو أطفالها وتعليمهم”.
وأشار إلى أن المصريين يبذلون جهودا استثنائية لتأمين مستقبل أبنائهم: “المصريون ينضمون إلى الأندية ويأخذون القروض لتعليم أبنائهم لأن التعليم حيوي بالنسبة لهم”.
وعلّق أيضًا على وضع مصر قائلًا: «لقد ذُكرت مصر صراحةً أربع مرات، وضمنًا أكثر من ثلاثين مرة في القرآن الكريم. وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بحماية أهل مصر إلى يوم القيامة».