حوافز مختلفة لدعم القطاع الخاص المصرى بداية من التمويل ووصولا إلى المبادرات الميسرة

• البنوك ووزارة التعاون الدولي ووزارة المالية يمهدون الطريق لعودة القطاع الخاص ومشاركته في النمو.
وأطلقت الحكومة المصرية خلال الأسابيع الأخيرة مرحلة جديدة من دعم القطاع الخاص عبر خطط ومبادرات تمويلية تفتح المجال أمامه للمشاركة في خطط التنمية للدولة.
أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قبل أسابيع أن القطاع الخاص ليس مجرد شريك، بل هو المحرك الأهم للنمو الاقتصادي في مصر. وأوضح أن القطاع الخاص أثبت خلال السنوات الأخيرة قدرته على توفير أكثر من 80% من فرص العمل. واليوم، يُسهم بنحو 70% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يجعله عصب الاقتصاد المصري.
أكد رئيس الوزراء على الدور المهم والبناء الذي لعبته الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة، والذي يتجلى في الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، بما في ذلك توسيع الطرق والسكك الحديدية، بالإضافة إلى توسيع شبكات الطاقة والموانئ والمطارات. وأكد أن هذه الاستثمارات العامة تُمثل خطوة استراتيجية نحو تهيئة بيئة داعمة ينطلق منها القطاع الخاص بثقة ويلعب دورًا فعالًا، مما يُمكّنه من قيادة التنمية في الفترة المقبلة.
وأعربت البنوك عن دعمها للقطاع الخاص من خلال زيادة حصة القروض الممنوحة للقطاع الخاص من إجمالي القروض الممنوحة للعملاء، لتصل إلى 43.3% بنهاية يونيو 2025، مقارنة بـ 42.3% بنهاية مارس 2025، بعد سلسلة من الانخفاضات المتتالية.
وبحسب البنك المركزي المصري، بلغت حصة القروض للقطاع الخاص 58.1% بنهاية يونيو 2022، ثم انخفضت إلى 57.1% في يونيو 2023 قبل أن تواصل اتجاهها النزولي لتصل إلى 45.3% في يونيو 2024. ثم انخفضت إلى 43.8% في سبتمبر 2024، و42.9% في ديسمبر، وأخيراً 42.3% في مارس 2025، وهو أدنى مستوى خلال هذه الفترة.
وفي تقرير حديث، ذكر البنك أن القطاع الخاص استحوذ على 37.2% من إجمالي القروض لدى أكبر عشرة بنوك عاملة في مصر، مقارنة بنحو 33.2% لدى أكبر خمسة بنوك.
تسعى الحكومة المصرية، ممثلةً بوزارة التخطيط والتعاون الدولي، إلى بناء شراكات مع المؤسسات المالية الدولية، بما في ذلك الاتفاقية الأخيرة بين القطاعين العام والخاص في مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. تُسهم هذه الاتفاقية في تقديم الدعم الفني والمالي لتنفيذ مشاريع الشراكة في مختلف القطاعات. كما تُكمل جهود الحكومة المصرية لتعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد المصري كشريك أساسي في جهود التنمية. وأشادت بالتعاون مع البنك الأوروبي الذي يُوجه أكثر من 80% من استثماراته في مصر إلى القطاع الخاص.
خلال كلمتها في مؤتمر إطلاق آلية إعداد مشروعات شراكات القطاع الخاص، الذي نظمته الوحدة المركزية لشراكات القطاع الخاص بوزارة المالية بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، أن مصر أصبحت منصةً للشراكات مع المؤسسات المالية الدولية والمستثمرين المحليين والأجانب من خلال المساعدات الفنية والتمويل الميسر. وأضافت أن الشراكات مع شركاء التنمية تشهد نقلة نوعية، تدعم سياسة الحكومة في تعزيز دور القطاع الخاص من خلال الشراكات مع مختلف الوزارات.
وأكدت أن تحديات التنمية لا يمكن معالجتها دون تطوير آليات تمويل مبتكرة.
أعلن وزير المالية أحمد كوجك عن إطلاق مبادرة لإنشاء حساب لتمويل الدراسات والاستشارات الخاصة بالمشاريع المطروحة بالشراكة مع القطاع الخاص. وأوضح أننا نعمل مع زملائنا في الحكومة على توسيع نطاق الشراكات مع القطاع الخاص، بما يُسهم في تسريع عجلة التنمية.
في مؤتمر إطلاق آلية إعداد مشاريع شراكة القطاع الخاص، الذي نظمته الوحدة المركزية لشراكات القطاع الخاص بوزارة المالية بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وحضره عدد من الوزراء، أشاد كوجوك بجهود البنك في دعم مشاريع شراكة القطاع الخاص. وأكد أن البنك يعمل على خلق إطار عمل محفز لجذب الاستثمارات الخاصة، يعزز الثقة والشراكة والأمان ودعم مجتمع الأعمال.
وأوضح أن القطاع الخاص المحلي والأجنبي أثبت قدرته على النمو والمنافسة، حيث استحوذ على 65% من الاستثمارات. وأكد أننا نسعى دائمًا لتقديم مشاريع جاذبة لشركائنا ومستثمرينا وممولينا. وأضاف أنه خلال العام المالي الماضي، وفي إطار نظام الشراكة مع القطاع الخاص، تمكنا من اعتماد وبدء تنفيذ 30 مشروعًا بتكلفة استثمارية بلغت 41 مليار جنيه مصري في مجالات الموانئ الجافة، ومياه الشرب، والصرف الصحي، والصرف الصناعي، ومعالجة الحمأة، ومحطات الكهرباء الفرعية، وشبكات توزيع الكهرباء، والتدريب الفني. وأشار إلى وجود مشاريع أخرى ضمن نظام الشراكة مع القطاع الخاص بتكلفة استثمارية تتراوح بين 25 و30 مليار جنيه مصري.