مهرجان ميدفست.. صدمات الطفولة وأهمية التعافي نقاش سينمائي مفتوح في أولى عروض الأفلام

ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان ميدفيست مصر، عُرض برنامج الأفلام “خطوات” في قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية. تضمن البرنامج الأول أربعة أفلام: “حواس خفية” (جمهورية التشيك)، “كل يوم عند الفجر” (مصر)، “صمت” (مصر والأردن)، و”أبو جودي” (مصر). تلا العرض حلقة نقاشية مع الضيوف: الفنان يوسف غابرييل، وكاتبة السيناريو مها الوزير، وأستاذة الطب النفسي الدكتورة مها عماد الدين، والجمهور.
ينقسم برنامج أفلام مهرجان ميدفيست لهذا العام إلى ست محطات. تقدم كل محطة مجموعة من الأفلام ذات موضوع رئيسي مشترك أو خيط درامي، مع اختلاف في التنفيذ السينمائي. في البرنامج الأول، كان الخيط المشترك بين الأفلام الأربعة هو الطفولة. أبطالها فتيان أو فتيات يمرون بموقف يُمثل نقطة تحول في حياتهم.
في فيلم “فجر كل يوم”، يعيش طفل صدمة فقدان صديقه بعد مغادرته مصر مع عائلته عام ١٩٥٦. أخرجه أمير يوسف. أما في فيلم “سكون”، فتتعرض البطلة للتنمر من قِبل النقيب المسؤول عن تعليمها. أخرجته دينا ناصر. أما الفيلم الثالث، “أبو جودي”، فيصور يومًا في حياة طفلة تشوّهت طفولتها بسبب أفعال والدها. تشهد تعرضه للضرب والاتجار بالمخدرات. أخرجه عادل أحمد يحيى. أما في فيلم “لمسة ظلام”، فيستكشف طفل العالم بحواسه، باستثناء البصر. إنه فيلم رسوم متحركة.
في النقاش المفتوح الذي تلا الأفلام، ناقش الضيوف الصدمة النفسية وأثرها على حياة الأطفال. قالت مها عماد الدين: “يمر الأطفال بمراحل مختلفة حتى بلوغهم سن الرشد، وللصدمة النفسية تأثير كبير عليهم. ومع ذلك، فهي ليست حكمًا بالإعدام. بل على العكس، يمكن للطفل التعافي إذا وُجد في بيئة تُشجع على التعافي. كما أن هناك أطفالًا لديهم استعداد وراثي أعلى للإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية، وبالتالي لديهم مستويات متفاوتة من المرونة تجاه الصدمات النفسية. وبالتالي، لا يوجد مسار محدد يتبعه الفرد عند تعرضه للصدمة النفسية. وتختلف ردود الفعل”. وأكدت على أهمية الحوار وتقبّل أسئلة الأطفال المتكررة، “فالإجابات الصعبة يصعب تقبّلها. ولذلك، يكرر الأطفال الأسئلة مرارًا، كما شاهدنا الطفل في فيلم “فجر كل يوم”. أحيانًا تكون المشاعر أقوى من الكلمات. لذا، من المهم أن تتضمن الإجابات مشاعر واضحة، لا مجرد كلمات عابرة من الوالدين”.
قالت كاتبة السيناريو مها الوزير: “عند كتابة الشخصية وتطويرها، نفكر في الصدمات الشخصية التي مرت بها. لكل شخص تجربة يتذكرها مرارًا وتكرارًا”. وأضافت أن الشخصية التي تعرضت لصدمة نفسية ترى الحياة بشكل مختلف. في فيلم “أبو جودي”، على سبيل المثال، تعاني الفتاة من صدمات متعددة من علاقة والدها بامرأة أخرى، ومن تعرضها للضرب أمام عينيها، ومن عمله. تبقى صامتة طوال الفيلم، لذا ستتأثر بها على مر السنين.
في هذا السياق، تحدث الممثل يوسف غابرييل عن أهمية رعاية الأطفال، وهو موضوع تناولته بعض الأفلام المعروضة، مثل فيلم “ساكن”. كما تحدث عن تجاربه الشخصية في طفولته بعد طلاق والديه، وكيف ساعده تعامل عائلته مع الأطفال في الحفاظ على صحته النفسية.
افتتح مهرجان ميدفيست يوم الأربعاء 17 سبتمبر، بحضور عدد من صناع السينما، منهم أمير رمسيس ويسرا اللوزي وأمينة خليل التي تم تكريمها في حفل الافتتاح، بالإضافة إلى الأطباء النفسيين الدكتورة منى الرخاوي والدكتور نبيل القط.
انطلق مهرجان ميدفيست مصر عام ٢٠١٧ كحدث سنوي يجمع صناع الأفلام والأطباء وعلماء النفس والجمهور، ليقدموا تجربة فريدة تجمع بين الفن والصحة، من خلال عروض أفلام من مصر والعالم، وحلقات نقاش وورش عمل. يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على دور السينما في تصوير التحديات الإنسانية، وخلق مساحة للتفاهم المجتمعي.