نائب رئيس حكومة لبنان: إسرائيل تضرب بكل الاتفاقات عرض الحائط

منذ 2 شهور
نائب رئيس حكومة لبنان: إسرائيل تضرب بكل الاتفاقات عرض الحائط

ويحشد لبنان كل موارده الدبلوماسية والسياسية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية. سيبدأ الجيش اللبناني بتنفيذ خطة مصادرة الأسلحة. نحن نعمل على التوصل إلى اتفاق قانوني مع دمشق لحل مشكلة السجناء.

قال نائب رئيس الوزراء اللبناني، طارق متري، إن إسرائيل تتجاهل جميع الاتفاقات وتواصل عملياتها العدائية، ما يشكل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله. وأشار إلى أن بيروت التزمت بحصر السلاح بيد الدولة.

جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأناضول مع متري، في ظل استمرار تل أبيب في انتهاكاتها في لبنان. وكان آخر هذه الانتهاكات، الخميس، شنّ الجيش الإسرائيلي خمس هجمات على بلدات ميس الجبل، وكفر تبنيت، ودبين، وبرج قلاوي في محافظة النبطية، بالإضافة إلى بلدة الشهابية في قضاء صور جنوب البلاد.

موقف لبناني واضح

وأضاف متري أن “الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة وتنتهك كل القرارات الدولية وخاصة اتفاق وقف إطلاق النار” الموقع في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وأكد: “أن إسرائيل تتجاهل الاتفاقيات والقوانين الدولية ولا تحترم سيادة لبنان والالتزامات التي قطعتها عندما وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار”.

وعن موقف بلاده من هذه المسألة، قال متري: “موقف لبنان واضح لا لبس فيه، وهو يحشد كل إمكاناته الدبلوماسية والسياسية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية”.

وفيما يتعلق بموقف المجتمع الدولي، أشار متري إلى أن “الضغوط لم تكن قوية بما يكفي لإجبار إسرائيل على وقف الأعمال العدائية”.

وأشار إلى أن “إسرائيل، رغم جرائمها في قطاع غزة (منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023) واعتداءاتها على عدة دول، لا تستجيب للضغوط ولا تستمع لأحد”.

وأكد أنه “رغم غطرسة القوة الإسرائيلية، فإن موقف لبنان واضح، وجهوده الدبلوماسية والسياسية ستستمر”.

في أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان، والذي تصاعد إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن مقتل أكثر من 4000 شخص وإصابة نحو 17 ألف آخرين.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه بين حزب الله وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، فإن إسرائيل انتهكت الاتفاق أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مقتل 271 شخصا على الأقل وإصابة 611 آخرين، بحسب أرقام رسمية.

وفي انتهاك للاتفاق، تحتل إسرائيل، من بين أراضٍ أخرى احتلتها لعقود من الزمن، خمسة تلال لبنانية احتلتها في الحرب الأخيرة.

تقييد الأسلحة

وفيما يتعلق بقضية ضبط الأسلحة، قال متري: “بغض النظر عما إذا كان هناك ضغط خارجي أم لا، هناك رغبة على المستوى الدولي لمعالجة قضية ضبط الأسلحة التي تسيطر عليها الدولة”.

وأكد متري أن “الحكومة ملتزمة بحصر السلاح وباتفاق الطائف الذي ينص على بسط سلطة الدولة على أراضيها”.

تم توقيع اتفاق الطائف من قبل القوات اللبنانية في مدينة الطائف السعودية عام 1989، منهية بذلك حرباً أهلية استمرت 15 عاماً.

أعاد توزيع السلطة بين الطوائف لتعزيز المشاركة السياسية. كما نصّ على “نزع سلاح الميليشيات وبسط سلطة الدولة على جميع أراضيها”.

وفي هذا السياق أشار متري إلى أن “الجيش اللبناني سيبدأ بتطبيق خطة جرد الأسلحة وسيرفع تقارير شهرية بهذا الشأن”.

وحول استمرار رفض حزب الله تسليم سلاحه، قال متري: “لا أعتقد أن حزب الله يريد مواجهة مع الجيش اللبناني، والجيش اللبناني أيضاً لا يريد ذلك”.

وفي الخامس من أغسطس/آب، أقر مجلس الوزراء احتكار الدولة لكل الأسلحة، بما في ذلك سلاح حزب الله، وأصدر تعليماته للجيش بوضع خطة لاستكمال ذلك في الشهر نفسه وتنفيذه قبل نهاية عام 2025.

في الخامس من سبتمبر/أيلول، وافقت الحكومة على خطة الجيش وقررت إبقاء محتواها ومداولاتها سرية. إلا أن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أكد مرارًا أن الحزب لن يسلم سلاحه حتى تنسحب إسرائيل من لبنان، وتوقف عدوانها عليه، وتطلق سراح أسراها، وتبدأ إعادة الإعمار.

وفي 19 حزيران/يونيو، قدم المبعوث الأميركي توماس باراك اقتراحا إلى الحكومة اللبنانية يدعو إلى نزع سلاح حزب الله وحصر سيطرته في يد الدولة.

ستُصادر الأسلحة مقابل انسحاب إسرائيل من خمسة مواقع حدودية تحتلها في جنوب لبنان. كما ينص الاقتراح على الإفراج عن الأموال المخصصة لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب الأخيرة.

العلاقات الخارجية

وفيما يتعلق بعلاقات بيروت الدولية، قال متري: “تركيا دولة صديقة ولها تاريخ طويل من التعاون مع لبنان”.

واستذكر “الدعم التركي في العام 2006 (عندما بدأت إسرائيل الحرب على لبنان) والتسهيلات التي قدمها الأتراك للبنانيين”.

وعلى الصعيد السياسي، قال: “إن تركيا تدعم سيادة لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي”، مؤكداً أن “العلاقات مع أنقرة لا تشوبها شائبة”.

وأضاف: “نحن نناقش حاليا قضايا مشتركة (لم يحددها) ويجب معالجتها لتعزيز العلاقات، ونحن ملتزمون بذلك”.

وأشار إلى أنه “سيُعقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني (لم يُحدد موعده أو مكانه)، ومن الطبيعي أن تشارك تركيا فيه. وإذا كانت أنقرة مستعدة لمساعدة الجيش اللبناني، فلا أعتقد أنها ستعترض”.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع دمشق، قال متري إنها “تحرز تقدماً جيداً جداً، والثقة بين الجانبين قوية، ونعمل على تعزيزها. وقد طُرحت خلال الاجتماعات عدة قضايا نريد معالجتها، وخاصة قضية السجناء السوريين في السجون اللبنانية”.

وأشار أيضاً إلى أن “مسألة ترسيم الحدود لا تزال دون حل، إذ لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بين بيروت ودمشق حول هذه المسألة رغم المحاولات المتكررة”.

وتشكل الحدود بين البلدين موضوعاً لجدل حول تهريب البشر والبضائع منذ سنوات، فيما أصبحت قضية السجناء السوريين في السجون اللبنانية إحدى أكثر القضايا حساسية بين الجانبين.

وأشار متري إلى أن هناك اتفاقيات لبنانية سورية وُقّعت في عهد النظام السوري السابق، وجميعها قيد المراجعة، ويمكننا الإبقاء على بعضها، وتعديل بعضها الآخر، وإلغاء بعضها الآخر.

وأضاف: “إن وفداً برئاسة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام زار دمشق (في نيسان/أبريل الماضي) ومن الطبيعي أن نحظى بعودة رفيعة المستوى”.

السجناء السوريون

وفيما يتعلق بقضية السجناء السوريين في لبنان، قال متري: “إن ما تناقلته وسائل الإعلام (حول خلاف ورفض لبنان تسليم بعض السجناء) عارٍ عن الصحة. وقد أكد إخواني في سوريا أهمية هذه القضية بالنسبة لهم، واقترحوا تناولها من منظورين: قانوني وسياسي”.

وأوضح أن “معالجة هذه القضية لا يمكن أن تكون عملية سياسية فحسب، بل عملية قانونية بالدرجة الأولى. ولمعالجة هذه المشكلة قانونيًا، لا بد من إبرام اتفاقية تعاون قضائي بين البلدين”.

وتابع: “نعمل على صياغة هذه الاتفاقية. وبمجرد إقرارها، سيكون من الأسهل معالجة هذه القضية، وسيتم ذلك خلال فترة قصيرة”.

ويقدر عدد السوريين المعتقلين في السجون اللبنانية بنحو 2575 سجيناً، وهو ما يمثل نحو ثلث عدد السجناء في البلاد، وفق ما ذكرت صحيفة الديار اللبنانية نقلاً عن لجنة السجون في نقابة المحامين.

لا يُصنّف السجناء السوريون بشكل موحّد. بعضهم مسجونون بسبب آرائهم السياسية، وآخرون بتهم الإرهاب أو قتال الجيش اللبناني، وآخرون بتهم جنائية. كما يُسجن آخرون بسبب الإقامة غير القانونية أو لأسباب أخرى.

منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بذلت الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع جهوداً مكثفة لحل القضايا العالقة، وخاصة مع دول الجوار، وبالتالي تعزيز الأمن والاستقرار.


شارك