وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظيره السعودي لتعزيز التعاون الثنائي وبحث التطورات الإقليمية

تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، زار الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المغتربين المصريين الرياض اليوم الخميس، واجتمع مع الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، وبندر بن إبراهيم الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة.
وخلال اللقاء مع وزير الخارجية السعودي، أشاد الوزيران بالمستوى الرفيع للعلاقات الثنائية والتنسيق رفيع المستوى، والذي انعكس في زيارة الرئيس السيسي الأخيرة إلى نيوم في 21 أغسطس/آب الماضي، والتي استهدفت تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
خلال اللقاء، أكد الوزيران على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وأعربا عن رغبتهما في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري. وأكدا على أهمية تعزيز الاستثمار المتبادل بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
وفي هذا السياق، أعرب الوزيران عن ارتياحهما للخطوات البناءة التي تم اتخاذها لتفعيل المجلس التنسيقي الأعلى المصري السعودي ولجانه الفرعية تمهيداً للاجتماع الأول للمجلس برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان.
كما تم التأكيد على أهمية استمرار وتيرة الزيارات المتبادلة على كافة المستويات، باعتبارها ركيزة أساسية لتعزيز التنسيق السياسي والتشاور المستمر، وتعزيز إطار التعاون المؤسسي بين البلدين الشقيقين.
ناقش الوزيران التطورات الإقليمية والمخاطر الأمنية وعدم الاستقرار. وتناولا العدوان الإسرائيلي الغادر على قطر، والتطورات المتسارعة في قطاع غزة، والانتهاكات في الضفة الغربية. وأكدا أن انتهاكات إسرائيل الصارخة تُجسّد تهور سياساتها وانتهاكها الصارخ لجميع المواثيق الدولية.
جدد الوزيران إدانتهما الشديدة للعملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة، ووصفاها بالتصعيد الخطير للغاية والانتهاك الجسيم للقانون الإنساني الدولي، لا سيما حماية المدنيين في النزاعات المسلحة. وحذّر الوزير عبد العاطي من العواقب الإنسانية الكارثية لهذا التصعيد وما يصاحبه من سياسة ممنهجة للتجويع والتهجير. وأكد الجانبان على ضرورة الوقف الفوري والشامل للعمليات العسكرية، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتضافر جهود المجتمع الدولي لإنهاء الحرب.
أكد الوزيران على ضرورة مواصلة حشد الدعم الدولي لتوسيع نطاق الاعتراف بدولة فلسطين. كما ناقشا التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي المقرر عقده في 22 سبتمبر/أيلول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وشدد الوزير عبد العاطي على أهمية البناء على القرار المعنون “الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة” الذي اعتمده مجلس وزراء جامعة الدول العربية في اجتماعه الوزاري الأخير، كخطوة جماعية وبناءة تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما تبادل الوزيران وجهات النظر حول التطورات في السودان، في ضوء الموقف المشترك الوارد في بيان الرباعية الصادر مؤخرًا. وأكدا على أهمية وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، مما يمهد الطريق لوقف فوري لإطلاق النار، ويرسي أسس عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات الشعب السوداني، وتصون وحدة الدولة ومؤسساتها الوطنية.
كما ناقش الوزيران تطورات الأوضاع في مختلف مناطق الأزمات بالمنطقة العربية، لا سيما ليبيا وسوريا ولبنان واليمن. وأكدا على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين لدعم وحدة هذه الدول الشقيقة وتعزيز سيادة مؤسساتها الوطنية على كامل أراضيها، مع رفضهما القاطع لأي شكل من أشكال التقسيم. وأكدا أن الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمات وتحقيق الأمن والاستقرار الدائمين في هذه الدول. وفي هذا السياق، أدان الوزيران التدخل الإسرائيلي السافر في سوريا ولبنان.
واختتم اللقاء بالتأكيد على مواصلة التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين وتعزيز روابط الشراكة الاستراتيجية على كافة المستويات بما يعزز الوحدة العربية ويلبي تطلعات شعوب المنطقة في الأمن والتنمية والاستقرار.