خالف البروتوكول الملكي والمظاهرات تحاصره.. ماذا فعل ترامب في لندن؟ (صور- فيديو)

شهدت المملكة المتحدة زيارة تاريخية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث استقبله رسميا الملك البريطاني تشارلز الثالث.

وتعتبر هذه الزيارة علامة فارقة، إذ ينظر إليها باعتبارها استثناء ترامب للقواعد غير المكتوبة للدبلوماسية البريطانية.

اختيرت قلعة وندسور، المقر الملكي العريق الذي يمتد تاريخه لنحو ألف عام، لتكون أبرز معالم الزيارة. تشتهر القلعة بتصميمها الداخلي المذهب وأبراجها الشاهقة وأعمالها الفنية الفريدة.

ذكرت صحيفة “ذا ميرور” البريطانية أن الزيارة أثارت توتّرًا في البداية بسبب تأخر ترامب وزوجته. كان من المفترض أن يلتقيا بالأمير ويليام والأميرة كيت ميدلتون عند منتصف النهار، لكن المروحية الرئاسية الأمريكية، “مارين وان”، لم تهبط إلا بعد حوالي عشر دقائق، فاضطر ولي العهد وزوجته للانتظار.

ورغم التأخير، حظي الرئيس والسيدة الأولى بترحيب حار، وقام ويليام وكيت بجولة سريعة معهما قبل لقاء الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا خارج قصر فيكتوريا.

ولاحظ المراقبون أن العائلة المالكة تفضل الالتزام الصارم بالجداول الزمنية والبروتوكولات، في حين أوضح الملك تشارلز نفسه في وقت سابق أنه لا يرحب بالانتظار.

شملت الزيارة أيضًا مشاهدة مقتنيات من المجموعة الملكية تتعلق بتاريخ العلاقات مع الولايات المتحدة. كما زار ترامب وزوجته كنيسة القديس جورج، مثوى الملكة إليزابيث الثانية الراحلة، التي استضافته خلال زيارته الرسمية الأولى عام ٢٠١٩، حيث وضع إكليلا من الزهور على قبرها.

لكن الجدل لم يقتصر على التأخير. فقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمراسم الاستقبال العسكري، تُظهر ترامب وهو يسير أمام الملك تشارلز، وهو يتفقد صفوف الجنود البريطانيين ويتحدث إلى أحد الضباط، بينما بدا الملك متأخرًا عنه.

وقد أثار هذا المشهد، الذي وصف بأنه “غير عادي” في سياق البروتوكول الملكي، الكثير من التعليقات، وخاصة لأنه أعطى، في نظر بعض المراقبين، انطباعا بوجود إحراج ما تجاه الملكة البريطانية.

وبحسب شبكة CNN، أعرب الرئيس ترامب عن إعجابه الشديد بالمكان، واعتبر دعوته لزيارة وندسور “شرفًا عظيمًا”. وخرج تصريحه عن نبرته المعتادة.

تجدر الإشارة إلى أنه، وفقًا للعادات البريطانية، يُخصص الاستقبال الملكي لرؤساء الدول فقط، مما يجعله من أهم أدوات لندن الدبلوماسية. ويُعدّ منح ترامب هذه الزيارة الثانية حدثًا غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى، أو حتى مع أي رئيس دولة آخر.

في المقابل، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن هذا الاستثناء يتوافق مع العلاقة الخاصة التي تربط ترامب بالعائلة المالكة البريطانية.

لدى وصوله إلى لندن يوم الثلاثاء، أعرب ترامب عن سعادته بالعودة إلى بريطانيا، واصفًا إياها بـ”مكان مميز للغاية”. وعندما سُئل عن رسالته إلى الملك تشارلز، أجاب بأن الملك “صديق قديم وعزيز جدًا”.

وتضمن البرنامج الرسمي للزيارة موكبًا تقليديًا لعربات تجرها الخيول مصحوبًا بوحدات من سلاح الفرسان حول قلعة وندسور، وعرضًا جويًا قدمته فرقة السهام الحمراء التابعة لسلاح الجو الملكي، واستعراضًا عسكريًا أطلق عليه اسم “الانسحاب المفاجئ”، وهو احتفال يرمز إلى أعلى درجة من الشرف العسكري.

بسبب أعمال التجديد الجارية في قصر باكنغهام، سيتم نقل جميع الزيارات الرسمية إلى قلعة وندسور حتى عام 2027.

لأسباب لوجستية وأمنية، استخدم ترامب مروحياته الرئاسية، المعروفة باسم “مارين وان”، والتي تُنقل على متن طائرات شحن تابعة لسلاح الجو الأمريكي. عادةً، يتم نشر سرب من خمس مروحيات خلال السفر الرئاسي، حيث يستخدم الرئيس إحداها بينما تُستخدم الأخرى كطُعم لأغراض أمنية.

وعلى الصعيد الأمني، أعلنت السلطات البريطانية عن تنفيذ أكبر عملية أمنية منذ تتويج الملك تشارلز الثالث عام 2023. وتشمل هذه الإجراءات نشر طائرات بدون طيار ومواقع قناصة وقوات شرطة مجهزة تجهيزا كاملا وأطقم قوارب على طول نهر التايمز لضمان أعلى مستوى من الأمن خلال زيارة ترامب.

يشعر بيرس مورغان بالذهول إزاء الاحترام الهائل الذي يحظى به الرئيس ترامب في بريطانيا العظمى:

لم أرَ مثل هذا يحدث لأي رئيس دولة آخر في العالم. هذا أمرٌ غير مسبوق.

ترامب هو الأفضل على الإطلاق. pic.twitter.com/LTY4tMQxua

— بول أ. سزيبولا