الرئيس السيسي وملك إسبانيا يشددان على الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه

أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديره لدعم إسبانيا للسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وخاصةً اعترافها بالدولة الفلسطينية وتأييدها لإعلان نيويورك بشأن حل الدولتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة. يعكس هذا الإعلان التزام مدريد بمبدأ حل الدولتين، ويكرس الحق المشروع للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. صرح المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية، السفير محمد الشناوي، بأن جلالة الملك فيليبي استمع إلى عرض قدمه الرئيس حول الجهود المصرية الحثيثة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتقييمه للوضع في المنطقة، لا سيما بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير. وأشاد ملك إسبانيا بجهود مصر في هذا الصدد خلال العامين الماضيين، بما في ذلك خطة إعادة إعمار غزة التي أعدتها مصر، والتي حظيت بدعم وموافقة عربيًا وإسلاميًا.
وأكد الرئيس والملك الإسباني على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، ووقف التصعيد في المنطقة، وبذل الجهود للحفاظ على السلام الذي ساد في المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي.
وفي هذا السياق تم التأكيد على الرفض القاطع لأية مساعي لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، لما في ذلك من تصفية للقضية الفلسطينية وعدوان وتهديد لأمن الدول المجاورة، فضلاً عن آثاره الخطيرة التي تتجلى في موجات غير مسبوقة من الطرد والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
وأكد الجانبان أيضًا رفضهما التام للممارسات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، بما في ذلك توسيع المستوطنات والتهديد بضم الأراضي الفلسطينية، لما تشكله من انتهاك صارخ للقانون الدولي.
جاء ذلك خلال حفل الاستقبال الذي أقامه اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة الأولى انتصار السيسي حرم الرئيس بقصر الاتحادية لجلالة الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا وجلالة الملكة ليتيثيا بمناسبة أول زيارة خارجية لملك إسبانيا لمصر.
تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من الأزمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا. وشُدّد على أهمية الحلول السياسية والسلمية التي تضمن السيادة والسلامة الإقليمية ومقدرات الشعوب. واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على المستوى الثنائي أو في المحافل الإقليمية والدولية متعددة الأطراف.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم عقب المحادثات تبادل الميداليات بين الرئيس وجلالة ملك إسبانيا، وبين قرينة الرئيس وجلالة ملكة إسبانيا، تقديراً للعلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين الصديقين، وتجسيداً لالتزامهما بتطويرها في مختلف المجالات.
بعد ذلك، أقام الرئيس وزوجته مأدبة غداء على شرف جلالة ملك وملكة إسبانيا، بحضور وفدين من كلا البلدين. ألقى الرئيس كلمة ترحيبية بجلالتي الملك والملكة. بدوره، شكر ملك إسبانيا الرئيس وزوجته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
ألقى الرئيس كلمةً رحّب فيها بجلالة الملك والملكة في “وطنهما الثاني، مصر”. وأكد على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين وحكومتيهما، مشيدًا بمتانة الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما في قطاع النقل. كما نوّه بالتعاون الثقافي الهام، حيث تعمل 13 بعثة أثرية إسبانية في مواقع عدة في مصر، مثل سقارة والأقصر وأسوان ووادي الجمال.
وتطرق الرئيس إلى التحديات الإقليمية، وأبرزها القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الدمار الذي خلفته الحرب في غزة والانتهاكات اليومية في الضفة الغربية تهدد فرص الحل السياسي العادل.
وأشاد بدعم إسبانيا التاريخي للحقوق الفلسطينية وقرارها الاعتراف بدولة فلسطين في لحظة حاسمة، قائلا إنها “على الجانب الصحيح من التاريخ”.
وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره العميق لموقف إسبانيا المشرف في دعم عملية السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وأكد حرص مصر على مواصلة الدعم والعمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
صرح السفير محمد النشاوي بأن مراسم الاستقبال الرسمية جرت، وتضمنت استعراضًا للخيول، وعزف النشيدين الوطنيين لكلا البلدين، وعرضًا لحرس الشرف، وإطلاق 21 طلقة تحية، والتقاط صورة تذكارية. تلا ذلك لقاء ثنائي مغلق بين الرئيس وملك إسبانيا، تلته جولة مباحثات موسعة مع وفدي البلدين.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس بدأ اجتماعه مع ملك إسبانيا بالترحيب به في أول زيارة دولة له إلى مصر وباعتباره أول مسؤول إسباني رفيع المستوى منذ توقيع إعلان الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس لإسبانيا في فبراير 2025. من جانبه، أعرب جلالة الملك عن اعتزازه العميق بزيارته لمصر، مشيدًا بمكانتها الإقليمية والدولية الراسخة وتراثها الثقافي العظيم الذي ترك بصماته على الإنسانية جمعاء.
وأوضح المتحدث الرسمي أن المحادثات ركزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وإسبانيا، لا سيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار والسياحة والثقافة والتعليم.
أكد الرئيس والملك أهمية الاستفادة من الزخم الحالي في العلاقات لتوسيع آفاق التعاون المشترك، بما يلبي مصالح وتطلعات الشعبين الصديقين. وفي هذا السياق، نوقشت آليات تعزيز التجارة والتعاون في قطاع النقل، بالإضافة إلى فرص جديدة للتعاون في مجال الآثار.