ماذا نعرف عن زيارة ترامب الثانية “غير المسبوقة” للمملكة المتحدة؟

وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفقة زوجته ميلانيا، إلى المملكة المتحدة مساء الثلاثاء في زيارة رسمية ثانية. يُعدّ هذا الحدث حدثًا نادرًا يستضيفه الملك تشارلز الثالث. إنها لحظة محورية، وقد خُطط لها بعناية فائقة على مدى أشهر.
منذ اعتلاء الملكة إليزابيث الثانية عرش المملكة المتحدة عام 1952، لم تكن هناك سوى ثلاث زيارات رسمية قام بها رؤساء أمريكيون في التاريخ – جورج دبليو بوش في عام 2003، وباراك أوباما في عام 2009، ودونالد ترامب في عام 2019.
من مواكب العربات عبر أراضي قلعة وندسور إلى مأدبة رسمية في قاعة سانت جورج، سيتم فرش السجادة الحمراء للرئيس ترامب على مدى اليومين المقبلين في زيارته الرسمية الثانية.
وتوفر هذه الزيارة لحكومة رئيس الوزراء ستارمر فرصة مهمة لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ولكن الزيارة ليست خالية من المخاطر المحتملة، كما كتب مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية جيمس لانديل.
ترامب: “الملك تشارلز يمثل البلاد جيدًا”.
قبل ساعات فقط من صعود الرئيس ترامب إلى طائرة الرئاسة ومغادرته الولايات المتحدة، تحدث عن علاقته بالملك تشارلز الثالث، الذي وصفه بأنه “صديقي”.
وقال الرئيس الأمريكي إن الملك كان “رجلاً أنيقاً للغاية”، وأضاف أنه “مثل البلاد بشكل جيد”.
من يرافق ترامب؟
ومن المقرر أن يحضر الزيارة الرسمية التي يقوم بها ترامب وميلانيا إلى المملكة المتحدة عدد كبير من المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي وصل قبل وقت قصير من ترامب.
ومن المتوقع أن يضم أعضاء آخرون في المجموعة وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزيرة الزراعة بروك رولينز، والمبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي ويلز.
ومن بين الأفراد الذين يشاركون عادة في مثل هذه الرحلات أعضاء جهاز الخدمة السرية وموظفي البيت الأبيض.
وصل ترامب إلى المملكة المتحدة على متن طائرته الرئاسية من طراز بوينج 747-200B المصممة خصيصًا والمتطورة، والمعروفة باسم “إير فورس وان”.
ماذا نعرف حتى الآن؟
إنها زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة يقوم بها رئيس دولة، عادة بدعوة من الملك وبناء على نصيحة الحكومة.
ورغم أن هذه المناسبات “عظيمة”، فإنها ليست مجرد احتفالات؛ بل إن الحكومة تستغلها أيضاً لتعزيز ما تعتبره مصالح وطنية بريطانية.
ترامب هو الرئيس الأمريكي الثالث الذي يقوم بزيارة دولة إلى بريطانيا العظمى، بعد جورج دبليو بوش في عام 2003 وباراك أوباما في عام 2009.
وتهدف هذه الزيارة الرسمية إلى تحسين العلاقات البريطانية الأميركية وتعزيز علاقة الحكومة مع حليف غير موثوق به في بعض الأحيان.
ويقول دبلوماسيون إن الرئيس سيركز على العرض الملكي ويتجنب الجدل.
ومع ذلك، لا يزال احتمال الخلاف قائما.
بيتر ماندلسون: إن إقالة اللورد ماندلسون من منصبه كمبعوث بريطاني إلى واشنطن بسبب ارتباطاته مع جيفري إبستين المدان بارتكاب جرائم جنسية سوف تلقي بظلالها على هذه الزيارة.
وقد تهيمن الأسئلة حول هذا الموضوع على المؤتمر الصحفي الذي سيعقد يوم الخميس.
الخطر الذي يواجه الوزراء هو أن ينتقل التركيز من كفاءة رئيس الوزراء ستارمر إلى روابط الرئيس ترامب مع إبستين.
الشرق الأوسط: من المتوقع أن تعترف بريطانيا بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، داعمةً بذلك حل الدولتين. تعارض الولايات المتحدة بشدة هذه الخطوة، معتبرةً أنها ستكافئ الإرهاب وتشجع إسرائيل على ضم أجزاء من الضفة الغربية.
حرية التعبير: يدّعي البيت الأبيض أن تنظيم الإنترنت البريطاني يهدد حرية التعبير. ينفي الوزراء هذا الادعاء. ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه يمكن مناقشة هذه القضية لأنها من القضايا التي نركز عليها بشدة في هذه الإدارة.
الاحتجاجات: ستُقام الزيارة الرسمية خلف حاجز أمني، بعيدًا عن أعين الجمهور. ومع ذلك، من المقرر تنظيم مظاهرات مناهضة لترامب، وقد يغضب الرئيس إذا شاهد تغطية تلفزيونية للاحتجاجات.
أسئلة أخرى
أين سيقام الحدث؟
من المقرر أن يتواجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته السيدة الأولى ميلانيا ترامب في قلعة وندسور لحضور الاجتماع.
تم اختيار هذا الموقع لأن قصر باكنغهام، الموقع المعتاد، يخضع حاليًا للتجديدات.
وكما هو الحال مع جميع الزيارات من هذا النوع، يتضمن الحدث حفل استقبال رسمي ومأدبة عشاء رسمية في قاعة سانت جورج في قلعة وندسور.
من يشارك؟
وسيحضر الحفل جميع كبار أفراد العائلة المالكة، بما في ذلك الأمير ويليام أمير ويلز، والأميرة كاثرين أميرة ويلز.
هل يظهر ترامب للعلن؟
إن كل زيارة يقوم بها رئيس أمريكي تجلب معها تحديات أمنية، ومن غير المرجح أن يتضمن جدول أعمال ترامب أي فعاليات عامة.
خلال زيارته عام 2019، لم يكن هناك موكب سيارات على طول المول لأسباب أمنية، وتم نقل ترامب جواً بين المواقع بدلاً من السفر بالطريق البري.
ولم يعرف بعد ما إذا كان ترامب سيلتقي أعضاء البرلمان البريطاني، وهو ما يكون عادة على جدول الأعمال خلال الزيارات الرسمية.