بين تجارب المنتخبات وإرث الأندية الكبرى.. هل يكون فيتوريا الرجل المناسب للأهلي؟

منذ 2 شهور
بين تجارب المنتخبات وإرث الأندية الكبرى.. هل يكون فيتوريا الرجل المناسب للأهلي؟

في الوقت الذي يبحث فيه النادي الأهلي عن مدرب يليق بتاريخه وبطولاته القارية، برز البرتغالي روي فيتوريا كأحد أبرز المرشحين لخلافته.

ورغم أن تجربته مع المنتخب المصري لم تترك الانطباع المتوقع، إلا أن مسيرته التدريبية الرائعة مع أندية كبيرة مثل بنفيكا والنصر السعودي تضعه في مكانة خاصة، وتفتح الباب أمام الجدل حول ما إذا كان الرجل المناسب لقيادة الأهلي إلى المرحلة المقبلة.

نجاحات باهرة في الأندية

ويعتبر فيتوريا مدربًا ذو خبرة في إدارة الفرق الكبيرة وأثبت نفسه بالفعل في عدة مناصب:

مع بنفيكا من البرتغال (2015-2019):

قاد الفريق في 183 مباراة، محققًا 125 فوزًا، ومتوجًا بستة ألقاب، منها لقبان في الدوري البرتغالي، ولقبان في كأس السوبر البرتغالي، ولقب واحد في كأس البرتغال، ولقب واحد في كأس الرابطة. شهدت هذه الفترة العصر الذهبي لمسيرته التدريبية، حيث جمع بين الهيمنة المحلية والأداء المتواصل على المستوى الأوروبي.

مع نادي النصر السعودي (2019-2020):

خاض مع النادي 86 مباراة، حقق خلالها 54 فوزاً، وقاد الفريق إلى لقب الدوري السعودي وكأس السوبر السعودي، مبرزاً قدرته على النجاح في بيئات ثقافية وكروية مختلفة.

مع فيتوريا غيماريش:

وفي 153 مباراة، فاز بكأس البرتغال، وهو ما كان نجاحا تاريخيا للنادي في ذلك الوقت، وعزز سمعته كمدرب قادر على إحداث الفارق حتى في الفرق خارج دوري الدرجة الأولى.

في المجمل، خاض فيتوريا 627 مباراة طوال مسيرته، محققًا 323 فوزًا و126 تعادلًا و178 خسارة. تُظهر هذه الأرقام التوازن والواقعية، وتُظهر قدرةً واضحةً على الفوز بالبطولات.

تجربة المنتخب الوطني…تخصص مختلف

يبقى التحدي الأكبر في مسيرة فيتوريا هو تجربته الأخيرة مع المنتخب المصري، والتي لم تُحقق النتائج المرجوة. مع ذلك، من المهم التمييز بين بيئة النادي وخصوصيات المنتخبات الوطنية.

فكرة التعاون مع المنتخبات الوطنية مختلفة تماما:

تقصير مدة الاجتماع.

ضعف نظام الإعداد مقارنة بالأندية.

عدم الاتساق في تطبيق الأفكار التكتيكية.

ولذلك، فمن الخطأ الحكم على مدرب بناء على تجربة دولية واحدة فقط، خاصة وأن أغلب المدربين الكبار (حتى بيب جوارديولا لو كان مسؤولاً عن منتخب وطني) قد يواجهون نفس التحديات.

لماذا الاهلي؟

ويحتاج الأهلي إلى مدرب لديه خبرة في التعامل مع الأندية الكبيرة وضغوط البطولات.

بإمكانه أن ينظر إلى تاريخ طويل من النجاح.

فهو يمتلك القدرة على تأكيد شخصية تكتيكية واضحة وهوية لعب.

ويتوفر فيتوريا على هذه المواصفات، وهو ليس غريباً أيضاً على العالم العربي، إذ خاض تجارب ناجحة مع النصر، ما سهل عليه الاندماج في أجواء القصر الأحمر.

ملاحظات وتحفظات

يبقى التساؤل حول شخصية فيتوريا وأسلوبه في التعامل مع غرفة الملابس. قد تُثير هذه النقطة جدلاً، إذ يراه البعض مدرباً أكثر هدوءاً وتحفظاً مقارنةً بالمدربين الأكثر جاذبية.

ولكن في بيئة الأهلي التي تعتمد على الاستقرار الإداري والدعم الشعبي، فإن هذا الهدوء قد يكون عنصر قوة وليس ضعفاً.

روي فيتوريا ليس “فاشلاً” كما يصفه البعض نظرًا لخبرته الدولية، بل هو اسم لامع في عالم التدريب، بسجل حافل بالنجاحات في البطولات وخبرة واسعة في أندية كبرى.

وفي حال توليه مسؤولية تدريب الأهلي، فإنه قد يعطي الفريق دفعة فنية كبيرة، ويجعل هويته التكتيكية أكثر قوة ومرونة.


شارك