المشاط: 25 مليار جنيه للبدء في مشروعات المرحلة الثانية من حياة كريمة ضمن خطة 2025-2026

وتستهدف المرحلة الثانية 1667 قرية في 20 محافظة، 29% منها في صعيد مصر ويبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة.
صرحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بأنه سيتم تخصيص 25 مليار جنيه مصري خلال السنة المالية 2025/2026 لتنفيذ أهداف المرحلة الثانية من مشروعات مبادرة “حياة كريمة” في مجالي مياه الشرب والصرف الصحي. ويمكن زيادة هذا المبلغ مع تطوير البرنامج التنفيذي للأنشطة المستهدفة. وأشارت إلى أن المبادرة مرتبطة بجدول زمني محدد للتنفيذ المرحلي، ولكل مرحلة نطاق جغرافي محدد، وأهداف محددة مسبقًا، ومخصصات مالية تقديرية لبرامج العمل المرحلية.
وأوضحت المشاط أن المرحلة الثانية من مبادرة “حياة كريمة” تشمل 20 محافظة و52 مركزاً وإجمالي 1667 قرية بإجمالي عدد سكان 21.3 مليون نسمة، وتقع 45% من المحافظات المتضررة، و36% من المراكز المتضررة، و29% من القرى المتضررة في محافظات الصعيد.
وسلطت الضوء على الأهداف الكمية لتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة، وأهمها قطاع المياه، بتوسيع وتعزيز 2350 كيلومترًا من شبكات مياه الشرب، وإنشاء 18 محطة مياه شرب، و315 ألف توصيلة مياه شرب، بالإضافة إلى قطاع الصرف الصحي، بتركيب مضخات لـ 97 محطة معالجة مياه صرف صحي بسعة مليون متر مكعب يوميًا، و1.8 مليون توصيلة صرف صحي منزلي.
وأوضحت أن المبادرة تمثل نموذجاً تنموياً غير مسبوق في التنمية الاقتصادية والحضرية، مشيرة إلى أنها حظيت بإشادة من المؤسسات والمنظمات الدولية وتم تسجيلها في يوليو 2020 على منصة مسرعات أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وفي يوليو 2021 على منصة أفضل الممارسات الدولية، وكلاهما تابعان لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة.
وأضافت المشاط أن مبادرة “حياة كريمة” تتميز باتساع نطاقها، إذ تشمل جميع المحافظات الريفية في الجمهورية، والتي تمثل ما يقارب 60% من إجمالي سكان مصر. كما أنها تشمل معظم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لا سيما تلك المتعلقة بالصحة، وتوفير مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي، والأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة. وتشمل هذه الأهداف سياسات وبرامج تنموية تُعنى بالجوانب الاقتصادية والبيئية والحضرية، بالإضافة إلى الجوانب الاجتماعية، مثل تحسين الخدمات العامة في القرى المصرية، والقضاء على التفاوتات الاجتماعية بين سكان الريف. وأكدت على استمرار متابعة المبادرة في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنجاز المشاريع في أسرع وقت وفي التوقيتات المحددة.
تعزيز مشاركة المواطنين
وتابع الوزير: “تعزيزًا لمبدأ الحوكمة الرشيدة والتوعية والمشاركة المجتمعية في إنجاح المبادرة، أطلقت وزارة التخطيط والتعاون الدولي تطبيق “شارك” للهواتف المحمولة. يتيح هذا التطبيق نشر بيانات تفصيلية عن أهم المشاريع المنفذة أو قيد التنفيذ، وتوعية المواطنين بالنجاحات التي تحققت أو التي تتحقق محليًا، وإبداء الآراء والنصائح والمقترحات لتفعيل المشاريع المقترحة أو تقديم أفكار مبتكرة لمشاريع جديدة، والتي يمكن دراستها ودمجها في الخارطة الاقتصادية للمبادرة”.
وأكدت على أهمية المتابعة الدقيقة والفعالة لمستويات الأداء لضمان الشفافية والرقابة والمساءلة وتبادل المعلومات. كما نوهت بتقييم الوزارة لأداء 50 قرية في المرحلة الأولى، ونشر نتائج تنفيذ برامج وأنشطة المرحلة الأولى وأثرها في تحقيق الأهداف والمنافع الاجتماعية، بناءً على مؤشرات ومعايير محددة وقابلة للقياس. ويُعد هذا دليلاً واضحاً على التزام الدولة بالمتابعة الدقيقة والمستمرة لمعدلات أداء المبادرة.
وأوضحت أن المبادرة تتبع منهج تخطيط استراتيجي قائم على تقييم الأوضاع القائمة قبل المبادرة، ثم أهدافها، وأخيرًا النجاحات المحققة في ضوء الأهداف المعلنة. ويتم تحديد عوامل النجاح والنواقص، ووضع الحوافز أو الإجراءات التصحيحية اللازمة لمسارات التنمية. كما تعتمد على مشاركة المجتمع في تحديد احتياجات “القرية المصرية” وإمكانياتها التنموية.
وأشارت إلى أنه تم وضع ضوابط ومعايير لاختيار القرى المشمولة بالمبادرة في كل مرحلة، بما يتوافق مع مفهوم التخطيط الهادف والمبني على الأدلة، وذلك بالاستعانة بقواعد البيانات المتاحة لدى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لفهم الخصائص الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لكل قرية، وحالة الخدمات المتاحة فيها، ومنظومة التغيرات المكانية.
دمج البعد البيئي في مبادرة “الحياة الكريمة”
وأكدت أنه في ظل الجهود المبذولة لدمج البعد البيئي في مشروع “حياة كريمة”، فإن الهدف هو مواصلة تنفيذ مبادرة “القرية الخضراء”. تهدف هذه المبادرة إلى إعادة تأهيل القرى بروح “حياة كريمة” لتلبية أحدث المعايير البيئية العالمية للمجلس العالمي للأبنية الخضراء، والحصول على شهادة “ترشيد” للمجتمعات الريفية الخضراء. ويتم التركيز على ثلاثة محاور رئيسية: “الطاقة، والمياه، والموارد”. وأشارت إلى حصول أربع قرى على الشهادة (قرية اللواء صبيح بالوادي الجديد عام ٢٠٢٤، وقرية شيما بالمنوفية عام ٢٠٢٤، وقرية نهتاي بالغربية عام ٢٠٢٣، وقرية فارس بأسوان عام ٢٠٢٢)، والهدف هو إعادة تأهيل القرى المتبقية.
المؤشرات الرئيسية للمرحلة الأولى من المبادرة
أصدرت وزارة التخطيط والتعاون الدولي تقريراً يستعرض تطورات وأهداف المشروع القومي للتنمية الريفية المصرية “حياة كريمة” في إطار خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي الحالي 2025/2026.
يوضح تقرير الوزارة أن إجمالي تمويل المرحلة الأولى بلغ 350 مليار جنيه مصري. ويمثل هذا نصيب محافظات الصعيد من إجمالي مخصصات المرحلة الأولى من مبادرة “حياة كريمة”. وقد تصدرت محافظة المنيا القائمة بنسبة 18.2%، أي ما يعادل 43.22 مليار جنيه مصري، تلتها سوهاج بمبلغ 43.18 مليار جنيه مصري، ثم قنا بمبلغ 39.41 مليار جنيه مصري، ثم أسيوط بمبلغ 34.41 مليار جنيه مصري، وأسوان بمبلغ 27.95 مليار جنيه مصري.
كما سلّط تقرير الوزارة الضوء على الأعمال المُنجزة في المرحلة الأولى، التي انتهت في النصف الأول من عام 2024/2025. وشملت المشاريع المستهدفة ما يقارب 23 ألف مشروع في 1477 قرية ضمن 52 مركزًا في 20 محافظة، استفاد منها 18 مليون مستفيد. وبلغ متوسط معدل التنفيذ للمرحلة الأولى 86.5%، بينما بلغت قيمة الصرف 298.3 مليار جنيه. وحصلت محافظات الصعيد على 68% من إجمالي مخصصات المرحلة الأولى والبالغة 237 مليار جنيه، استفاد منها 11 مليون مواطن، بنسبة 61% من إجمالي المستفيدين.
في القرى، تم إنجاز 261 محطة مياه شرب و1350 مشروع توصيل مياه شرب، شملت 455 ألف توصيلة منزلية، مما رفع نسبة توافر خدمات مياه الشرب إلى 100%. كما تم إنجاز 22 محطة معالجة مياه صرف صحي، و591 مشروعًا لمياه الصرف الصحي، و878 مشروع توصيل مجاري، شملت 1.37 مليون توصيلة منزلية، مما رفع نسبة توافر خدمات الصرف الصحي من 20% إلى 90%. وتم إنجاز 685 مركزًا صحيًا، ومستشفى مركزيًا، و365 غرفة طوارئ، و15 ألف فصل دراسي. وتلقى 596 ألف مواطن تدريبًا في مجال محو الأمية. وتم إنشاء وتوسيع 925 مركزًا للشباب في إطار جهود الحكومة لتطوير خدمات التنمية البشرية.