تبدأ اليوم.. زيارة تاريخية للعاهل الإسباني وقرينته إلى مصر وسط عقوبات إسبانية على إسرائيل لوقف الإبادة في غزة

يقوم الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، وزوجته الملكة ليتيزيا، بأول زيارة رسمية لهما إلى مصر في الفترة من 16 إلى 19 سبتمبر (ابتداءً من الثلاثاء) بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وسيرافقهما وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس.
وستكون هذه الزيارة الرسمية تاريخية، حيث ستكون المرة الأولى التي يزور فيها الملك فيليبي السادس والملكة ليتيزيا مصر منذ تتويج الملك في عام 2014.
خلال زيارته الرسمية لإسبانيا في فبراير الماضي، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي ملك وملكة إسبانيا لزيارة مصر لحضور حفل افتتاح المتحف المصري الكبير. من جانبه، أعرب الملك فيليبي السادس عن أمله في تلبية الدعوة وزيارة مصر في أقرب وقت ممكن.
• تأكيد موعد الزيارة في اليوم الذي أعلنت فيه إسبانيا فرض تسع عقوبات على إسرائيل.
وفقًا لصحيفة “إل دياريو” الإسبانية، ورغم الإعلان عن زيارة الدولة للملك فيليبي السادس وزوجته الملكة في فبراير الماضي بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أن الموعد لم يُؤكد إلا يوم الاثنين الماضي. وفي اليوم نفسه، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن تسع عقوبات ضد إسرائيل على خلفية الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بينما تعتزم المفوضية الأوروبية تعليق اتفاقية التجارة مع إسرائيل جزئيًا، لأن مصر أحد الوسطاء الرئيسيين في المفاوضات، ولها حدود برية مشتركة مع الأراضي الفلسطينية.
• خطوة أخرى نحو تعزيز العلاقات بين إسبانيا ومصر
تُعدّ زيارة الدولة التي قام بها الملك فيليبي السادس وزوجته الملكة إليزابيث الثانية خطوةً إضافيةً نحو تعزيز علاقات إسبانيا مع مصر. وقد ساهمت زيارة الرئيس السيسي لإسبانيا في فبراير الماضي في الارتقاء بالعلاقات التجارية والسياسية بين البلدين إلى مستوى “شراكة استراتيجية”. كما تُمثّل زيارة الزوجين الملكيين دفعةً قويةً لجهود مصر في المنطقة، وفقًا لصحيفة “إل دياريو” الإسبانية.
جدير بالذكر أنه خلال زيارة الرئيس السيسي إلى إسبانيا في فبراير/شباط الماضي، ارتفعت العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إيذاناً ببداية مرحلة جديدة من التعاون المكثف والوثيق في مختلف المجالات.
وأشارت الصحيفة الإسبانية أيضًا إلى أن مصر تلعب دورًا محوريًا في الوساطة والتفاوض بشأن صراع الشرق الأوسط (في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على غزة). وقد أُقرّ بهذه النقطة أيضًا في البيان المشترك الصادر عن البلدين في فبراير الماضي عقب زيارة الرئيس السيسي لإسبانيا. وجاء في البيان: “تُقر إسبانيا بدور مصر كوسيط وضامن لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة”، الذي وُقّع خلال إحدى اللحظات القليلة والقصيرة جدًا من الهدوء النسبي في غزة. كما أعرب العاهل الإسباني عن تقديره لدور مصر المهم وجهودها كركيزة أساسية للاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
• خطة زيارة شاملة
وقالت مصادر في القصر الملكي لصحيفة “إل دياريو” الإسبانية: “إن الزيارة ستكون ذات بعد سياسي واقتصادي وثقافي، وستتضمن حضورا بارزا من مجتمع الأعمال والشركات”.
خطط الملك فيليب السادس لبرنامجٍ يشمل فعالياتٍ مؤسسية واقتصادية وثقافية، واجتماعاتٍ مع قادة الأعمال، وزياراتٍ للبعثات الأثرية في إطار التعاون الثنائي. وقد أتاح ذلك ترميم الآثار المعروضة في متحف الأقصر، وتركيب الإضاءة الخارجية والداخلية لبعضٍ من أهم المعابد. كما سيزور الملك والملكة بعضًا من هذه المواقع الأثرية.
ومع ذلك، ووفقًا للصحيفة الإسبانية، فإن الزيارة “ستكون ذات طابع سياسي، إذ تستضيف إحدى الدول، على سبيل المثال، مقر جامعة الدول العربية، مما يُتيح فهمًا أعمق للوضع في المنطقة”. وسيشارك الملك فيليبي السادس في ثلاث فعاليات عامة، إحداها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي “سيتناول خلالها على الأرجح قضية غزة”، وفقًا لمصادر في قصر زارزويلا (المقر الرسمي للملك الإسباني).
كما أفاد موقع “هولا” الإسباني أن العاهل الإسباني سيلتقي حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب المصري، وعبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ. كما سيحضر افتتاح المنتدى الاقتصادي الإسباني المصري، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. وفي الأقصر، سيلتقي أيضًا بالأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ورئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي.
وسيزور الزوجان الملكيان معبد حتشبسوت في وادي الملوك ويشهدان افتتاح التركيب الضوئي الجديد في هذه التحفة المعمارية.
في ختام رحلتهما، سيزور الزوجان الملكيان متحف الأقصر، حيث سيتمكنان من الاطلاع عن كثب على البعثات الأثرية الإسبانية والقطع الأثرية المرتبطة بها. ثم سيزوران مقابر وادي الملوك، حيث توفر شركات إسبانية الإضاءة اللازمة. وأخيرًا، سيتجولان في عدد من مشاريع التنقيب التي ينفذها باحثون إسبان.
من المحتمل أن يعود الزوجان الملكيان قريبا إلى مصر بعد أن تمت دعوتهما لحضور افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي كان من المقرر في الأصل أن يكون في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني بعد تأجيله بسبب الحرب في غزة.
• إسبانيا تعلن عن تسع عقوبات للضغط على إسرائيل
أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الاثنين 8 سبتمبر/أيلول، عن تسعة إجراءات تهدف إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وتضمنت الإجراءات إغلاق الموانئ الإسبانية أمام السفن الإسرائيلية التي تحمل أنظمة عسكرية، وإغلاق المجال الجوي أمام جميع الطائرات التي تنقل الأسلحة أو الذخائر إلى إسرائيل، واعتماد قانون لتنفيذ حظر فعال على الأسلحة ضد إسرائيل، ومنع ناقلات الوقود التي تزود جيش الاحتلال الإسرائيلي بالوقود من الرسو في الموانئ الإسبانية، وزيادة المساعدات الإنسانية لشعب غزة من خلال زيادة المساهمة في تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بمقدار 10 ملايين يورو.
سيُمنع أيضًا جميع المتورطين مباشرةً في الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في قطاع غزة من دخول الأراضي الإسبانية، وكذلك استيراد منتجات المستوطنات غير الشرعية في قطاع غزة والضفة الغربية. الهدف هو مكافحة هذه الاحتلالات، ووقف التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، والحفاظ على حل الدولتين.