معهد جوتة يقدم أسبوع أفلام البستان: أحلام القرية والمدينة

يُطلق معهد جوته القاهرة أسبوعه السينمائي، الذي أُعيدت تسميته هذا العام بـ”أسبوع البستان السينمائي”. بالتعاون مع مؤسسات من مصر وألمانيا، يختار المعهد أفلامًا عربية وألمانية تتناول موضوعًا محددًا.
في الدورة الأولى من أسبوع البستان السينمائي، أعدّت المؤسسة، بالتعاون مع سيماتيك – مركز السينما البديلة في القاهرة – وأرسنال – معهد السينما والفنون الجميلة في برلين – برنامجًا يضم أفلامًا عربية وألمانية تحت عنوان “أحلام القرية والمدينة”. الجمهور مدعوٌّ لتجربة مزيج نابض بالحياة من الأفلام العربية والألمانية، بهدف تسهيل حوار فني واجتماعي حول أنماط السينما المتنوعة ووجهات النظر الاجتماعية.
تُقام الدورة الافتتاحية، “أحلام القرية والمدينة”، من 23 إلى 27 سبتمبر/أيلول في مقر المعهد بوسط المدينة. يحمل أسبوع الفيلم لهذا العام اسم اثنين من أكثر أعمال السينما السورية تأثيرًا: “أحلام المدينة” (1984) لمحمد ملص، والذي سيُعرض ليلة الافتتاح، و”الحياة اليومية في قرية سورية” (1974) لعمر أميرالاي، والذي لا يُعرض إلا على شكل مقتطفات نظرًا لهشاشته. يُمثل هذان العملان مصدر إلهام ومرآة تعكس من خلالها أفلام البرنامج التناقضات والروابط بين الحياة الريفية والحضرية.
يتضمن البرنامج السينمائي المتنوع إصدارات من مختلف الدول العربية ويقدم مجموعة مختارة من الأفلام السودانية، بما في ذلك فيلم “المحطة” للمخرج الطيب مهدي، الذي يقدم فحصًا بصريًا لجغرافية السودان، وفيلم “رحلة صيد” للمخرج إبراهيم شداد، الذي يتناول موضوع العنصرية من خلال استعارة “صيد رجل أسود”.
ويمثل السينما اللبنانية أيضاً فيلم “سيمون في القرية” لسيمون الهبر، الذي يحكي قصة سيمون الذي يعيش في عزلة في جبال لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990، وفيلم “طيور أيلول” الذي ترسم فيه المخرجة سارة فرنسيس مشهداً بانورامياً لبيروت من الشاحنة.
يتضمن البرنامج الأفلام المصرية “غرفة الفئران”، وهو تعاون بين ستة مخرجين يرسم صورة حية لقلب الإسكندرية النابض بالحياة الذي ألهم الفيلم؛ و”صيف تجريبي”، وهو فيلم مميز للمخرج محمود لطفي من ثمانينيات القرن العشرين، يليه حلقة نقاش مع المخرج؛ و”خارج اليوم”، وهو فيلم حاز على إشادة دولية يلقي نظرة تحليلية مؤثرة على الحياة الأسرية المصرية، يليه حلقة نقاش مع مخرجة الفيلم، هالة لطفي.
يهدف المخرج الفلسطيني رشيد مشاروي من خلال فيلمه المكون من 22 جزءًا بعنوان “قصص غير مروية من غزة على مسافة الصفر” إلى توفير منصة لصانعي الأفلام الفلسطينيين الشباب في بداية حرب غزة وتحويل إنتاجاتهم إلى فسيفساء واقعية متنوعة تُظهر كيف يبقى الفن على قيد الحياة في مكان دمره الحرب والاحتلال.
الأفلام الألمانية أقل حضورًا هذا العام مقارنةً بالأعوام السابقة. يُعرض فيلمان: فيلم “بعيدًا جدًا” للمخرجة سارة وينكينشتيدت، وهو فيلم عائلي يروي قصة صداقة بين بن، وهو ألماني، وطارق، وهو سوري، هُجّرا لأسباب مختلفة قبل أن يصبحا صديقين حميمين. أما الفيلم الآخر، “امرأة صامدة” للمخرجة تاتيانا تورانسكي، فيدور حول غريتا، وهي أم عزباء تكافح من أجل البقاء بعد طلاقها وفقدانها وظيفتها، ممزقة بين الأعراف السائدة ورغبتها في التعبير عن ذاتها.
بالتزامن مع عروض الأفلام في ستوديو تخشينة، يقدم معرض تخشينة 2 تركيب الفيديو “كايروجرافي”، وهو تعاون بين الفنانة كندة حسن ومصممة الرقصات داليا نؤوس.
يصوّر المشروع العاصمة المصرية من منظور امرأتين أجنبيتين تتأرجح رؤيتهما بين جنون العظمة والأداء. تتحول العادات اليومية إلى تحقيق للذات، وتنعكس ردود الفعل تجاه المجتمع الأبوي في لغة جسد رقيقة.
يتضمن البرنامج الداعم حلقتي نقاش. الأولى بعنوان “نماذج الإنتاج المشترك: الفرص والتحديات”، وتستكشف التحديات والفرص المتاحة للمخرجين والمنتجين الناشئين في مصر وألمانيا. أما الثانية، بعنوان “التراث السينمائي العربي اليوم: المقاربات والممارسات”، فتتناول ترميم فيلم عمر أميرالاي “الحياة اليومية في قرية سورية” الذي أبدعه معهد أرسنال للسينما وفنون الفيديو. يدير النقاش المخرجة ماغي مورغان، المديرة الفنية لمعهد أرسنال، وستيفاني شولت-ستراوهاوس، وتامر السعيد، المؤسس المشارك لمركز سيماتيك للأفلام البديلة. وتناقش الحلقة التراث السينمائي العربي في سياق التبادل الثقافي بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تحت عنوان “الإنتاج المشترك الدولي وتوزيع الأفلام”، سيقدم المخرج والمنتج والموزع الألماني فريدر شلايش – أحد أشهر الشخصيات في مشهد السينما في برلين – دورة متقدمة، يشارك فيها معارفه في الإنتاج المشترك الدولي وخبرته في توزيع الأفلام.