“أمن جماعي ومصير مشترك ورفض للتهجير”.. ننشر نص البيان الختامي لقمة الدوحة

أصدرت القمة العربية الإسلامية التي عقدت اليوم في العاصمة القطرية الدوحة بيانها الختامي بشأن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الأراضي القطرية، واعتبرته اعتداءً مباشراً على دور الوساطة وتقويضاً لجهود السلام الدولية.
وأكد البيان أن هذا العدوان لا ينتهك سيادة قطر فحسب، بل يهدد الأمن الإقليمي ويعرقل الجهود المبذولة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. وأشاد القادة بموقف الدوحة “الحضاري والمسؤول” في التعامل مع الاعتداء، وأعربوا عن دعمهم الكامل لجهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة لإنهاء العدوان على غزة.
جددت القمة رفضها القاطع لمحاولات تبرير العدوان الإسرائيلي، وحذرت من تكرار التهديدات ضد قطر أو غيرها من الدول العربية والإسلامية. ودعت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى التنسيق لتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة. وحثت المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات لوقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة لسيادة الدول.
فيما يتعلق بالقدس والمقدسات، أكد البيان على دعم الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وفقًا لاتفاقية عام ٢٠١٣ الموقعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأكد أن المسجد الأقصى المبارك، بمساحته الإجمالية البالغة ١٤٤ ألف متر مربع، هو مكان عبادة خاص بالمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بإدارته وصيانته وتنظيم الوصول إليه.
وتم التأكيد أيضاً على أهمية تعزيز مكانة المقدسيين على أرضهم، ودعم لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس وهيئتها التنفيذية وكالة بيت مال القدس الشريف.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الإعلان رفضه لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧، باعتبارها سياسة تطهير عرقي مرفوضة. كما أدان استمرار الحصار والإضراب عن الطعام ضد الفلسطينيين، وحذّر من العواقب الوخيمة لاحتمال ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعا إلى الإسراع في تنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة سياسيًا وفنيًا.
أكدت القمة أن السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط لا يتحقق بتجاهل القضية الفلسطينية أو بمحاولة تهميش حقوق الشعب الفلسطيني، بل يجب تحقيقه من خلال الالتزام بمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية. ودعت المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووضع جدول زمني ملزم لذلك.
وجهت القمة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنضمة إلى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة لدعم تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة بحق المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني. كما دعت إلى بذل جهود دبلوماسية وقانونية لضمان امتثال إسرائيل للإجراءات المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية في غزة.
ورحبت القمة أيضا باعتماد إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وانعقاد المؤتمر الدولي حول هذا الحل في 22 سبتمبر/أيلول برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا.
في ختام أعمالها، شكرت القمة دولة قطر، أميرًا وحكومةً وشعبًا، على استضافتها الاجتماعات وتوفيرها جميع التسهيلات اللازمة لإنجاحها. كما نوّهت بدور الدوحة الفاعل في تعزيز التشاور والوحدة بين الدول الأعضاء. كما أكد الإعلان على مفهوم الأمن الجماعي والمصير المشترك بين الدول العربية والإسلامية، ودعا إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، ووقف توريد ونقل وعبور المعدات العسكرية إليها. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى الاعتراف الدولي بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.