تضامن عربي ودعوة لتحرك المجتمع الدولي.. ماذا جاء في البيان الخاامي للقمة العربية الاسلامية في الدوحة؟

اختتمت القمة العربية الإسلامية في الدوحة أعمالها، بمناقشة الرد على الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على مسؤولي حركة حماس في قطر الأسبوع الماضي.
أعلن محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، اعتماد البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الدوحة يوم الاثنين. وعُرض البيان للتصويت قبل اعتماده من قِبل الدول المشاركة.
وأكد الإعلان الالتزام الراسخ بسيادة واستقلال وأمن كافة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
كما نؤكد على واجبنا الجماعي في الرد على هذا العدوان لحماية أمننا المشترك. ونؤكد رفضنا القاطع لأي تهديد لأمن بلداننا، وندين بشدة أي اعتداء عليها. ونؤكد تضامننا المطلق والراسخ في مكافحة كل ما من شأنه أن يهدد أمنها واستقرارها.
وأشار إلى الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي في 11 سبتمبر/أيلول، الذي أدان بالإجماع الهجوم الإسرائيلي، معتبراً إياه انتهاكاً للسلم والأمن الدوليين. ونرحب بالبيان الصحفي الصادر عن المجلس، والذي أدان الهجوم، وأعرب عن تضامنه مع قطر، ودعمه لدورها المهم في جهود الوساطة في المنطقة إلى جانب مصر والولايات المتحدة. كما أكد البيان على احترام سيادة قطر وسلامة أراضيها، وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد البيان أن غياب المحاسبة الدولية وصمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة شجع إسرائيل على مواصلة عدوانها وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وهذا يؤدي إلى سياسة الإفلات من العقاب، ويضعف النظام القانوني الدولي، ويهدد بتقويض النظام العالمي القائم على القانون. وهذا يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وأكدوا دعمهم الثابت لدولة قطر الشقيقة، وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها. ونعرب عن دعمنا المشترك لقطر في مواجهة هذا العدوان، الذي نعتبره انتهاكًا صارخًا لسيادتها، وخرقًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الإقليميين.
وشدد البيان على أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على شقيقتها قطر، واستمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية من إبادة جماعية وتطهير عرقي وتجويع وحصار وأنشطة استيطانية وسياسات توسعية، يقوض فرص السلام والتعايش السلمي في المنطقة، ويهدد كل ما تم تحقيقه نحو إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، بما في ذلك الاتفاقيات القائمة والمستقبلية.
كما أدان بشدة الهجوم الإسرائيلي الجبان وغير القانوني على حي سكني في العاصمة القطرية الدوحة، في 9 سبتمبر/أيلول. استهدف الهجوم مبانٍ سكنية خصصتها الدولة لإيواء الوفود التفاوضية في إطار جهود الوساطة القطرية متعددة الأطراف، بالإضافة إلى عدد من المدارس ورياض الأطفال والبعثات الدبلوماسية. وقد أسفر الهجوم عن استشهاد عدد من المواطنين، بينهم مواطن قطري، وإصابة عدد كبير من المدنيين.
ووصف البيان هذا الهجوم بأنه عدوان سافر على دولة عربية وإسلامية عضو في الأمم المتحدة، وتصعيد خطير يكشف عن عدوانية الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ويعمق ماضيها الإجرامي الذي يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وجدد تضامنه الكامل مع دولة قطر في مواجهة هذا العدوان الذي يشكل عدواناً على كل الدول العربية والإسلامية، ودعمه لدولة قطر الشقيقة في كل الخطوات والإجراءات التي تتخذها رداً على هذا العدوان الإسرائيلي الغادر لحماية أمنها وسيادتها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها وفقاً لضمانات ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد أن هذا العدوان على الأراضي القطرية، الدولة التي تعد طرفا رئيسيا في جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، يمثل تصعيدا خطيرا واعتداء على الجهود الدبلوماسية الرامية إلى استعادة السلام.
وأكد البيان أن هذا الاعتداء على مقر محايد للوساطة لا ينتهك سيادة دولة قطر فحسب، بل ويقوض الوساطة الدولية وعمليات السلام، وأن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء.
وأشاد البيان بالموقف الحضاري والحكيم والمسؤول لدولة قطر في التعامل مع هذا الاعتداء الغادر، والتزامها الثابت بأحكام القانون الدولي، وإصرارها على الحفاظ على سيادتها وأمنها والدفاع عن حقوقها بكل الوسائل المشروعة.
أيّد البيان جهود الدول الوسيطة، وفي مقدمتها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، لإنهاء العدوان على قطاع غزة. وفي هذا السياق، سُلِّط الضوء على الدور البناء لدولة قطر، وأشاد بجهودها في مجال الوساطة، وما نتج عنها من أثر إيجابي في دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار والسلام. كما أشاد بمبادرات دولة قطر المتنوعة على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما في مجالات المساعدات الإنسانية ودعم التعليم في الدول النامية والفقيرة، مما يعزز مكانتها كطرف فاعل وداعم للسلام والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي.
كما جدد رفضه القاطع لكل محاولات تبرير هذا العدوان تحت أي ذريعة. وأكد أنه يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويهدف بشكل مباشر إلى تقويض الجهود والوساطة القائمة لإنهاء العدوان على قطاع غزة، وإحباط الجهود الجادة نحو حل سياسي عادل وشامل ينهي الاحتلال ويرفع معاناة الشعب الفلسطيني ويحمي حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف.
كما رفض البيان رفضًا قاطعًا التهديدات الإسرائيلية المتكررة بإعادة التواصل مع قطر أو غيرها من الدول العربية والإسلامية. ونعتبر هذه التهديدات استفزازًا وتصعيدًا خطيرًا يهدد السلم والأمن الدوليين. وندعو المجتمع الدولي إلى إدانتها بأشد العبارات واتخاذ إجراءات رادعة لوقفها.
رحّب البيان بصدور قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بشأن “الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة”. وأكد في هذا السياق على مفهوم الأمن الجماعي والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية، وضرورة التكاتف لمواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، وأهمية البدء في وضع الآليات التنفيذية اللازمة لذلك. وفي الوقت نفسه، أكد على ضرورة أن تراعي جميع الاتفاقيات الإقليمية المستقبلية الالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعلاقات حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، والمساواة في الحقوق والواجبات دون محاباة لدولة على أخرى، وحل النزاعات بالطرق السلمية، ونبذ استخدام القوة، مع ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الدول العربية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى.
وشدد البيان على ضرورة التصدي لمخططات إسرائيل الرامية إلى خلق حقائق أمر واقع جديدة في المنطقة تشكل تهديدا مباشرا للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.
نؤكد إدانتنا لكل المحاولات الإسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني من الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧، تحت أي ذريعة أو مسمى. ونعتبر ذلك جريمة ضد الإنسانية، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وسياسة تطهير عرقي نرفضها رفضًا قاطعًا. ونؤكد على ضرورة تنفيذ خطة إعادة الإعمار العربية الإسلامية، سياسيًا وفنيًا، والبدء في إعادة إعمار قطاع غزة في أسرع وقت ممكن. وفي الوقت نفسه، ندعو المانحين الدوليين إلى تقديم الدعم اللازم، ونحثهم على المشاركة الفاعلة في مؤتمر إعادة إعمار غزة، المقرر عقده في القاهرة فور التوصل إلى وقف إطلاق النار.
كما أدان البيان السياسات الإسرائيلية التي تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة. وتُستخدم الحصارات والمجاعة وحرمان المدنيين من الغذاء والدواء كأسلحة حرب ضد الشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف.
وأكد أن هذه الممارسات تشكل جريمة حرب كاملة الأركان، وأن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل عاجل لوضع حد لها وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تحذير من العواقب الوخيمة لأي قرار تتخذه إسرائيل، القوة المحتلة، بضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة. فهذا يُعدّ اعتداءً صارخًا على الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني، وانتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وضربةً قاصمة لجميع الجهود المبذولة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
ودعا الإعلان المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوضع حدٍّ للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة، ووقف الانتهاكات المستمرة لسيادة الدول وأمنها واستقرارها، في إطار احترام قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وحذّر في الوقت نفسه من العواقب الوخيمة لاستمرار عجز المجتمع الدولي عن احتواء العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك العدوان الأخير على دولة قطر، والذي لا يزال مستمرًا، وتصاعد عدوانها الوحشي على قطاع غزة المحتل، وممارساتها الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، واعتداءاتها المستمرة على دول المنطقة، بما فيها لبنان وسوريا، والتي تُشكل انتهاكاتٍ صارخةً للقانون الدولي وانتهاكًا صارخًا لسيادة الدول.
– التأكيد على أهمية احترام الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة كمرجعية أساسية لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، ورفض الخطاب الإسرائيلي الذي يستغل ويروج للإسلاموفوبيا لتبرير استمرار الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية، واتخاذ إجراءات مخالفة للقانون الدولي، بما في ذلك استمرار مشاريع الإبادة والاستيطان في الضفة الغربية، واستخدامها لتشويه صورة الدول العربية والإسلامية.
رحّب الإعلان باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة “إعلان نيويورك” بشأن تطبيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وكان ذلك تعبيرًا واضحًا عن الإرادة الدولية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولا سيما حقه في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. كما نوّه الإعلان بجهود المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية في المساهمة في اعتماد هذا الإعلان.
كما أكد البيان على دعم الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، كما أكدته الاتفاقية الموقعة في 31 مارس 2013 بين جلالة الملك عبد الله الثاني وفخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين. كما أكد البيان أن المسجد الأقصى المبارك/الحرم الشريف، بمساحته الإجمالية البالغة 144 ألف متر مربع، هو مكان عبادة خاص بالمسلمين فقط، وأن دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، هي السلطة الشرعية الحصرية التي تملك وحدها صلاحية إدارة المسجد الأقصى المبارك وصيانته وتنظيم الدخول إليه.
وشدد أيضا على ضرورة ضمان أمن أهالي القدس على أرضهم ودعم لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس عاهل المغرب وهيئتها التنفيذية وكالة بيت مال القدس الشريف.