أصغر ممثل يحصل على جائزة إيمي.. من هو أوين كوبر؟‬

في واحدة من أبرز أحداث حفل توزيع جوائز إيمي لهذا العام، سرق الممثل البريطاني الشاب أوين كوبر الأضواء، ليصبح أصغر ممثل في التاريخ يفوز بجائزة إيمي لأفضل ممثل مساعد في مسلسل محدود أو فيلم تلفزيوني في سن 15 عامًا فقط. ولم يكن كوبر، الذي ولد في عام 2009، أول ظهور سينمائي له فحسب، بل كان شهرته أيضًا حدثًا استثنائيًا رسخ اسمه مبكرًا بين أبرز النجوم الصاعدة في عالم الدراما.

-بداية غير متوقعة

رغم أن مسيرته الفنية لا تزال في بداياتها، إلا أن كوبر أثبت موهبته بسرعة. ووفقًا لصحيفة الغارديان، بدأ دراسة التمثيل قبل عامين فقط، وكانت انطلاقته الحقيقية بمشاركته في مسلسل “المراهقة” على نتفليكس.

أدى دور جيمي ميلر، وهو مراهق متهم بقتل زميله في الصف. إنها شخصية معقدة تتطلب تصويرًا نفسيًا عميقًا رغم صغر سنه – لم يكن يتجاوز الرابعة عشرة وقت التصوير. ومع ذلك، اعتبر النقاد أداءه أحد أهم عوامل نجاح الفيلم.

– النجاح العالمي والمصلحة العامة

منذ إصداره، أصبح مسلسل “المراهقة” من أكثر المسلسلات مشاهدةً على نتفليكس، محققًا أكثر من 140 مليون مشاهدة في الأشهر الثلاثة الأولى من عرضه. يتميز المسلسل بأسلوب فني فريد، إذ تُصوَّر كل حلقة في لقطة واحدة متواصلة، مما يوفر للمشاهدين تجربة مشاهدة شيقة وواقعية.

ولكن النجاح لم يقتصر على الأعداد؛ فقد أثار أيضًا نقاشًا عالميًا واسع النطاق حول قضايا الشباب، وخاصة الصحة العقلية، والتنمر الإلكتروني، وانتشار “ثقافة العزوبية غير الطوعية”، وهو مجتمع افتراضي يصف أعضاؤه أنفسهم بأنهم عازبون بشكل غير إرادي، وغالبًا ما يقدم خطابهم وجهة نظر معادية للنساء والعلاقات.

-التأثيرات السياسية والاجتماعية

وفقًا لمجلة تايم، تتجاوز أهمية المسلسل نجاحه الفني البحت، إذ جذب أيضًا اهتمام السياسيين البريطانيين. وقد نوقش العمل في جلسات التقى فيها صانعو المسلسل بالسياسيين والجمعيات الخيرية. وكان بمثابة نقطة انطلاق لاستكشاف واقع الشباب وضغوط الحياة الرقمية.

وقررت Netflix أيضًا إتاحتها مجانًا للمدارس في المملكة المتحدة كمورد تعليمي للمناقشات الصفية.

-موسم الجوائز

لم يكن فوز أوين كوبر النجاح الوحيد. فقد حصد مسلسل “المراهقة” العديد من الجوائز الأخرى في الحفل، منها أفضل مسلسل قصير، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو. كما تم تكريم العديد من النجوم على أدائهم التمثيلي، مما عزز مكانة المسلسل كواحد من أنجح الأعمال الدرامية لهذا العام.

لا تزال روكسانا زال تحمل الرقم القياسي.

على الرغم من أن كوبر هو أصغر ممثل يفوز بالجائزة، إلا أن الممثلة روكسانا زال تحمل الرقم القياسي لأصغر فائزة. فازت بالجائزة عام ١٩٨٤ وهي في الرابعة عشرة من عمرها عن دورها في فيلم “هناك شيء ما حول أميليا”. ومع ذلك، يبقى فوز كوبر علامة فارقة، تُبشّر بمستقبله المهني وتعكس مواهب جيل جديد.