قطر: لا صحة لإعادة تقييم شراكتنا الأمنية مع أمريكا و”أكسيوس” مخطئ تماما

نفى المكتب الإعلامي الدولي لقطر، الخميس، تقريرا لموقع أكسيوس الأمريكي يفيد بأن الدوحة تعيد تقييم شراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة، مؤكدا أنه “كاذب تماما”.
وأكد المكتب الإعلامي أن الشراكة الأمنية والدفاعية بين قطر والولايات المتحدة “أقوى من أي وقت مضى وتستمر في النمو”.
أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي، الخميس، أن قطر تراجع اتفاقية الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة، عقب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة الثلاثاء.
وذكر التقرير أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أبلغ الحكومة الأميركية أن الدوحة تعتبر الهجوم الإسرائيلي “خيانة” من قبل واشنطن.
وذكر الموقع الأمريكي نقلا عن مصدر مطلع أن بن عبد الرحمن أبلغ المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن الدوحة ستقيم شراكتها الأمنية مع واشنطن و”ربما تجد شركاء آخرين” يمكنهم دعم أمنها إذا لزم الأمر.
وقال وزير الخارجية القطري إن تقييم الدوحة لشراكتها الأمنية مع واشنطن استند إلى الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها البلاد من إسرائيل وإيران.
وأشار موقع أكسيوس إلى أن الرئيس ترامب حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم قصف قطر في مكالمة هاتفية يوم الأربعاء، قائلاً: “هذا أمر غير مقبول… يجب ألا يفعلوا ذلك مرة أخرى”.
في مقابلة تلفزيونية مع شبكة CNN، طالب وزير الخارجية القطري بمحاكمة نتنياهو لانتهاكه القانون الدولي. وأكد أن الدوحة تناقش حاليًا الرد مع دول الخليج والمنطقة.
رغم تحذيرات ترامب من شن هجوم آخر على قطر، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مؤتمر صحفي مساء الأربعاء إلى أنه قد يأمر بشن هجوم آخر.
ووجه نتنياهو تحذيرا إلى قطر، قائلا: “أقول لقطر وكل الدول التي تؤوي الإرهابيين: إما أن تطردوهم أو تقدموهم للعدالة، لأنه إذا لم تفعلوا ذلك فسوف نفعل نحن ذلك”.
اتهم نتنياهو قطر بتوفير المأوى والملاذ الآمن للإرهابيين، وتمويل حماس، وتوفير فلل فاخرة لقادتها. وصرح بأن على الدول التي صفقت لأمريكا لقتلها بن لادن أن تفعل الشيء نفسه معه، فإسرائيل تطبق المبادئ نفسها وتتبعها.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها اليوم الخميس، محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المخزية لتبرير الهجوم الجبان على الأراضي القطرية، وكذلك التهديدات الصريحة بانتهاكات مستقبلية لسيادة الدولة.
صرحت وزارة الخارجية القطرية بأن استضافة مكتب حماس كان جزءًا من جهود الوساطة التي طلبت واشنطن وتل أبيب من قطر. وكان نتنياهو يدرك جيدًا أن مكتب حماس لعب دورًا حاسمًا في نجاح العديد من اتفاقيات التبادل ووقف إطلاق النار.
صرحت وزارة الخارجية القطرية بأن المفاوضات تجري رسميًا وعلنيًا، بدعم دولي ومشاركة وفود أمريكية وإسرائيلية. ولا يُمكن فهم محاولة نتنياهو إيواء قطر سرًا لوفد حماس إلا على أنها محاولة يائسة لتبرير جريمة مُدانة عالميًا.
أكدت وزارة الخارجية القطرية أن المقارنة الزائفة باضطهاد قادة القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر محاولةٌ بائسة لتبرير ممارساتٍ خيانية. وأشارت إلى أن مثل هذه التصريحات ليست مفاجئة من شخصٍ مطلوبٍ من قِبل جهات إنفاذ القانون الدولية، ويواجه عقوباتٍ متزايدة تُعمّق عزلته على الساحة الدولية.
أكدت وزارة الخارجية القطرية أن التضامن الدولي الواسع مع قطر يُظهر أن التهديدات المتهورة لسيادة الدولة أمرٌ مرفوضٌ تمامًا. وتعهدت الوزارة باتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية سيادة قطر وأراضيها، وبالتعاون مع شركائها، لضمان محاسبة نتنياهو ووقف تصرفاته المتهورة وغير المسؤولة.
وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن الدوحة ستواصل القيام بدورها كشريك دولي موثوق وصادق في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وجددت التزامها بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته.
دعت وزارة الخارجية القطرية المجتمع الدولي إلى رفض خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي التحريضي والمعادي للإسلام، وحثت المجتمع الدولي على وضع حد لمحاولات الخداع السياسي التي تقوض الوساطة وتعطل جهود السلام.