وزير الزراعة يشارك في الحوار الاستراتيجي حول الأمن الغذائي لمناقشة آفاق نمو الزراعة المصرية

منذ 4 ساعات
وزير الزراعة يشارك في الحوار الاستراتيجي حول الأمن الغذائي لمناقشة آفاق نمو الزراعة المصرية

وأكد فاروق أهمية إنشاء مراكز إقليمية مصرية لنقل الخبرات الزراعية إلى أفريقيا.

وزير الزراعة: السنوات المقبلة تمثل فرصة تاريخية لمصر لترسيخ مكانتها كقوة زراعية إقليمية ولاعب دولي مؤثر في الأمن الغذائي العالمي.

 

شارك الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في الندوة الحوارية “عهد جديد للزراعة المصرية: حوار حول الأمن الغذائي”، التي نظمتها جمعية تنمية الصادرات البستانية، وجمعية رجال الأعمال المصريين، وشركة باسف للحلول الزراعية، بالمتحف المصري الكبير. ناقشت الندوة آفاق نمو الزراعة المصرية ودورها الهام في تحقيق الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني.

حضر الاجتماع نخبة من الخبراء والمسؤولين التنفيذيين في القطاع الزراعي، من بينهم المهندس محسن البلتاجي، رئيس جمعية تنمية صادرات الحاصلات البستانية؛ والمهندس مصطفى النجاري، رئيس لجنة الزراعة والري بجمعية رجال الأعمال المصريين؛ وعبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية وعضو مجلس النواب؛ وجوستافو فاليروس، نائب الرئيس الأول لشركة باسف للحلول الزراعية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ورابطة الدول المستقلة.

في كلمته، أكد الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الدولة تنتهج استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق التوازن بين تلبية متطلبات الأمن الغذائي وتحسين القدرة التنافسية في الأسواق العالمية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة. كما تهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وخاصة المياه والأراضي، وتعزيز خلق القيمة من خلال الإنتاج الزراعي والتسويق الذكي. علاوة على ذلك، سيتم تمكين المزارعين والمنتجين من خلال أنظمة دعم وتمويل وإرشاد متطورة.

وأشار فاروق إلى أن وزارة الزراعة تدعم المزارعين المصريين بالتكنولوجيا الحديثة والتدريب المستمر، مع فتح أسواق جديدة للمنتجات الزراعية المصرية. كما تدعم جهود مراكز البحوث لتطوير أصناف زراعية مناسبة للظروف المصرية، وتشجع الابتكارات في الزراعة الرقمية الذكية، والذكاء الرقمي، والذكاء الاصطناعي في إدارة الحقول.

أكد الوزير على أهمية وجود خطة وطنية متكاملة تربط الإنتاج الزراعي بالتصنيع والتسويق. كما شدد على ضرورة توفير حوافز ضريبية وجمركية للمستثمرين في قطاع التصنيع الزراعي، وإنشاء منصة وطنية للتسويق الزراعي لتنسيق الصادرات. كما شدد على أهمية توسيع برامج التدريب وبناء القدرات للمزارعين والشباب، بالإضافة إلى الرصد الدوري والتقييم الشامل لمؤشرات الأداء، بما في ذلك الاكتفاء الذاتي، والصادرات، والكفاءة المالية.

أكد فاروق على أهمية إنشاء مراكز إقليمية مصرية لنقل الخبرات الزراعية إلى مختلف أنحاء أفريقيا، وتوقيع اتفاقيات تجارية ثنائية ومتعددة الأطراف لتحسين الوصول إلى الأسواق. كما أكد على ضرورة تطوير مجمعات لوجستية حديثة ومراكز تصديرية بالقرب من الموانئ والمطارات. كما أكد على أهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في الإنتاج والتسويق والتصنيع الزراعي، والاستثمار في التعليم والتدريب الزراعيين لإعداد جيل من الكفاءات المؤهلة القادرة على قيادة التحول الزراعي المستدام.

وأكد أن السنوات المقبلة تمثل فرصة تاريخية لمصر لترسيخ مكانتها كقوة زراعية إقليمية ولاعب دولي مؤثر في الأمن الغذائي العالمي، وهو ما سيكون له أثر مباشر على تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.

أوضح جوستافو باليروس، نائب الرئيس الأول لشركة باسف للحلول الزراعية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ورابطة الدول المستقلة، أن الشركة تتمتع بخبرة عالمية تمتد لأكثر من 160 عامًا، وبتواجدها في السوق المصرية لأكثر من 70 عامًا، فهي على قناعة تامة بأن التقنيات الحديثة والحلول الذكية قادرة على إحداث ثورة في الإنتاجية الزراعية. وأكد أن الشركة تعمل على الجمع بين الابتكار والاستدامة لدعم المزارعين المصريين وتحسين جودة المحاصيل بما يتماشى مع المعايير الدولية.

في هذا السياق، أكد محسن البلتاجي، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية الصادرات البستانية، أن تدريب وتثقيف المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة ومواجهة التحديات التي تواجه المزارعين المصريين، مثل تغير المناخ، يُعدّ ركيزة أساسية للتنمية الزراعية المستدامة. وأوضح أن هذا التركيز يُمثل أولوية قصوى للجمعية لضمان زيادة الإنتاجية وتحسين جودة الصادرات.

وأضاف عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية وعضو مجلس النواب، أن الصادرات الزراعية المصرية شهدت ازدهارًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث عززت البلاد تنافسيتها ورسخت مكانتها في العديد من الأسواق العالمية. وتُعد مصر رائدة عالميًا في صادرات البرتقال، بينما تواصل البطاطس المصرية ترسيخ مكانتها كمصدر مهم للأسواق الأوروبية والآسيوية. كما تم إحراز تقدم ملحوظ في محاصيل أخرى مثل العنب والبطاطس والفاصوليا البيضاء.

كما أشار مصطفى النجاري، رئيس لجنة الزراعة والري بجمعية رجال الأعمال المصرية، إلى أن القطاع الخاص يشجع على تبني التقنيات الحديثة، مثل الزراعة الكهروضوئية. وتعكس هذه التقنيات رؤية متكاملة تهدف إلى تحقيق أهداف متعددة في آن واحد، بما في ذلك تحسين الإنتاجية الزراعية، ومكافحة تغير المناخ، وترشيد استهلاك المياه والمدخلات، وتوليد الطاقة النظيفة، وتحسين ظروف عمل العاملين الميدانيين تحت الألواح الشمسية. وأكد أن هذه التقنية تُمثل جوهر مفهوم الزراعة الذكية، الذي يستغل الموقع الجغرافي المتميز لمصر ويساهم في توفير فرص عمل واعدة. وأكد أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص هي المحرك الرئيسي لترجمة هذه الابتكارات إلى أدوات عملية تُعزز الأمن الغذائي وتدعم الاقتصاد الوطني.

وفي الختام، تم التأكيد على أن حوار الأمن الغذائي يعكس رؤية مشتركة تجمع قادة الحكومة والقطاع الخاص والشركاء الدوليين لتطوير القطاع الزراعي في مصر. ومن خلال دمج الابتكار والاستثمار والحلول المتكاملة، يمثل هذا الحدث علامة فارقة على طريق تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز النمو الاقتصادي في مصر والمنطقة.


شارك