جروسي يشيد بدور مصر في استضافة المباحثات مع إيران ويؤكد خطوات عملية نحو تنفيذ اتفاقية منع الانتشار النووي

منذ 5 ساعات
جروسي يشيد بدور مصر في استضافة المباحثات مع إيران ويؤكد خطوات عملية نحو تنفيذ اتفاقية منع الانتشار النووي

– عبد العاطي: مصر تعتبر الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية رسالة أمل بإمكانية الحوار حتى في أصعب الظروف.

عراقجي: إيران تشكر مصر وتؤكد التزامها بحماية سيادتها وأمن منشآتها النووية مع مواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة أن الاتفاق الذي تم توقيعه اليوم في القاهرة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يمثل خطوة مهمة نحو استئناف التعاون الفني بين الجانبين ويرسل رسالة أمل للمجتمع الدولي بأن الحوار والتفاهم لا يزال ممكنا حتى في ظل أصعب الظروف.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في قصر التحرير مساء الثلاثاء.

في بداية المؤتمر، رحّب الوزير عبد العاطي بنظيره الإيراني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد على الوضع الحرج في منطقتنا، حيث تتقاطع التحديات الأمنية مع قضايا حساسة، لا سيما الملف النووي الإيراني والتعاون بين إيران والوكالة. وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد كرّم عراقجي وغروسي اليوم في لقاء ثنائي، ثم في لقاء مشترك.

أعرب عن سعادته بالترحيب بوزير الخارجية الإيراني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في زيارتهما المشتركة لمصر في هذا التوقيت المهم، مما يدل على مدى تعاوننا المثمر والإيجابي. وأكد أن مصر تؤكد منذ عقود دعمها المتواصل لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وقال الوزير عبد العاطي إن مصر تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيمانا منها بضرورة العمل على حفظ السلم والأمن في المنطقة وخفض التصعيد والتوترات فيها.

وأضاف أن مصر، بناء على تعليمات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ملتزمة بدعم جهود التهدئة وتكثيف الجهود لاستعادة الهدوء في المنطقة، مع تجنب أي مواجهات من شأنها أن تؤثر سلبا على أمن المنطقة والعالم أجمع.

أشار وزير الخارجية إلى تصاعد التوترات في الأسابيع الأخيرة، لا سيما مع تفعيل بعض الآليات الدولية وما نتج عنها من تباين في المواقف. ورغم هذا الجو، تتواصل الجهود المصرية والإقليمية لاستئناف التواصل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف وزير الخارجية أن الجانبين أبديا رغبةً واضحةً في الحوار والتوصل إلى اتفاقيات عملية لاستعادة الثقة المتبادلة. وأعلن أن القاهرة استضافت اجتماعًا إقليميًا هامًا بين وزير الخارجية الإيراني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث تم توقيع اتفاقية حول إجراءات استئناف التعاون بين الجانبين. وتمثل هذه الاتفاقية إطارًا عمليًا جديدًا لاستعادة التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعزيز الثقة المتبادلة.

قال عبد العاطي إن هذا الاتفاق العام تم التوصل إليه بعد مشاورات مكثفة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأسابيع الأخيرة. وأشار إلى أن مصر تعرب عن عميق تقديرها وامتنانها، كما عبّر عنه الرئيس اليوم، للإرادة المشتركة الصادقة والجهود الحثيثة المبذولة من الجانب الإيراني والوكالة في التوصل إلى هذا الاتفاق. ونأمل أن يُمثل هذا الاتفاق نقطة انطلاق حقيقية لمرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين، تتسم بمزيد من الشفافية في التعامل مع القضايا الفنية، ومراعاة المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الأطراف. وهذا من شأنه أن يُهيئ مناخًا يسمح بتخفيف حدة التوترات، ويتيح المساحة اللازمة للدبلوماسية. وينبع هذا من قناعة مصر بأهمية دعم نظام منع الانتشار ونزع السلاح النووي، وأنه لا حلول عسكرية للأزمات.

أكد وزير الخارجية أن مصر ترى أن توقيع الاتفاق اليوم يعكس رغبة إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادقة في العودة إلى مسار التعاون التقني. وفي الوقت نفسه، يُبعث برسالة أمل للمجتمع الدولي مفادها أن التفاهم والحوار لا يزالان ممكنين حتى في ظل أحلك الظروف وأكثرها تعقيدًا.

أكد الوزير عبد العاطي أن التحديات لم تنتهِ بعد، وأن الطريق لا يزال طويلاً. والاتفاقية الموقعة اليوم تُمثل بداية طريق يتطلب التزامًا جادًا من الجميع، رغم الظروف الصعبة.

شكر وزير الخارجية الإيراني مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي على قيادتهما الحكيمة، كما شكر وزير الخارجية بدر عبد العاطي على جهوده. وقال عراقجي: “قبل مناقشة الاتفاق، أجد نفسي مضطرًا للحديث عن العدوان الغاشم على الدوحة”. وأدان الهجوم، وقال: “ندين بشدة هذه الأعمال العدوانية. نتضامن مع الشعب الفلسطيني ودولة قطر، ونعرب عن خالص تعازينا لأسر الضحايا ولقطر. ندعو مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فعّالة لردع النظام الإسرائيلي عن فظائعه في غزة، ووقف هذا النظام الذي يُشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين”.

قال إن اليوم كان خطوة دبلوماسية هامة في القضية النووية الإيرانية. وأضاف أنه رغم العمليات الإجرامية، فإن إيران متمسكة بمواقفها وتحتفظ بحقها في تعزيز التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد أن الفظائع التي تعرضت لها المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي إجرامية وغير قانونية، وأنه يجب محاسبة الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي على الخسائر المادية والبشرية بموجب القانون الدولي.

وتابع قائلاً: “لن تنسى إيران هذه الفظائع أبدًا”، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال أثرت سلبًا على التعاون مع الوكالة. وأكد أن هذا النمط لا يمكن أن يستمر طالما تُهاجم المنشآت النووية وتُدمر. وأوضح أن إيران علّقت تعاونها مع الوكالة بموافقة المجلس الأعلى الإيراني. وهذا يُظهر سيادة إيران وكرامتها، ويحمي أراضيها وأمنها، ويحافظ على إنجازاتها النووية.

قال إنه في ظل هذه التهديدات المستمرة، لم يكن هذا الإجراء قرارنا، بل نتيجة مباشرة للعدوان الغادر على المنشآت النووية الإيرانية. لا يمكن لأي دولة مواصلة أنشطتها الاعتيادية إذا استُهدفت بنيتها التحتية النووية.

وأضاف أن الإطار الحالي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مُصممٌّ خصيصًا لظروفٍ محددة، ولا يُعتبر عمليًا في هذه الحالات نظرًا للأفعال الإجرامية الإسرائيلية. ولذلك، تُجري إيران والوكالة مناقشاتٍ مُكثّفة بهدف تطوير نموذجٍ جديدٍ لتطبيق الضمانات الإيرانية، بما يُتيح مزيدًا من التعاون.

وأشار إلى أن هذه المفاوضات والمناقشات جرت في ظل تفاهم متبادل على ضرورة حماية الضمانات والأنشطة ذات الصلة طالما أُخذت مخاوف النظام الإيراني على محمل الجد. وذكر أنه عقد مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية جولة جديدة من المفاوضات اليوم لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الاتفاقيات المشتركة وضمان التزامات إيران تجاه العمليات ضد المنشآت النووية الإيرانية. وقد تمكنا من إبرام هذا الاتفاق. ويمكننا القول إن هذه الخطوات العملية المتعلقة بالضمانات وتنفيذها تتوافق تمامًا مع البرلمان الإيراني وتشريعاته. لقد عالجت جميع مخاوف إيران ومخاوفها، وأرست إطارًا لمزيد من التعاون لحماية حقوقنا.

وأشار إلى أن الاتفاق ينص على نماذج تعاون محددة تراعي الوضع الأمني في إيران، وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومتطلباتها الفنية. وهذا يضمن استمرار التعاون بين الطرفين مع احترام السيادة الإيرانية. وقال إنه لا ينبغي فصل التعاون بيننا عن الواقع على الأرض وحماية أمن مواطنينا. رسالة إيران واضحة: إيران لن تمس بحقوقها أو سيادتها أو أمنها. وفي الوقت نفسه، تُظهر إيران مسؤوليتها الكاملة بموافقتها على مواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية رغم أفعالها الغادرة.

وأضاف أن المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن يدينوا هذه الأعمال الغادرة، مؤكدا أنه إذا تم اتخاذ أي إجراء ضد بلاده أو إعادة تنفيذ قرارات مجلس الأمن فإن إيران ستعتبر هذه الخطوات العملية مكتملة.

من جانبه، شكر جروسي مصر على استضافتها للمحادثات في هذا الوقت، في ظل ظروف أمنية معقدة وأحداث عديدة تذكرنا بأهمية الحفاظ على الأمن والسلم، وهو مبدأ عام يتطلب تنفيذ الأمر بخطوات ملموسة.

أكد غروسي أن النتيجة لا يمكن أن تكون اتفاقًا عامًا، بل وثيقة فنية تُحدد كيفية استعادة عمليات التفتيش اللازمة في إيران وفقًا لمعاهدة حظر الانتشار النووي واتفاقية الضمانات. يجب على المجتمع الدولي أن يُنصت ويفهم أن الظروف التي مرت بها إيران في يونيو/حزيران الماضي كانت صعبة ومعقدة.

وأضاف أن هناك فن صنع السلام، وهو مبدأ راسخ. نسعى لتجاوز الصعوبات والعودة إلى السلام والأمن والالتزامات الدولية. وأوضح أن إيران اتخذت عددًا من الخطوات التي نحترمها، ولدينا ضمانات وخطوات إجرائية محددة لتنفيذها. علينا أن نجلس معًا ونتوصل إلى تفاهم مشترك لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في تنفيذ الاتفاقيات الدولية المهمة، مثل معاهدة حظر الانتشار النووي.

وتابع: “هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن لا يزال هناك الكثير مما نحتاج إلى تنفيذه بحسن نية، ويمكن للبعض مساعدتنا في ذلك”. وشكر غروسي الدولة المصرية على دعمها وتحضيرها لهذه الاجتماعات، وعلى الحافز والدافع لعقدها. كما شكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على التزامه بالتوصل إلى اتفاق في هذه الأوقات الصعبة، وقد اتبعتُ نصيحته. وأضاف أن اليوم يوم مهم، وقد اتفقنا على العديد من الإجراءات التي يمكننا تحقيقها معًا لتنفيذ الاتفاقات والمضي قدمًا معًا، وليس فقط على عتبة الباب.


شارك