خريطة تحالفات المعارضة في انتخابات النواب
4 جبهات منفصلة ومحاولات فاشلة لتوحيد الصفوف
تستعد أحزاب المعارضة للانتخابات البرلمانية المقبلة. وقد شكلت تحالفات انتخابية وسياسية مختلفة، لكنها لم تتفق بعد على ائتلاف. وتؤكد البيانات الرسمية للأحزاب على التنسيق المشترك. أكد طلعت خليل، المنسق العام للحركة المدنية، لصحيفة الشروق، عدم وجود خلافات بين أحزاب الحركة، وأن هناك تنسيقًا شاملًا لمنع ترشح أكثر من مرشح في دائرة واحدة. إلا أن مصدرين داخل الحركة أكدا للشروق عدم وجود تنسيق بين الأحزاب، وأن بعض التحالفات تصر على العمل بشكل مستقل واتخاذ قراراتها دون تصويت.
المسار الديمقراطي
أسست أحزاب العدالة والإصلاح والتنمية والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي تحالف المسار الديمقراطي في مايو الماضي. وأكدوا في بيانهم التأسيسي على أهمية المشاركة في العملية السياسية والشأن العام، ودعم الحوار بين جميع الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية كمسار لبناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية. ينص البيان على أن تحالف المسار الديمقراطي هو تحالف سياسي انتخابي مفتوح لجميع الأحزاب والقوى الديمقراطية، وقد قرر التنافس على جميع المقاعد الفردية في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب المقبلة.
إلا أن التحالف لم يُعلن حتى الآن عن أي تنسيق بين أحزابه بشأن المقاعد الفردية في الانتخابات المقبلة. جاء ذلك عقب أزمة تنسيق في انتخابات مجلس الشيوخ، حيث ترشح مرشح حزب العدالة عن دائرة الأقصر إلى جانب مرشح الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي. وقد أدت هذه الأزمة إلى أزمة داخل التحالف، كما أقرّ بذلك نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إيهاب الخراط، في تصريحات خاصة لصحيفة الشروق. في حين لم يعلن الحزب المصري الديمقراطي حتى الآن عن مرشحيه، أعلن حزب العدالة عن 57 مرشحاً على المقاعد الفردية، فيما لم يعلن حزب الإصلاح والتنمية حتى الآن عن عدد مرشحيه ودوائرهم.
المسار الحر
أسس حزب الدستور وحزب المحافظين تحالف “الطريق الحر” قبل أيام قليلة. وفي بيانه التأسيسي، أعلنا أن الحزبين يتشاركان في أفكار ليبرالية، وأن “الطريق الحر” ليس مجرد بديل انتخابي، بل هو محاولة جادة لإعادة صياغة العلاقة بين المواطن والدولة، على أساس الشفافية والمشاركة السياسية الواعية والعدالة والكرامة الوطنية وسيادة القانون. وعلمت الشروق من مصدر بالائتلاف أن الحزبين تلقيا نحو 150 ترشيحا، ما يشير إلى أنهما على الأرجح سيقدمان 44 مرشحا فقط لكل مقعد.
جبهة حقوق الشعب
أعلنت عدة أحزاب يسارية وقومية تأسيس الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية تحت شعار “حقوق الشعب” في أغسطس 2024. وشارك في تأسيس الجبهة كل من الحزب الاشتراكي المصري، والحزب العربي الديمقراطي الناصري، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وحزب الكرامة، والحزب الشيوعي المصري، وحزب الوفاق القومي الاجتماعي. وبحسب البيان التأسيسي للجبهة فإن هدفها هو العمل من أجل العدالة الاجتماعية والتنمية وضمان استمرار الدولة في القيام بدورها والتزاماتها فيما يتعلق بحقوق المواطنين في الحياة الكريمة والعمل والصحة والسكن والتعليم والخدمات الثقافية والعامة. يؤكد التحالف السياسي لهذه الأحزاب على ضرورة الالتزام بالأحكام الدستورية، التي تنص على أن يبلغ الإنفاق على التعليم والصحة والبحث العلمي مجتمعةً 10% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، وأن يُزاد تدريجيًا حتى يُلبي المعايير الدولية. كما تدعو الجبهة إلى تطبيق هيكل عادل للأجور يضمن مستوى معيشة لائقًا للجميع، وإصلاح نظام المعاشات والتأمينات، ومساواة الحد الأدنى للمعاش بالحد الأدنى للأجور، وتطبيق مبدأ ربط الأسعار، واستمرار دعم الخبز. وتسعى الجبهة إلى الانتقال من اقتصاد ريعي تهيمن عليه الاستثمارات العقارية والتجارية الاحتكارية إلى اقتصاد تنموي إنتاجي صناعي زراعي، موجه نحو تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب المصري. ويتمثل التركيز أيضًا في تطوير بنية صناعية متكاملة ومتطورة، واكتساب التقنيات اللازمة. لم يتضمن بيان الجبهة أي خطط انتخابية. إلا أن حزب العيش والحرية، أحد الأعضاء المؤسسين للتحالف، أعلن قبل أيام قليلة أنه قرر المشاركة في الانتخابات البرلمانية لعام ٢٠٢٥ بنظام الفردي فقط، وقرر تقديم ثلاثة مرشحين في الفيوم والإسماعيلية والمنصورة. وأكد الحزب التزامه بالتنسيق مع مرشحي التيار الديمقراطي وأحزاب المعارضة على المقاعد الفردية وإنشاء آلية حملة مشتركة.
تيار الأمل
يسعى حزب حركة الأمل، وهو قيد التأسيس حاليًا، إلى بناء تحالف انتخابي موحد لأحزاب المعارضة، لكنه لم يتمكن حتى الآن من التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب الأخرى للمشاركة في الانتخابات. واضطر الحزب إلى تمديد الموعد النهائي لتقديم الترشيحات باسم حركة الأمل بعد الإعلان عنها في 28 أغسطس/آب.