ممثل اليونيسيف في مصر: 70% من الأطفال في سن العاشرة يعانون من فقر التعلم

وأكدت ناتاليا ويندر، ممثلة اليونيسف، أن مصر حققت تقدماً كبيراً في جهودها لتحسين تعليم الأطفال.
وأضافت خلال احتفالات الانتهاء من المرحلة الأولى من البرنامج القومي لتطوير اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية وانطلاق المرحلة الثانية التي يتم تنفيذها بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونيسيف، أن رؤية مصر في الاستثمار في رأس المال البشري هي رؤية ملهمة لنا جميعا، وأنه لا يوجد استثمار أعظم من الاستثمار في الأطفال، وخاصة في سنواتهم الأولى من التعلم.
وتابعت: “يدور احتفالنا اليوم حول موضوع أساسي: تعلم القراءة والكتابة. والبرنامج الوطني لتنمية مهارات اللغة العربية ليس مجرد مبادرة تعليمية، بل هو مهمة حيوية لإحداث تغيير نوعي في طريقة تعلم الأطفال القراءة والكتابة بلغتهم الأم، ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم.”
أوضحت أن 70% من الأطفال حول العالم في سن العاشرة يعانون من فقر التعلم، أي أنهم غير قادرين على قراءة وفهم النصوص البسيطة. لا يمكن تجاهل هذه الأزمة العالمية. ولكن بقدر جسامة التحديات، تكبر الفرص أيضًا. القراءة ليست مجرد مادة دراسية؛ بل هي أساس جميع أشكال التعلم الأخرى. إنها المهارة التي تُمكّن التفكير النقدي والتعلم المستقل والمشاركة الفاعلة في المجتمع. لو أتقن كل طفل أساسيات القراءة والكتابة، لكان الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد نما بمقدار 6.5 تريليون دولار سنويًا. إن التقدم الذي نحتفل به في مصر اليوم خطوة محورية، فقد أثر على حياة عشرات الآلاف من الأطفال.
حقق البرنامج نتائج باهرة: إذ استفاد نصف مليون طالب وطالبة في ألف مدرسة من برنامج تأهيلي استمر اثني عشر أسبوعًا، وتم تدريب آلاف المعلمين. وارتفعت درجات القراءة بنسبة 17%، وأظهر الأطفال الأقل أداءً تحسنًا ملحوظًا. وانخفضت نسبة الطلاب الذين لم يحصلوا على أي نقاط من الثلث إلى أقل من 2%. وكان أداء الفتيات أفضل من أداء الأولاد، وخاصةً من حصلوا على درجات أقل من المستوى المطلوب.
وأشارت إلى أنه تم تزويد 13 مليون طفل بكتب عربية جديدة مبنية على أفضل النتائج العلمية في تعلم القراءة. وتلقى المعلمون تدريبًا مبتكرًا مكّنهم من التدريس بفعالية أكبر. ونفذ 95% من المعلمين البرنامج كما هو مخطط له. وتم تحسين التعليم المبكر في الصفين الأول والثاني لمنح الأطفال بداية جيدة في المدرسة.
وأكدت أن اليونيسف والوزارة تتطلعان الآن إلى المرحلة التالية: تحسين أساليب رصد محو الأمية لجعل السياسات والبرامج أكثر استجابةً وشمولية. كما ستستكشفان سبل الاستفادة من الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتوفير تعليم أكثر تخصيصًا للأطفال ودعم المعلمين. وسنواصل تشجيع الأسر على جعل القراءة جزءًا من حياتهم اليومية، لأن حب القراءة يبدأ من المنزل.