استخدم فيه 800 مسيرة وصاروخ.. تضرر مقر الحكومة الأوكرانية في أكبر هجوم روسي

تضرر مقر الحكومة الأوكرانية في كييف في أكبر غارة جوية روسية على الإطلاق. استُخدمت أكثر من 800 طائرة مُسيّرة وصاروخ، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، من بينهم اثنان في العاصمة.
وبعد ساعات، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى للتوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب، عن استعداده لفرض مزيد من العقوبات على موسكو، قائلا: “لست راضيا عن الوضع برمته”.
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن كييف تتوقع ردا قويا من الولايات المتحدة.
وكان زيلينسكي قد صرح في وقت سابق: “إن هذا النوع من القتل في وقت كان من الممكن أن تبدأ فيه الدبلوماسية الحقيقية منذ فترة طويلة هو جريمة متعمدة ومحاولة لإطالة أمد الحرب”.
كثفت روسيا هجماتها على أوكرانيا منذ اللقاء الذي جمع بين الرئيس فلاديمير بوتن ونظيره الأميركي في ألاسكا في 15 أغسطس/آب. إلا أن القمة فشلت في تحقيق تقدم في مسألة وقف إطلاق النار.
وبعد هجوم الأحد اندلعت حرائق على سطح المبنى الضخم الذي يضم مقر الحكومة، وتصاعد الدخان منه.
وحلقت طائرات هليكوبتر فوق المبنى في قلب كييف بالقرب من مبنيي الرئاسة والبرلمان، وسكبت المياه على السطح، بينما هرع عمال الإنقاذ إلى مكان الحادث وأقامت الشرطة طوقا أمنيا حوله.
صرحت رئيسة الوزراء يوليا سفيريدينكو بأن سقف مبنى الحكومة وأدواره العليا تضررت لأول مرة جراء هجوم معادٍ. إلا أنه لم تقع إصابات داخل المبنى.
وقال المتحدث باسم الإنقاذ بافلو بتروف إن الحريق تم إخماده، لكن فرق الإنقاذ تعمل على تفكيك هياكل المبنى ورشها بالمياه لإصلاحه والتأكد من أن كل شيء في حالة جيدة.
منذ بداية الحرب، ظل مجمع المباني الحكومية بمنأى نسبيا عن الهجمات الروسية التي تستهدف العاصمة بانتظام.
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 810 طائرات مسيرة و13 صاروخا على أوكرانيا خلال الليل، وأكدت اعتراض 747 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ.
وامتد الهجوم إلى مناطق أخرى، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، اثنان منهم في كييف، وإصابة أكثر من 20 آخرين.
وقالت السلطات الأوكرانية إن شخصين آخرين على الأقل قتلا في هجمات منفصلة.
وفي كييف، تضررت المباني السكنية جراء الهجمات، وأعلن عمدة العاصمة فيتالي كليتشكو عن مقتل شخصين: امرأة شابة وطفلها البالغ من العمر شهرين.
بدورها، أعلنت روسيا أنها نفذت هجمات على مواقع المجمع الصناعي العسكري الأوكراني والبنية التحتية للنقل.
وقالت القوات المسلحة الروسية إن الهجمات استهدفت منشآت إنتاج طائرات بدون طيار ومطارات عسكرية في شرق وجنوب ووسط أوكرانيا، بالإضافة إلى منشأتين صناعيتين على مشارف كييف.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن روسيا تتبع بشكل متزايد منطق الحرب والترهيب وأدان الهجمات “التعسفية”.
وأكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسانت، صباح الأحد، أن الولايات المتحدة مستعدة لممارسة المزيد من الضغوط على روسيا، ودعا الأوروبيين إلى القيام بالمثل.
وتأتي الهجمات الأخيرة بعد أن تعهدت نحو 20 دولة أوروبية، على رأسها فرنسا وبريطانيا، الخميس بمراقبة تنفيذ أي اتفاق لإنهاء الحرب.
ووافق بعضهم على نشر قوات في الموقع.
وشددت كييف على أن الضمانات الأمنية التي تدعمها القوات الغربية تشكل عنصرا أساسيا في أي اتفاق سلام لمنع روسيا من شن غزو جديد في المستقبل.
لكن الرئيس الروسي رفض وجود القوات الغربية في أوكرانيا، واعتبرها هدفا مشروعا لجيشه، بحسب صحيفة الغد.