لوحة فنية تنقذ نادي إسباني من الإفلاس.. ما القصة

أنتجت إسبانيا العديد من الفنانين العالميين المشهورين، وكانت كتالونيا، على وجه الخصوص، منصةً مهمةً للفنانين من جميع أنحاء العالم، مع أسماء بارزة مثل أنطوني غاودي وخوان ميرو. كما تُعد شبه الجزيرة موطنًا لأحد أوائل أندية كرة القدم في إسبانيا.
ومن بين هذه الأندية نادي بالاموس الذي تأسس عام 1898، قبل عام واحد من برشلونة، وهو بحسب صحيفة سبورت الإسبانية ثالث أقدم ناد في البلاد بعد إشبيلية في عام 1890، وريكريتيفو دي هويلفا في عام 1889.
هناك أندية أخرى في برشلونة، على الرغم من أنها لا تشترك في نفس الأصول مع النادي الساحلي من حيث سنوات تأسيسها، إلا أنها لا تزال تحمل قصصًا من السنوات الماضية تستحق الاستكشاف في كتب التاريخ.
وكان أحد هذه الأندية هو نادي يونيون دي سانت أندريه، وهو ناد من العاصمة الكتالونية يرتدي “سينيرا” (العلم الكتالوني) على قميصه ولعب ضد أتلتيكو مدريد على أرضه في كأس ملك إسبانيا قبل بضعة مواسم فقط.
لكن بالنظر إلى الماضي، يصبح من الواضح أن طريق هذه الأندية المحلية لم يكن سهلاً، وأنها واجهت العديد من الصعوبات، وبفضل أحداث غريبة مثل هذه لم تختفِ.
الفنان سلفادور دالي ينقذ نادي سانت أندريه بلوحة فنية.
في موسم ١٩٧٦/١٩٧٧، كان النادي على حافة الإفلاس في دوري الدرجة الثانية. إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال، مما أجبر الرئيس خوان كوماس على الاستقالة.
لكن لا شيء كان لينقذ سانت أندريو من الهبوط، مما فاقم المشاكل المالية التي استمرت طوال الموسم وترك النادي بمستقبل قاتم. حينها، فكّر فيليكس روميرو، الرئيس الفعلي آنذاك، والذي أصبح نائبًا لرئيس النادي، في حلٍّ لإنهاء مشاكل النادي.
طلب رئيس النادي آنذاك من الفنان سلفادور دالي رسم لوحة تساعد ناديه على حل مشاكله المالية وإنقاذه من الانهيار. وافق الفنان لأنه رأى أن ذلك مناسب لإنقاذ النادي، الذي يمثل كتالونيا.
في لقاءٍ بفندق فريتز بالعاصمة الكتالونية، كشف دالي عن مصدر إلهامه لرئيس نادي سانت أندريه، قائلاً: “اليوم هو اليوم الذي ستُعترف فيه الحكومة الكتالونية رسميًا مجددًا. وعندما يحدث ذلك، سيكون هدفًا لكتالونيا، ولهذا السبب سأطلق على اللوحة اسم “الهدف”.
وعلى الرغم من أن النادي كانت لديه فرصة لإنقاذه وتم عرض اللوحة في معرض فني مقابل 4 ملايين بيزيتا (العملة الإسبانية في ذلك الوقت)، إلا أن النادي واجه مرة أخرى صعوبات مالية أثناء محاولته توليد المزيد من الدخل، لكنه لم يتعرض للتهديد بالإفلاس.
رفع اللاعبون، الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر، شكوى ضد النادي. ثم صادرت المحكمة اللوحة ريثما تُحل مشكلة رواتب المليون بيزيتا. ثم أعاد القاضي اللوحة إلى سانت أندريو، حيث يُمكن بيعها في مزاد علني.