هل تشعل “المخدرات” حربًا بين أمريكا وفنزويلا؟

منذ 3 ساعات
هل تشعل “المخدرات” حربًا بين أمريكا وفنزويلا؟

بقلم: سحر عبد الرحيم

تصاعدت التوترات في منطقة البحر الكاريبي مؤخرًا إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود. شنّت القوات الأمريكية ضربة عسكرية على قارب كان يغادر الساحل الفنزويلي، مما أسفر عن مقتل أحد عشر شخصًا اتهمتهم واشنطن بتهريب المخدرات. ردّت فنزويلا بعمليات عسكرية وُصفت بأنها “استفزازية للغاية”. في الوقت نفسه، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، مما أثار مخاوف من تصاعد الأزمة إلى مواجهة مباشرة بين الجانبين.

صوورة 1_3

قبل أيام قليلة، حلّقت طائرتان فنزويليتان مقاتلتان من طراز إف-16 فوق مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية في المياه الدولية بالبحر الكاريبي. ثم أصدر البنتاغون تحذيرًا صارمًا لفنزويلا بعدم التدخل في العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.

أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم الجمعة أن بلاده ستلجأ إلى “الكفاح المسلح” في حال تعرضها لهجوم أمريكي. إلا أنه أكد أن كاراكاس لا تزال منفتحة على الحوار والمفاوضات في أي وقت، شريطة احترام إرادة الشعب الفنزويلي.

كما قامت حكومة مادورو بزيادة قواتها على طول ساحل فنزويلا وعلى الحدود مع كولومبيا المجاورة ودعت الفنزويليين للانضمام إلى الميليشيات الشعبية.

صوورة 2_4

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التحليق قائلاً: “إذا وضعونا في موقف خطير، فسيتم إسقاط هذه الطائرات”. وزعم ترامب الحق في مهاجمة أعضاء عصابة “ترن دي أراغوا” الإجرامية، التي تُهرّب المخدرات إلى الولايات المتحدة، بعد أن صنّفتها واشنطن منظمة إرهابية في وقت سابق من هذا العام.

اتهم ترامب نظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، بتزعم الكارتل. وتنفي كاراكاس هذه الاتهامات. كما أعلنت واشنطن مؤخرًا أنها ستضاعف مكافأة القبض على مادورو إلى 50 مليون دولار.

أثار التعزيز العسكري الأمريكي قلقًا في فنزويلا، التي تعتبره اعتداءً على سيادتها وتهديدًا مباشرًا لأمنها. ووفقًا لشبكة CNN، تتمركز حاليًا بالقرب من فنزويلا سفنٌ مُجهزة بصواريخ توماهوك، وغواصة هجومية، ومجموعة طائرات، وأكثر من 4000 بحار ومشاة بحرية أمريكيين.

هل ستكون هناك مواجهة عسكرية مباشرة؟

ويقول نعمان أبو عيسى، المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأميركية وعضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي، إن الولايات المتحدة هي التي بادرت بالتصعيد الأخير بمهاجمة قارب فنزويلي في المياه الدولية بالبحر الكاريبي.

صوورة3_5

وحول احتمال أن يؤدي هذا التصعيد إلى صراع عسكري مباشر بين الجانبين، صرّح أبو عيسى لموقع ايجي برس بصعوبة التنبؤ بحدوث هذا السيناريو الخطير. وأشار إلى أن ترامب لا يريد شن حرب مفتوحة، بل هجمات محدودة “لإظهار قوته”.

ويرى أبو عيسى أن التصعيد بين الولايات المتحدة وفنزويلا سيستمر، لكن المواجهة العسكرية المباشرة غير مرجحة في هذه المرحلة لأنها لن تكون في مصلحة أي من الطرفين.

وبينما يواصل الجانبان تبادل الرسائل العسكرية والسياسية، يظل الوضع في منطقة البحر الكاريبي متوترا، في انتظار ما إذا كان التصعيد سيؤدي إلى مواجهة مفتوحة أم سيبقى مجرد استعراض للقوة.


شارك