ضى.. رحلة أمل سينمائية تبدأ من التنمر وتنتهى بتحقيق حلم كبير

• أسيل عمران: دور “صابرين” كان تحديًا صعبًا. بدر محمد: «يوم» غيّر حياتي، ورسالة العمل هي: «تمسك بحلمك واعمل بجد». حنين سعيد: هذه التجربة كانت فرصة عظيمة بالنسبة لي لإظهار مهاراتي التمثيلية. • هيثم دبور: نعالج العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية. • كريم الشناوي: الفيلم يجمع بين البساطة والعمق.
يُعرض حاليًا في دور العرض الفيلم الجديد “نور… سيرة أهل النور”. يُقدم الفيلم تجربة فريدة انتظرها الجمهور بفارغ الصبر، بعد عرضه في العديد من المهرجانات الدولية ولقي استحسانًا واسعًا. يروي الفيلم قصة إنسانية ملهمة، تدور حول طفل نوبي يُعاني من مرض الألبينو (عدو الشمس). يُشارك بدر محمد في الفيلم لأول مرة، ويُعتبر مغنيًا ذهبيًا فريدًا. كما يُشارك في الفيلم محمد منير، الذي يعود إلى الشاشة بعد غياب طويل.
يروي الفيلم قصة رحلة داي من النوبة إلى القاهرة، حيث يشارك في برنامج “ذا فويس” ويواجه تحديات عديدة. تأليف هيثم دبور وإخراج كريم الشناوي، ويشارك في بطولته أسيل عمران، وحنين سعيد، وإسلام مبارك، وعدد من ضيوف الشرف.
التقت الشروق بنجوم الفيلم وصناعه، الذين تحدثوا بصراحة عن تفاصيل تجربتهم، والتحديات التي واجهوها، وأبرز لقطات من كواليس التصوير. يحمل هذا العمل رسالة إنسانية واجتماعية قوية، ومن المتوقع أن يُحدث تأثيرًا قويًا في مجتمع السينما.
أعربت الفنانة أسيل عمران عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في الفيلم، موضحة أن تجسيد شخصية “صابرين” كان تحدياً فنياً كبيراً تطلب الكثير من الجهد والتحضير.
قالت عمران: “كان الدور صعبًا للغاية لأنه يتناول فتاة صعيدية ذات عادات وتقاليد وأسلوب حياة مختلف. كان عليّ تعلم اللهجة الصعيدية بعناية فائقة، وأردت أن أجسد شخصيةً تتمتع بجميع المقومات اللازمة، سواءً من حيث طريقة كلامها أو حركاتها أو حتى طريقة تفكيرها”. وأشارت إلى أن هذه التجربة شكلت نقلة نوعية في مسيرتها الفنية.
وأضافت أن فيلم “يوم” يتناول قضايا إنسانية بالغة الأهمية، لا سيما التنمر ومعاناة بعض الأطفال نتيجة النظرة الاجتماعية القاسية. كما يُسلّط الضوء على حياة الصعيديين وعاداتهم وتقاليدهم ومعاناتهم اليومية، مؤكدةً أن الفيلم ليس مجرد قصة، بل رسالة اجتماعية مؤثرة.
كشفت عمران عن إعجابها بالسيناريو منذ اللحظة الأولى، ووصفته بأنه مكتوب باحترافية عالية: “القصة مدروسة جيدًا، لا يوجد فيها أي خطأ أو لحظة مملة. بل على العكس، لكل مشهد قيمته ويخدم القصة. الفيلم مناسب للعائلات، وهذا مهم لي كفنانة”. وأكدت أن المخرج كريم الشناوي كان له دور أساسي في مساعدتها على تقديم أفضل أداء ممكن.
وأشارت إلى أن المصحح اللغوي حسن قناوي كان من أهم الداعمين لها في رحلتها لإتقان اللهجة الصعيدية، وأنه ساعدها على الوصول للأداء الطبيعي والمصداقية المطلوبة للدور.
وأعرب الفنان الطفل بدر محمد، بطل الفيلم الذي يجسد دور “يوم”، عن سعادته الغامرة بهذه التجربة التي قال إنها ستبقى معه للأبد.
وقال بدر: “بذلت جهدا كبيرا في تجسيد شخصية داي لأنه طفل يعاني كثيرا من التنمر وليس لديه ثقة بنفسه على الإطلاق، لكنه لا يزال لديه حلم كبير وهو الغناء”.
كانت رحلة داي مليئة بالصعوبات، لكن كان هناك أيضًا من وقف بجانبه ودعمه. وأوضحوا أن رسالة الفيلم تمس كل طفل يسعى لتحقيق أحلامه.
وأضاف: “أتعامل مع الفيلم بمشاعر غير اعتيادية. هذه أول تجربة تمثيلية لي تحت إشراف نجوم كبار ومخرج عظيم ككريم الشناوي، الذي آمن بموهبتي وشجعني كثيرًا، مما سمح لي ببذل كل طاقتي في التمثيل. أعتقد أن هذه التجربة ستبقى معي طوال حياتي”. وأكد أن رسالته من الفيلم هي: “تمسك دائمًا بحلمك واعمل بجد. لا تستمع للكلمات المحبطة التي تُشعرك باليأس”.
أعربت الممثلة الشابة حنين سعيد عن فخرها بالمشاركة في الفيلم، مؤكدة أن هذه التجربة أعطتها فرصة كبيرة لإظهار مهاراتها التمثيلية.
قالت: “فيلم “داي” عمل فني يحمل رسائل إنسانية مؤثرة. رحلة داي لتحقيق حلمه ستجلب الكثير من البهجة للجمهور، وأنا فخورة جدًا بمشاركتي في هذه التجربة”. وأشارت إلى أن الفيلم كان بمثابة مسابقة تمثيلية بالنسبة لها، مليئة بالشغف.
وأضافت أنها لم تُعنَ كثيرًا باللهجة النوبية، إذ سبق لها دراستها في أكاديمية الفنون. بل ركزت على عمق الشخصية وتجسيدها المُقنع: “ساعدني المخرج كريم الشناوي كثيرًا في جعل الشخصية تبدو طبيعية وصادقة، مما حسّن أدائي بشكل كبير”.
وأكدت حنين أن العمل يضم ضيوف شرف يحظون بشعبية كبيرة لدى الجمهور، وهو ما يعطي للعمل بعداً شعبياً وإنسانياً مهماً.
من جانبه، تحدث السيناريست هيثم دبور عن التجربة، موضحًا أن فيلم “يوم” يستكشف رحلة أسطورية لطفل يعاني من التنمر، ويطرح العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية التي تؤرق المجتمع المصري، وخاصة أهالي الصعيد.
وفي تصريحاته لـ “الشروق”، قال دبور: “عندما انتهيت من كتابة السيناريو وقراءته، شعرتُ أننا نشاهد فيلمًا متكاملًا في وصفه، ينقل فنًا حقيقيًا ورسالة مهمة. وأكد أن العمل مناسب لجميع الأعمار، وسيشجع الجميع على التحدث مع أطفالهم عن قصة البطل ومعاناته ورحلته نحو تحقيق حلمه”.
وأكد أن التعاون مع المخرج كريم الشناوي كان مثمرًا للغاية: “لم يكن كريم مجرد مخرج، بل كان صديقًا لجميع أفراد فريق العمل، وقد انعكس ذلك على أجواء التصوير. لقد بذل قصارى جهده لضمان أن تكون الصور طبيعية قدر الإمكان، وتشبه شوارع ومدن أهلنا في صعيد مصر”.
كشف المخرج كريم الشناوي أن فيلم “يوم” تطلب جهدًا هائلًا على مدار سنوات: “كانت رحلة عاطفية. عملت على الفيلم حوالي خمس سنوات وواجهت انقطاعات وظروفًا صعبة، لكن الحمد لله خرج أخيرًا إلى النور بشكل يليق بالسينما المصرية”.
وأضاف: “بالنسبة لي، فيلم “يوم” فكرة بسيطة، لكن تنفيذه صعب للغاية. صوّرنا بين أسوان والقاهرة، ما تطلب جهدًا هائلًا من الفريق بأكمله. لكن في النهاية، ينقل الفيلم رسالة واضحة: حتى في أصعب الظروف، لا يزال هناك أمل”.
أكد الشناوي أن جاذبية الفيلم تكمن في مزيجه بين البساطة والعمق: “إنه فيلم عائلي يناسب أي منزل، وفي الوقت نفسه، ينقل رسائل عميقة للغاية. أود أن أشكر النجوم الذين انضموا إلينا كضيوف شرف، والذين قدموا لنا دعمًا هائلًا طوال التجربة”.
وكشف أنه عندما عرض عليه صديقه كاتب السيناريو هيثم دبور القصة، تحمس لها على الفور: «منذ اللحظة الأولى شعرت أن هذه القصة بحاجة إلى أن تُروى، وعملنا بعناية شديدة في اختيار الممثلين لضمان أن يكون كل ممثل في مكانه المناسب»، مشيراً إلى أن العمل الجماعي هو الذي جعله ناجحاً.