مصر تستثمر في المستقبل.. جيل قيادي جديد ينطلق من الأكاديمية الوطنية للتدريب

اختتمت الأكاديمية الوطنية للتدريب، اليوم السبت، الدورة الأولى من “البرنامج الرئاسي للقيادة للشباب”، بقصر الثقافة بمدينة السادس من أكتوبر.

انطلقت الفعاليات في أجواء وطنية مميزة. بدأ البرنامج بعزف النشيد الوطني، تلاه عرض تقديمي شامل يوثق مسيرة البرنامج منذ بدايته وحتى إتمام مراحل التدريب. وتضمنت الأنشطة الأخرى عرضًا مرئيًا لورشة الرسوم المتحركة، وعرضًا لمسرحية “مصر تتحدث عن نفسها”، وقراءة لكتاب “أصدقاء للأبد”.

قدمت جوقة ورشة الموسيقى والغناء أغنية وطنية بعنوان “مصر تستحق”. ثم افتتحوا معرضًا للأعمال الفنية والحرفية التي أبدعها المشاركون خلال فترة التدريب. والتقطت صورة جماعية لتوثيق هذه اللحظة الاستثنائية واحتفالًا بانطلاق جيل جديد من القادة الشباب.

خلال مراحل البرنامج المختلفة، خضع الشباب لتدريب شامل شمل ورش عمل تفاعلية، وأنشطة ثقافية وفنية ورياضية، وجلسات إرشادية، وتدريبًا على مهارات الحياة والتطوير، وبرامج بناء الشخصية التي تُنمّي مهارات التفكير النقدي والإبداعي. ساهم هذا التنوع في صقل خبرات الشباب، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتنمية وعيهم الوطني، فأصبحوا جيلًا واعدًا من القادة، مُستعدًا لمواجهة تحديات المستقبل.

في ختام البرنامج، أعربت الدكتورة سلفا جويلي، المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية للتدريب، عن فخرها بالإنجازات الملموسة التي حققها البرنامج، مؤكدةً أن الأكاديمية تعتبره نقطة تحول في مسيرتها نحو الاستثمار في الإنسان المصري. وقالت: “أثبت الشباب المشاركون أن مصر تمتلك جيلًا استثنائيًا يتميز بالوعي المبكر، والقدرة على التفكير النقدي والإبداعي، والالتزام بالهوية الوطنية. يضاف إلى ذلك الموهبة والعزيمة التي تبعث على التفاؤل بمستقبل الوطن. إن الطموح والرغبة في التعلم التي لمسناها لدى أبنائنا تؤكد أن تكوين الشخصية المصرية يبدأ في هذه السن المبكرة، وأننا نسير بخطى ثابتة نحو إعداد قادة المستقبل”.

وأضافت: “ستواصل الأكاديمية الوطنية للتدريب، بدعم من القيادة السياسية وجميع الشركاء، عملها لتمكين هذه الفئة العمرية وتزويدها بالمعارف والمهارات اللازمة. وهذا سيضمن أن يكون هذا الجيل قادرًا على إحداث الفارق وحمل لواء التنمية والتقدم لمصر”.

نُفِّذ البرنامج تحت رعاية وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، بالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات الوطنية، منها وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الثقافة، ووزارة الصحة والسكان، وجامعة عين شمس ممثلةً بكلية الطب. كما حظي البرنامج بدعمٍ واسع من شركاء محليين ودوليين، منهم التحالف الوطني للتنمية المدنية، ومؤسسة مصر الخير، والأزهر الشريف، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومكتبة الإسكندرية (من خلال مركز توثيق الحضارات والطبيعة)، ومنظمة يارو للحضارة المصرية، ومؤسسة إنجاز مصر، ومؤسسة الثقافة والتربية للطفل والأسرة، ومؤسسة ويل سبرينغ، وهيئة إنقاذ الطفولة، والكشافة المصرية.

ويعكس هذا التعاون الرؤية الشاملة للدولة المصرية، ويؤكد أن التنمية البشرية قضية وطنية تتطلب تضافر جهود الجميع.

بهذا النجاح، وضعت الأكاديمية الوطنية للتدريب حجر الأساس لمشروع وطني استراتيجي لتدريب قادة الغد. وقد أثمر هذا البرنامج نخبة من الشباب، مسلحين بالمعرفة والوعي والانتماء، قادرين على صناعة المستقبل بثقة.

وتمثل هذه التجربة بداية رحلة طويلة ومستدامة نحو تنشئة جيل واعٍ ومؤهل قادر على مواصلة مسيرة التنمية وإعادة الإعمار في مصر.

حول برنامج الرئيس لإعداد القادة الشباب

يستهدف البرنامج الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا، ويستمر 21 يومًا تدريبيًا. يتضمن عملية اختيار دقيقة تبدأ بالتسجيل الإلكتروني، تليها تقييمات أولية، ومقابلات شخصية، وأخيرًا، تنفيذ برنامج تدريبي شامل ومتكامل مصمم خصيصًا لتنمية مهارات الشباب القيادية والفكرية والاجتماعية.

وشهدت الجولة الأولى من البرنامج مشاركة غير مسبوقة وكبيرة من الشباب الطموح في مصر، حيث تقدم أكثر من 7000 متقدم من خلال الموقع الإلكتروني. وتم اختيار 415 مرشحًا مؤهلًا لإجراء مقابلات شخصية، والتي تم من خلالها اختيار أفضل 100 مشارك، يمثلون مختلف المحافظات في جميع أنحاء البلاد ويجسدون التنوع الثقافي والاجتماعي في مصر.