حزبا الدستور والمحافظين يدشنان تحالف الطريق الحر للمنافسة على مقاعد الفردي في انتخابات مجلس النواب

ألقى رئيس حزب المحافظين طلعت خليل الإعلان التأسيسي لتحالف المسار الحر بين حزب المحافظين والحزب الدستوري للمشاركة في انتخابات مجلس النواب. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للتحالف، الذي يتنافس خلاله الحزبان على المقاعد الفردية في الانتخابات المقبلة لمجلس النواب.
وبحسب الإعلان التأسيسي، فقد تم إطلاق التحالف في “لحظة حرجة في تاريخ هذه الأمة، وسط أزمات وتهديدات متشابكة تمس كل بيت وتثقل كاهل كل مواطن؛ عالم مليء بالصراعات والجشع المتزايد لما يملكه الآخرون؛ تراجع المبادئ والأخلاق في الحكومات؛ انتشار الأنانية والفساد، ورفض ارتكاب الإبادة الجماعية والحصار والمجاعة، ومهاجمة قيم العدالة والحقوق والحريات؛ نحن حزب المحافظين وحزب الدستور، نعلن تشكيل تحالف المسار الحر للتنافس على المقاعد الفردية في انتخابات مجلس النواب”.
يؤكد البيان أن هذا التحالف بين حزبين بفكر ليبرالي انبثق من مسؤولية لا يمكن تجاهلها: السعي لتجديد الأمل في مسار سياسي ضيق الأفق، والرغبة في إنعاش الحياة العامة بعد سنوات من الجمود والعزلة والتهميش. فالمسار الحر ليس مجرد بديل انتخابي، بل هو محاولة جادة لإعادة بناء العلاقة بين المواطن والدولة على أسس من الشفافية والمشاركة السياسية الواعية والعدالة والكرامة الوطنية وسيادة القانون. ويجب أن يُنتخب النواب بحرية ونزاهة من قبل الشعب، بعيدًا عن المال السياسي وشراء الأصوات وإملاءات النافذين.
أكد الطرفان أنهما، منذ انطلاق الحوار الوطني، قدما رؤىً حقيقية لإصلاح النظامين السياسي والانتخابي، لتمكين مختلف التيارات من وضع برامج اجتماعية واقتصادية تُمثل مصالح المواطنين. إلا أن هذه المقترحات هُمّشت وتجاهلت، مُفضيةً إلى إعادة استخدام صيغ قديمة، مما أدى إلى واقع مُرّ.
وأكد البيان: “رغم هذا الاستهتار، لم نختر الامتناع أو التراجع، بل اخترنا الوقوف والمواجهة، لا بالصراخ أو التصعيد، بل بتقديم بديل ومسار معقول وحساب صادق للشعب المصري، ليكون قاضيًا ومحكمًا، أو على الأقل شاهدًا، علينا”.
أكد التحالف أن المشاركة السياسية الحقيقية لا تقوم على القوائم المغلقة والاتفاقات غير المعلنة، بل على التعددية والتنافس، بما يُمكّن من التمثيل النسبي الذي يعكس إرادة الشعب، لا على هدر الأصوات أو إقصاء التيارات الأخرى. وأوضح أن قرار الترشح ضد مرشحين “موالين” يهدف إلى منع استئثارهم بمجلس النواب، وإقصاء التيارات والتوجهات الفكرية البديلة.
وينص الإعلان أيضًا على أنه حان الوقت للانتقال من “التركيز الضيق للمصالح المصطنعة” إلى “تركيز أوسع على الحقيقة والعدالة والإنصاف”. ويؤكد أن الأغلبية تحكم ولا تتحكم، والأقلية تعارض ولا تقاوم، بينما يظل الشعب جزءًا لا يتجزأ من المعادلة، يراقب ويحاسب.
ويقدم التحالف للناخبين رؤية شاملة للإصلاح ترتكز على الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية ودولة مدنية تحترم الدستور وتطبق أحكامه وتعيد للمواطن قيمته وكرامته وحقه في الأحلام وتحقيق الأهداف المشروعة.
وختم البيان بالتأكيد على أن المشاركة في الانتخابات مسؤولية وليست تنافسًا، ونابعة من رغبة صادقة في حماية المشهد السياسي من التدهور، واستعادة ثقة الجمهور بإمكانية التغيير. كما أكد القرار بالإجماع الصادر عن مجلس أمناء الحركة المدنية بمنع أحزاب الحركة من الانضمام إلى أي ائتلاف مؤيد للحكومة، سواءً عبر القوائم أو المقاعد الفردية.