رئيس قطاع الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية: مؤتمر الأوقاف والهيئة رسالة انفتاح لبناء مجتمع متماسك

لوك: شراكتنا مع وزارة الأوقاف والأزهر والكنائس ساهمت في بناء المرونة المجتمعية. الرئيس يهنئ الأقباط بعيدهم الذي يهدف لكسر التطرف وتعزيز المواطنة.
وأكدت سميرة لوقا، رئيس قطاع الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن المؤتمر الذي تنظمه الهيئة سنويا بالشراكة مع وزارة الأوقاف هو رسالة انفتاح على جميع الشركاء في بناء مجتمع متضامن، وأن وزارة الأوقاف شريكة أيضا في مشروع الحوار.
يُعقد مؤتمر هذا العام، بعنوان “الوعي وركائز تحقيق التنمية المستدامة”، يوم الاثنين المقبل. ويشارك فيه الأب أندريه زكي، رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية؛ وأسامة الأزهري، وزير الأوقاف؛ وأعضاء من مجلسي النواب والشيوخ؛ وقيادات دينية وأكاديمية؛ وممثلون عن منظمات المجتمع المدني.
أوضح لوقا لـ”الشروق” أن الهيئة سعت منذ تأسيس منتدى الحوار قبل 33 عامًا إلى دعم الدولة وشركائها الوطنيين. وأشار إلى ترحيب وزير الأوقاف آنذاك، الدكتور حمدي زقزوق، بفكرة المنتدى، ودعمه لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وعدد من القيادات المسيحية. وبدأت الحوارات في بناء القدرات لحماية المجتمع، وإدارة الصراعات الطائفية ومكافحتها، وتعزيز الصمود المجتمعي للوقاية منها.
كما أكدت على إقامة ورش عمل تدريبية للحوار على مدار العام. ومؤخرًا، بالتعاون مع المجلس القومي لحقوق المرأة، تم تدريب واعظات من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، بالإضافة إلى فتيات الكنائس، على كيفية مواجهة خطر وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحت أن جلسات الحوار لم تقتصر على المؤسسات الدينية، بل ركزت على كيفية دمج مفهوم المواطنة في التعليم بالتعاون مع مركز تطوير المناهج. وأثمرت هذه المناقشات إصدار كتاب “الأخلاق”.
وتابعت: “في قطاع الخدمات، انصبّ التركيز على مفهوم المواطنة وأيديولوجيتها في الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى التفاوتات بين المناطق المركزية والريفية. وقد شهد هذا المجال تطورات ملحوظة، واليوم، مع برنامج الحياة الكريمة، نصل إلى مدن وبلدات لم نسمع بها من قبل”.
رأى لوقا أن القضية القبطية، وكذلك التسامح وقبول الآخر، قد تطورت بشكل ملحوظ في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مقارنةً بالعقود السابقة. وأشار إلى أن الأقباط العاديين يُقدّرون أهمية تهنئة قادة البلاد في هذا العيد، لا سيما مع وجود من يعتبرونه “مقدسًا”.
وأشارت إلى أن الاهتمام بتفعيل المنتدى دوليًا نشأ بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر واتهامات الإرهاب في الشرق. وتم تنظيم حوار مصري ألماني، حيث دعم الألمان المنظمة محليًا. لذا، انصبّ التركيز على إيصال صوت الشرق إليهم من خلال جلسات المنتدى، وآخرها الدورة السابعة عشرة في يونيو الماضي.
وتابعت: “أثار هذا الحوار تساؤلات حول المسيحيين في الشرق الأوسط وتعايشهم مع الأغلبية المسلمة. بدأنا بتأسيس شبكة حوار عربية تجمع دولًا مثل لبنان والأردن وتونس والمغرب والإمارات العربية المتحدة وسوريا لإجراء حوار عربي أوروبي”.
أوضح لوقا أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة أدت إلى تأجيل الحوار العربي الأوروبي لهذا العام، نتيجةً لتوقف حركة الطيران في بعض الدول المشاركة. ويهدف الحوار إلى إرساء السلم الاجتماعي، وفي ظل مأساة حرب غزة، إلى الضغط على الآليات الدولية لتحقيق العدالة.
وأكدت أن منهجية المنتدى لا تتمثل في إصدار توصيات نهائية، بل في ممارسة فلسفة الحوار ذاتها، والاتفاق على تنظيم جهود مشتركة في مجالات محددة، تختلف بحسب المرحلة والاحتياجات على المستويين الدولي والمحلي.