براءة فيلم لورانس العرب من إشعال خصومة رشدي أباظة وعمر الشريف بعد 63 عاما من عرضه

رغم مرور أكثر من 63 عاماً على عرض فيلم “لورانس العرب”، ووفاة نجم الفيلم العالمي عمر الشريف قبل عقد من الزمن، لا تزال قصة شائعة تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مفادها أن الفيلم كان سبب الخلاف بين “دون جوان” رشدي أباظة وعمر الشريف.
يُحكى أنه أثناء تصوير فيلم “في بيتنا رجل” في مصر، زار المخرج الإنجليزي ديفيد لين رشدي أباظة بعد ترشيحه للدور الرئيسي في فيلم “لورانس العرب”. دفعه إعجابه بأداء عمر الشريف إلى تجربة أداء للممثلين، لكن رشدي رفض بغضب، مُدّعيًا أن لديه خبرة تمثيلية كافية تؤهله لذلك. وافق عمر، وحصل أباظة على الدور، الذي قفز به إلى الشهرة العالمية. وهكذا، كما تُحكى القصة، بدأ الخلاف.
إلا أن شهادة الفنان الراحل أحمد رمزي، الصديق المقرب لكليهما، دحضت هذه الرواية تمامًا. ففي حواره مع صفاء أبو السعود في برنامج “ساعة صفاء”، أكد رمزي أن الخلاف بين رشدي وعمر بدأ قبل انطلاق مشروع “لورانس العرب”، وأنه رغم محاولات الصلح العديدة، لم يكن يعلم أسبابه. وقال: “لم يكن عمر ورشدي يُعجبان ببعضهما إطلاقًا. حاولتُ كل شيء وفشلتُ. كنتُ أستمتع بقضاء الأمسيات معهما، لكنني كنتُ أضطر للقاء كلٍّ منهما على حدة لمنعهما من اللقاء”.
نفى رمزي بشدة أن يكون عمر الشريف قد “سرق” الدور من رشدي. وأكد أنه لم يُرشح أصلًا للفيلم، وأن المنتج البريطاني كان يبحث عن دور رئيسي لفترة طويلة قبل أن يشاهد عمر ويقرر اختياره. طلب مشاهدة العديد من الأفلام العربية على أمل العثور على دور مناسب، منها فيلم “في بيتنا رجل”. وأعرب عن إعجابه بأداء الشريف وحاول التواصل معه على الفور.
أشار رمزي أيضًا إلى أن شهرة عمر الشريف العالمية تعود إلى صديقه المقرب عبد اللطيف البغدادي، وزير الحربية الأسبق (1953-1954)، الذي حصل له على جواز سفر، وبدأ بذلك مسيرته الفنية خارج مصر. وأكد أن تصريحاته لم تكن نابعة من حبه للرجلين أو محاولة لطمس ماضيهما، بل رغبة في كشف الحقيقة.
وهذا يدحض الاتهام المستمر منذ عقود، ويظل الخلاف بين رشدي أباظة وعمر الشريف لغزاً، ولا يزال سره مجهولاً حتى الآن بالنسبة لأقرب المقربين منهما.