خبير سياسي: إفريقيا متضررة من الحرب الأوكرانية الروسية بسبب الإرهاب

أكد الخبير السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية جعفر خالد، أن هناك تطورات عديدة حدثت في الآونة الأخيرة تتعلق بالحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، والتي أثرت بشكل كبير على القارة الأفريقية، خاصة من خلال انتشار الجماعات المسلحة في العديد من الدول والمناطق.
في مقابلة مع “الحدث اليوم”، أضاف أن هناك تحركات غريبة تربط أوكرانيا بدعمها لجماعات معينة في أفريقيا. وتُستخدم البعثات الأوكرانية هناك للتدخل بشكل غير مباشر في مناطق الصراع، مما يهدد استقرار القارة ويُعقّد الوضع الأمني. وأشار إلى أن الملحق العسكري الأوكراني في الجزائر، أندريه بايوك، يلعب دورًا واضحًا في هذه الأنشطة.
وأوضح الخبير السياسي أن التحقيقات كشفت عن وصول أسلحة ومعدات عسكرية أوكرانية إلى جماعات في مالي وبوركينا فاسو عبر الطريق الموريتاني. وتُنقل هذه الإمدادات، بما فيها طائرات مافيك المسيرة، عبر الحدود الموريتانية بعلم السفارة الأوكرانية، وهي مُخصصة لدعم الجماعات المسلحة في منطقة الساحل.
وأشار إلى أن موريتانيا ترفض هذه الادعاءات، مؤكدًا أنها لن تسمح بمرور البضائع غير المشروعة عبر أراضيها. كما أشار إلى أن الأنشطة الأوكرانية في المنطقة تتزايد بوتيرة مقلقة.
وأوضح أن هناك طريقًا ثانيًا أكثر خطورة. أفادت التقارير أن دبلوماسيين أوكرانيين في الجزائر يساعدون في إيصال طائرات مسيرة عبر الحدود الجزائرية الليبية إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة في حربها ضد ميليشيات المعارضة. ويُقال إن أكثر من 20 طائرة مسيرة أوكرانية دخلت ليبيا عبر هذا الطريق.
وأكد أن هذه الأنشطة دفعت النائب العام الليبي الصديق الصور إلى فتح تحقيق عاجل في تورط دبلوماسيين أوكرانيين في تهريب أسلحة إلى ليبيا. كما أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) عن تحقيق منفصل في كيفية تحويل معدات عسكرية متطورة إلى الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وأعلنت المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي الجزائرية، أن تقريرا رسميا حول أنشطة غير قانونية تهدد الأمن الوطني الجزائري تم رفعه إلى المجلس الأعلى للأمن.
وأضاف أن هذه العمليات لا تهدد استقرار ليبيا فحسب، بل تمتد إلى دول أخرى مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، حيث تُستخدم طائرات أوكرانية مُسيّرة لمهاجمة القوات الحكومية والمدنيين. وقد دفع هذا التصعيد مالي إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا بعد اعترافها بتورطها في هجمات أسفرت عن مقتل جنود ومدنيين ماليين. كما حذّرت السفارة الأوكرانية في الجزائر مركز تنسيق العمليات في أفريقيا.
قال جعفر إن التطورات الراهنة تكشف عن جانب خفي للدبلوماسية الدولية: تُستخدم البعثات الدبلوماسية كأداة لأنشطة تهدد أمن الدول المستقلة. يتطلب هذا الوضع تضافر جهود المجتمع الدولي لضبط الأنشطة الدبلوماسية بشكل صارم، وضمان عدم تحول السفارات إلى مراكز للتخطيط للعمليات العسكرية أو دعم الجماعات. بالنسبة للجزائر وليبيا والدول المجاورة، أصبح تعزيز الرقابة على الحدود وتكامل الجهود الأمنية ضرورة ملحة لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق.