صور.. مصرع وإصابة العشرات في حادث قطار بموقع سياحي شهير بالبرتغال

عند الفجر، أمكن رؤية الحطام المتناثر لقطار “جوريا” الجبلي الأصفر المميز في لشبونة، البرتغال، بعد خروجه عن مساره وتحطمه يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل 16 شخصًا على الأقل وإصابة 21 آخرين.
منذ عام 1885، ينقل هذا القطار الجبلي المائل السكان المحليين والزوار لبضع مئات من الأمتار صعودًا وهبوطًا على طول شارع شديد الانحدار مرصوف بالحصى، ويربط ساحة ريستاورادوريس، وهي ساحة حيوية تخلد ذكرى استقلال البرتغال عن إسبانيا، بمنطقة بايرو ألتو.
ولكن يوم الأربعاء، ومع بدء ساعة الذروة المسائية، خرجت إحدى السيارتين عن مسارها، وسقطت بسرعة في الشارع واصطدمت بمبنى، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
أظهرت اللقطات جهود إنقاذ يائسة. تم انتشال بعض الركاب من إحدى العربات المحطمة، بينما تسلق آخرون من نوافذ عربة أخرى تحت القضبان وسط دخان كثيف.
انتشل ضابط شرطة طفلاً ألمانيًا يبلغ من العمر ثلاث سنوات من بين الأنقاض. وتوفي والد الطفل في الحادث، ولا تزال والدته في حالة حرجة، وفقًا لشبكة CNN البرتغالية.
وقال رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو، بعد ظهر اليوم الخميس، إن 16 شخصا قتلوا في الحادث، بعد أن كانت السلطات قد أعلنت في وقت سابق مقتل 17 شخصا.
يمكن لقطار جوريا الجبلي المائل أن يحمل أكثر من 40 راكبًا ويتكون من عربتين متصلتين بكابل فولاذي، حيث تعمل كل عربة كثقل موازن للأخرى.
وقالت شاهدة عيان إنها شاهدت إحدى المركبات تتحطم “بسرعة كبيرة” و”بدون فرامل”.
وأضافت لقناة إس آي سي البرتغالية: “لقد ضرب المبنى بقوة هائلة وتفكك مثل صندوق من الورق المقوى”.
وقالت فرق الإنقاذ إن جميع الضحايا تم انتشالهم من تحت الأنقاض خلال ساعتين فقط، مع تواجد العشرات من رجال الإنقاذ في الموقع.
وأعلنت نقابة سيترا في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أن أحد أعضائها كان من بين القتلى.
وقالت السلطات المحلية إنه من السابق لأوانه تحديد سبب الحادث.
لكن إدارة الإطفاء في لشبونة أفادت بأن كابلا على طول المسار انكسر، مما تسبب في خروج القطار عن السيطرة واصطدامه بمبنى قريب، حسبما ذكرت صحيفة أوبسيرفادور البرتغالية.
ومع اتضاح حجم الكارثة، استيقظت البرتغال يوم الخميس على إعلان الحكومة الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام.
وشمل التعليق أيضًا إلغاء مهرجان الكتاب في قصر بيليم، والذي كان من المقرر أن يقام من الخميس إلى الأحد ويشمل توقيع الكتب وحفلات موسيقية وألعاب.
وأعرب الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا عن تعازيه للأسر المتضررة من الحادث الذي وصفه عمدة لشبونة كارلوس مويداس بأنه “مأساة لم يسبق لها مثيل”.
كما أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن تعازيها، في حين قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إنه “صُدم بالحادث المروع”.
وبحسب وسائل إعلام محلية، قرر مجلس مدينة لشبونة تعليق تشغيل الترام الأخرى في المدينة وأمر بإجراء فحوص فورية.
وتحقق الشرطة حاليا في مكان الحادث، فيما أعلنت النيابة العامة عن فتح تحقيق رسمي، كما هو معتاد في حوادث النقل العام.
وكان حادث آخر قد وقع على نفس الخط في مايو/أيار 2018، عندما خرج قطار عن مساره بسبب سوء صيانة العجلات، وفقًا لرويترز. ولم يُسفر الحادث عن وفيات.
استقبلت لشبونة حوالي 8.5 مليون سائح في العام الماضي، وكثيراً ما تتشكل طوابير طويلة للاستمتاع بالرحلة القصيرة على متن قطار جوريا.
تم إعلان القطار الجبلي المائل نصبًا تذكاريًا وطنيًا، ووفقًا لهيئة السياحة، يستخدمه حوالي ثلاثة ملايين مسافر سنويًا.