جدل واسع بعد افتتاح “كافيه نوتيلا” في غزة وسط المجاعة (فيديو)
الوكالات
أثار مقطع فيديو ترويجي لافتتاح مقهى نوتيلا جديد في مدينة غزة غضبا وانتقادات شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي يواجه فيه سكان غزة وضعا إنسانيا مزريا، بما في ذلك المجاعة ونقص الغذاء.
وأظهر الفيديو، الذي نُشر على صفحة المقهى على موقع إنستغرام والتي يتابعها نحو 20 ألف شخص، لقطات ترويجية للمطعم، مصحوبة بشعارات تسويقية مثل: “في قلب الحصار، يولد اليوم مكان للتذوق والأمل… نوتيلا ليست مجرد مقهى، بل رسالة مفادها أنه على الرغم من الألم، فإن غزة تخلق الحياة بطريقتها الخاصة”.
لكن افتتاح المقهى الذي يقدم منتجات يتردد أنها نادرة بسبب الحصار الإسرائيلي، أثار تساؤلات حول كيفية الحصول على المواد اللازمة في ظل نقص الغذاء والصعوبات في الحصول على الضروريات الأساسية.
ألف مبروك افتتاح مقهى في #غزة
أعجبني الديكور. pic.twitter.com/WFyxT3VPTe
— مؤيد التركيت (@MoayadAlterkait) 3 سبتمبر 2025
ويرى عدد من الناشطين أن هذه المشاهد ترسم صورة “غير واقعية” للواقع في غزة، ويمكن استخدامها لترويج رواية إسرائيلية تنكر وجود مجاعة أو أزمة إنسانية ساحقة.
كتب مستخدم تويتر على منصة X: “نوتيلا تفتتح مقهى في غزة؟ ما الذي يحدث؟ اشرحوا لنا!”. وتساءلت مستخدمة تُدعى نينا: “أين غزة هذه؟ هل هذه هي غزة نفسها التي نراها تُعاني من القصف والجوع، أم أن هناك غزة أخرى؟” وأضافت أن الأموال كان ينبغي أن تُخصص للمحتاجين بدلاً من الاستثمار في رفاهية لا تتوفر للجميع.
وفي منشور على فيسبوك، شككت سيدة في صحة المقطع، قائلة: “المشهد غير منطقي، وما نراه من دمار وجوع لا يدل على وجود مثل هذه المقاهي”.
علّقت الناشطة الغزية ميرا صيام قائلةً: “صُدمتُ عندما شاهدتُ الفيديو. من أين حصلوا عليه؟ وكيف استطاعوا فتحه؟” وكتب عمر محمد: “أنتم تُقدّمون صورةً غير واقعية لشعبٍ يُعاني من إبادة جماعية، وتُظهرون ترفًا لا وجود له. وهذا يُضرّ بقضيتنا”.
يأتي هذا في وقت يشهد فيه قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة. ففي 22 أغسطس/آب، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا حالة المجاعة في قطاع غزة، وأكدت أن نحو 500 ألف شخص يعانون من جوع كارثي، وفقًا لتقرير تصنيف مراحل الأمن الغذائي.
ألقت الأمم المتحدة باللوم على إسرائيل في تفاقم الأزمة، مشيرةً إلى عرقلتها الممنهجة لإيصال المساعدات. ويعود ذلك تحديدًا إلى تشديد الحصار منذ مارس/آذار من العام الماضي، مما أدى إلى حظر كامل على استيراد المساعدات. وخُففت بعض القيود في نهاية مايو/أيار.
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ست وفيات جديدة بسبب الجوع وسوء التغذية خلال 24 ساعة فقط، من بينهم طفل. وبذلك، يرتفع عدد وفيات المجاعة إلى 367، من بينهم 131 طفلاً. ومنذ بدء المجاعة، توفي 89 شخصًا، من بينهم 16 طفلاً.
