بالآلاف.. إثيوبيا تكشف حصيلة خسائرها البشرية في بناء سد النهضة

على الرغم من أن الحكومة الإثيوبية تفتخر ببناء سد النهضة الإثيوبي الكبير على نهر النيل، فإن ما تعتبره أديس أبابا إنجازًا وطنيًا تميز بمأساة حيث مات الآلاف من الأشخاص أثناء البناء.
في حين يروج رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للسد باعتباره حجر الزاوية في النهضة المستقبلية لبلاده، كشفت التقارير أن نحو 15 ألف مواطن إثيوبي لقوا حتفهم خلال فترة بنائه التي استمرت 14 عاما، وفقا لموقع “إثيو نيجري” .
وأكد وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتموا عطيفة صحة عدد قتلى البناء، مشيرا إلى أن هذا الرقم لا يشمل المهندسين فقط بل أيضا السكان والسائقين وقوات الأمن الذين دعموا المشروع بطرق مختلفة.
على الرغم من الدعوات لتكريم بعض الذين لقوا حتفهم أثناء بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير، مثل مدير المشروع السابق سيمجنيو بيكيلي، تصر الحكومة الإثيوبية على أن السد هو “إنجاز جماعي وإرث مشترك لجميع الإثيوبيين”.
اعتبر وزير الطاقة الإثيوبي سد النهضة الإثيوبي الكبير، المبني على النيل الأزرق في منطقة شنقول-قماز، رمزا لسيادة بلاده وتصميمها الطويل، ووصفه بأنه “بداية أعظم رحلة لإثيوبيا”.
لكن مقتل 15 ألف شخص أثناء بناء سد النهضة يثير تساؤلات حول معايير السلامة والخسائر البشرية الناجمة عن سد النهضة الإثيوبي الكبير.
وبينما تحتفل أديس أبابا بإكمال بناء السد واقتراب موعد افتتاحه، تتصاعد التوترات مع دول المصب، وخاصة مصر والسودان، بسبب المخاوف من تأثر حصتها من مياه النهر العابر للحدود.
وانتقدت القاهرة الإجراءات الأحادية الجانب التي اتخذتها إثيوبيا، واعتبرتها تهديدا للأمن المائي المصري.
ومع ذلك، زعم وزير المياه والطاقة الإثيوبي أن أديس أبابا ملتزمة بمذكرة التفاهم الموقعة عام ٢٠١٥ مع مصر والسودان. وأشار إلى أن بلاده أبلغت الدول المجاورة بالوضع الراهن، وزعم أن “سد النهضة الإثيوبي الكبير ساهم في الحد من الفيضانات الموسمية في السودان ومصر”.
تحدث هبتموا عن “التطورات الأحادية” التي اتخذتها مصر بشأن نهر النيل، بما في ذلك خطط بناء مدينة باستخدام مياه النيل دون تشاور مسبق مع إثيوبيا ودول حوض النيل. وقال: “كان ينبغي عليهم التشاور معنا. لم نتلقَّ ردًا على استفساراتنا الرسمية”.
بينما يدّعي هابتامو أن “النيل ملكٌ لنا جميعًا”، يُؤكّد أن إثيوبيا لا تنوي التراجع عن مشاريعها المستقبلية على نهر النيل، دون الكشف عن أي تفاصيل حول خططها المُحدّدة. وفي الوقت نفسه، يُؤكّد أن “تنمية بلاده لن تُؤثّر على المصريين، وأن أي مبادرات مُستقبلية مُماثلة ستُراعي التعاون الإقليمي”.
وتتضمن الخطط المستقبلية لإثيوبيا بناء مدينة جديدة بالقرب من سد النهضة الإثيوبي الكبير، والتي ستكون بمثابة مركز للترفيه والسياحة والنمو الاقتصادي.
صرح الوزير الإثيوبي بأنه من المتوقع حضور شخصيات أفريقية بارزة حفل افتتاح سد النهضة الإثيوبي الكبير، بما في ذلك دعوات من دول حوض النيل ودول أخرى. وأضاف أن المشروع “ليس مشروعًا للإثيوبيين فحسب، بل لجميع الأفارقة”.
وقال وزير الخارجية الإثيوبي إن العمل جار حاليا على إنشاء مفوضية حوض النيل، فيما تصر أديس أبابا على التعاون مع دول المنبع التي وقعت على اتفاقية التعاون الإطاري، وتؤكد استعدادها لضم مصر والسودان إذا قررتا المشاركة مرة أخرى.
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن الاستخدام العادل لموارد النيل ليس جريمة ولا خطأ، بل حق طبيعي لدول المصب. وأكد أن إثيوبيا تستخدم موارد النهر بشكل محدود فقط، ولا تأخذ ما لا يخصها.
في مقابلة تلفزيونية مع إذاعة فانا الإثيوبية، زعم أن سد النهضة الإثيوبي الكبير يخزن 74 مليار متر مكعب من مياه النهر، ومع ذلك يستمر تدفق النيل إلى الدول المجاورة. وأشار إلى أنه من المستحيل علميًا وعمليًا إيقاف تدفق المياه لأن السد غير مصمم لذلك.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن ما تم تحقيقه بسد النهضة هو البداية فقط، وتابع: “بدأنا بمشروع واحد، ولكن يمكننا بناء المزيد من السدود في حوض النيل لتوليد كميات هائلة من الطاقة، ليس فقط لإثيوبيا بل للمنطقة بأكملها وحماية البيئة”.
وأكد أن إثيوبيا ملتزمة التزامًا راسخًا بعدم الإضرار بدول المصب. والغرض من السد هو توليد الكهرباء وإدارة الموارد المائية لتحقيق التنمية المشتركة. وقال: “لن نحرم أحدًا من حقوقه المائية”.
اقرأ أيضاً:
إثيوبيا: بدأنا مشروعًا ويمكننا بناء المزيد من السدود على النيل
أكدت مصر والسودان رفضهما إدخال دول أخرى في حوض النيل في أزمة سد النهضة الإثيوبي.