مصر والسودان يؤكدان رفضهما إقحام باقي دول حوض النيل في أزمة سد النهضة

منذ 2 أيام
مصر والسودان يؤكدان رفضهما إقحام باقي دول حوض النيل في أزمة سد النهضة

عُقدت في القاهرة يوم الأربعاء الجولة الثانية من اجتماعات وزيري الخارجية والزراعة في مصر والسودان، في إطار آلية التشاور 2+2. وشارك في الاجتماعات وزراء ووفود من الجانبين. وجرت المحادثات في أجواء ودية وإيجابية، اتسمت بالتفاهم المتبادل وعزم الجانبين على توسيع آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، اللذين تربطهما روابط أخوية وتاريخية وجغرافية على ضفاف نهر النيل الخالد.

وركزت المحادثات على التطورات الراهنة في قضية النيل وتقييم النتائج التي تحققت في تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين خلال الجولة الأولى من اجتماعات آلية 2+2 في فبراير 2025.

ناقش الجانبان مجالات التعاون المائي وسبل تطويره بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين. واتفقا على ضرورة ضمان الأمن المائي لحوضي النيل الأدنى، والتعاون لحماية كامل حقوقهما المائية واستخداماتها، بما يتوافق مع النظام القانوني لنهر النيل، وفي إطار مبدأ مجتمع المصالح المشتركة والحقوق المتساوية، وبما يتوافق مع القانون الدولي واتفاقية عام ١٩٥٩ المبرمة بين البلدين. كما اتفقا على ضرورة تنسيق مواقفهما في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، لا سيما فيما يتعلق بحقوقهما المائية، ومواءمتها بشكل كامل.

أكد الجانبان على الصلة الوثيقة بين الأمن المائي السوداني والمصري، وأكدا رفضهما القاطع لأي إجراءات أحادية في حوض النيل الشرقي من شأنها الإضرار بمصالحهما المائية. كما أكدا التزامهما بتكثيف التشاور والتنسيق، ومواصلة جهودهما المشتركة للعمل مع دول مبادرة حوض النيل لاستعادة التوافق، وإعادة مبادرة حوض النيل إلى أسسها التوافقية التي بُنيت عليها، والحفاظ عليها كآلية تعاون شاملة تضم جميع دول الحوض، وتمثل ركيزة أساسية للتعاون المائي الذي يعود بالنفع على جميع دول حوض النيل.

تناولت المشاورات أيضًا تطورات السد الإثيوبي. واتفق الطرفان على أن السد الإثيوبي، الذي ينتهك القانون الدولي، له آثار خطيرة على دولتي المصب، ويشكل تهديدًا مستمرًا لاستقرار حوض النيل الشرقي، وفقًا لما يقتضيه القانون الدولي. وينطبق هذا تحديدًا على المخاطر الجسيمة الناجمة عن الخطوات الأحادية التي اتخذتها إثيوبيا لملء السد وتشغيله، بالإضافة إلى المخاطر على سلامة السد، وتصريف المياه غير المنضبط، وإدارة الجفاف.

أكد الجانبان على ضرورة تعديل إثيوبيا لسياستها في حوض النيل الشرقي لاستعادة التعاون بين الدول المشاطئة. وأكدا أن قضية السد الإثيوبي لا تزال موضع خلاف بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، ورفضا أي مساعي لإقحام الدول المشاطئة الأخرى في هذا النزاع.

أكد الطرفان مجدداً على مواقفهما الثابتة تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة مبادرة حوض النيل وآلية التشاور الخاصة بها مع الدول التي لم تنضم إلى الاتفاقية الإطارية. كما أكدا على الدور البارز للجنة الفنية المشتركة الدائمة لمياه النيل، المنصوص عليها في اتفاقية عام ١٩٥٩. وتُعنى هذه الهيئة بدراسة وصياغة موقف موحد للبلدين بشأن قضايا مياه النيل. كما أكدا على ضرورة ضمان انتظام عمل اللجنة وتقديم الدعم الفني واللوجستي لها لتمكينها من أداء مهامها على النحو المنشود. كما أكدا على أن الاجتماع المقبل للجنة مقرر في أكتوبر المقبل، على هامش أسبوع المياه الدولي بالقاهرة.

تناولت المحادثات أيضًا العلاقات الثنائية العامة بين البلدين الشقيقين. وأكد الجانبان التزامهما بتعزيز وتعميق العلاقات الراسخة بين الشعبين. واتفقا على أهمية استمرار الزيارات الرسمية المتبادلة على مختلف المستويات. كما أكد الجانبان رفضهما لأي تهديد لوحدة السودان وسلامة أراضيه، وعزمهما على تعزيز التعاون المشترك لاستعادة الاستقرار في السودان الشقيق.

ناقش الجانبان سبل تعزيز مشاريع التنمية بين البلدين، بما ينعكس إيجابًا على التعاون القطاعي وتعزيزه. وشرح الجانب السوداني أولويات الدولة السودانية وتوجهاتها في عملية إعادة الإعمار.

في هذا السياق، أعرب الجانب المصري عن دعمه لكافة جهود حكومة الأمل في إعادة إعمار السودان، مؤكدًا دعمه للجهود المشتركة لدعم مختلف القطاعات في السودان بما يحقق المصلحة المشتركة، لا سيما استقراره. وأعرب الجانب السوداني عن تقديره للتسهيلات التي قدمتها مصر لأشقائها في السودان فيما يتعلق بالعودة الطوعية للمواطنين السودانيين، ورحب باللقاءات الرسمية الجارية لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق، وتكثيف التعاون التدريبي في مختلف المجالات، بما في ذلك بين وزارة الموارد المائية والري المصرية ووزارة الزراعة والري السودانية. ورحب الجانب المصري بتلبية الاحتياجات التدريبية العاجلة لكوادر وزارة الزراعة والري السودانية، لارتباطها الوثيق بجهود إعادة الإعمار، في ضوء نتائج الاجتماعات المشتركة لفريق إعادة الإعمار.


شارك