مصر والسودان يتفقان على ضرورة تأمين الأمن المائي لدولتي المصب

منذ 5 ساعات
مصر والسودان يتفقان على ضرورة تأمين الأمن المائي لدولتي المصب

• مصر والسودان: إن السد الإثيوبي الذي ينتهك القانون الدولي له عواقب وخيمة على الدولتين الواقعتين أسفل النهر ويشكل تهديدا مستمرا لاستقرار الوضع في حوض النيل الشرقي.

• مصر والسودان: على إثيوبيا تعديل سياستها في حوض النيل الشرقي لاستعادة التعاون بين دول الحوض.

انعقدت اليوم الأربعاء، الموافق 3 سبتمبر 2025، بالقاهرة الجولة الثانية من اجتماعات آلية التشاور 2+2 لوزراء الخارجية والزراعة في جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان. وشارك في الاجتماعات وزراء ووفود من الجانبين. وجرت المحادثات في أجواء ودية وإيجابية، اتسمت بالتفاهم المتبادل وعزم الجانبين على فتح آفاق أوسع للتعاون بين البلدين الشقيقين، اللذين تربطهما روابط أخوية وتاريخية وجغرافية عبر نهر النيل الخالد.

وبحسب بيان لوزارة الخارجية، فقد ناقشت المحادثات آخر التطورات في قضية نهر النيل، واستعرضت النتائج التي تحققت في تنفيذ الاتفاقيات التي توصل إليها البلدان خلال الجولة الأولى من اجتماعات آلية 2+2 في فبراير 2025.

ناقش الجانبان مجالات التعاون المائي وسبل تطويره بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين. واتفقا على ضرورة ضمان الأمن المائي لحوضي النيل الأدنى، والتعاون لحماية كامل حقوقهما المائية واستخداماتها، بما يتوافق مع النظام القانوني لنهر النيل، وفي إطار مبدأ مجتمع المصالح المشتركة والحقوق المتساوية، وبما يتوافق مع القانون الدولي واتفاقية عام ١٩٥٩ المبرمة بين البلدين. كما اتفقا على ضرورة تنسيق مواقفهما في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، لا سيما فيما يتعلق بحقوقهما المائية، ومواءمتها بشكل كامل.

وأكد الجانبان على الارتباط الوثيق بين الأمن المائي السوداني والمصري، وأكدا رفضهما التام لأي إجراءات أحادية الجانب في حوض النيل الشرقي من شأنها الإضرار بمصالحهما المائية.

أكدوا على ضرورة تعزيز التشاور والتنسيق، ومواصلة جهودهم المشتركة مع دول مبادرة حوض النيل لاستعادة التوافق، وإعادة مبادرة حوض النيل إلى أسسها التوافقية. وأكدوا على ضرورة الحفاظ عليها كآلية تعاون شاملة تضم جميع دول الحوض، وتمثل حجر الزاوية في التعاون المائي لما فيه مصلحة جميع دول حوض النيل.

تناولت المشاورات أيضًا تطورات السد الإثيوبي. واتفق الطرفان على أن السد الإثيوبي، الذي ينتهك القانون الدولي، له آثار خطيرة على دولتي المصب، ويشكل تهديدًا مستمرًا لاستقرار الوضع في حوض النيل الشرقي بموجب القانون الدولي. وينطبق هذا بشكل خاص على المخاطر الجسيمة التي تشكلها خطوات إثيوبيا الأحادية الجانب لملء السد وتشغيله، وكذلك على سلامة السد، وتصريفات المياه غير المنضبطة، وإدارة الجفاف. ويجب على إثيوبيا تكييف سياساتها في حوض النيل الشرقي لاستعادة التعاون بين دول المصب.

وأكد الجانبان أن قضية السد الإثيوبي تظل نقطة خلاف بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) ورفضا كافة المساعي لإشراك الدول الأخرى المشاطئة في هذه القضية الخلافية.

أكد الطرفان ثبات مواقفهما تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما مبادرة حوض النيل وآلية مشاوراتها مع الدول التي لم تنضم إلى الاتفاقية الإطارية. كما أكدا على الدور المحوري للجنة الفنية المشتركة الدائمة لمياه النيل، المنشأة بموجب اتفاقية عام ١٩٥٩، والمكلفة بدراسة وصياغة الموقف المشترك للبلدين بشأن قضايا مياه النيل. كما أكدا على ضرورة ضمان انتظام عمل اللجنة وتقديم الدعم الفني واللوجستي لها لتمكينها من أداء مهامها على النحو المطلوب. علاوة على ذلك، يجب بذل الجهود لعقد اجتماعها القادم في أكتوبر المقبل، على هامش أسبوع المياه الدولي بالقاهرة.

تناولت المحادثات أيضًا العلاقات الثنائية العامة بين البلدين الشقيقين. وأكد الجانبان التزامهما بتعزيز وتعميق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين. واتفقا على أهمية استمرار الزيارات الرسمية المتبادلة على مختلف المستويات. كما أكد الجانبان رفضهما لأي تهديد لوحدة السودان وسلامة أراضيه، وعزمهما على تعزيز التعاون المشترك لاستعادة الاستقرار في السودان الشقيق.

ناقش الجانبان سبل تعزيز مشاريع التنمية بين البلدين، بما ينعكس إيجابًا على التعاون القطاعي وتعزيزه. وشرح الجانب السوداني أولويات الدولة السودانية وتوجهاتها في عملية إعادة الإعمار.

في هذا السياق، أعرب الجانب المصري عن دعمه لكافة جهود حكومة الأمل في إعادة إعمار السودان، مؤكدًا دعمه للجهود المشتركة لدعم مختلف القطاعات في السودان بما يحقق المصلحة المشتركة، لا سيما استقراره. وأعرب الجانب السوداني عن تقديره للتسهيلات التي قدمتها مصر لأشقائها في السودان فيما يتعلق بالعودة الطوعية للمواطنين السودانيين، ورحب باللقاءات الرسمية الجارية لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق، وتكثيف التعاون التدريبي في مختلف المجالات، بما في ذلك بين وزارة الموارد المائية والري المصرية ووزارة الزراعة والري السودانية. ورحب الجانب المصري بتلبية الاحتياجات التدريبية العاجلة لكوادر وزارة الزراعة والري السودانية، لارتباطها الوثيق بجهود إعادة الإعمار، في ضوء نتائج الاجتماعات المشتركة لفريق إعادة الإعمار.

 


شارك