شيخ الأزهر في ذكرى المولد النبوي: دعوة النبي جاءت رحمة للعالمين وشاملة للبشر كافة

منذ 2 ساعات
شيخ الأزهر في ذكرى المولد النبوي: دعوة النبي جاءت رحمة للعالمين وشاملة للبشر كافة

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذا العام له خصوصية خاصة، إذ يتزامن مع مرور 1500 عام على مولد النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن هذه الذكرى لا تتكرر إلا كل مائة عام.

في كلمته خلال احتفالات المولد النبوي الشريف، التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمركز المنارة للمؤتمرات، أكد فضيلة الإمام الأكبر أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد ميلاد قائد أو قائد أو مُصلح، وإن كان قد جسّدَ كل هذه الصفات وأكثر، بل كان في جوهره ميلاد الرسالة الإلهية الخاتمة التي بُعث بها النبي الكريم إلى البشرية جمعاء.

وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث بهذه الرسالة وهو في الأربعين من عمره، وقضى ثلاثة عشر عامًا في مكة المكرمة، داعيًا إلى التوحيد. ثم هاجر إلى المدينة المنورة وهو في الثالثة والخمسين من عمره، ومكث فيها عشر سنوات قبل أن يلقى ربه وهو في الثالثة والستين من عمره. وأوضح أن ذكرى هذا العام تُمثل علامة فارقة في التاريخ الإسلامي والإنساني، إذ تُصادف الذكرى الألف والخمسمائة لمولده المبارك.

وأضاف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أن القرآن الكريم يؤكد عالمية رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، قائلاً: “يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير”. ويقول تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَسُولًا لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنذِيرًا، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بقوله: “أُرسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كُلِّهِ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ”.

أشار الإمام الطيب إلى أن دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- الخاتمة كانت موجهة إلى الناس أجمعين، بغض النظر عن الزمان والمكان والظروف. وهذا تطلّب إعدادًا إلهيًا خاصًا من النبي الكريم، من حيث قوته العقلية والجسدية، لتحمل هذا العبء الثقيل الذي حمله الله على عاتقه. واستشهد بقوله تعالى: {إِنَّا سَنَقْضِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}، وقوله تعالى: {إِنَّ أَوْقَاتَ اللَّيْلِ أَجْمَعَ وَأَقْصَى قَوْلًا}.

أكد سماحة الإمام الأكبر أن الرحمة من أبرز صفات النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه استحق بها أن يكون “رحمة للعالمين”. ودعا الله أن يجعل هذه الذكرى العطرة فاتحة خير وفرج للمستضعفين والمظلومين في جميع أنحاء العالم.


شارك