قانونيون: مكاتب المساعدة في المحاكم العمالية تقدم إرشادا للعامل وليست بديلا للمحامي

خالد علي: الثقة بين المواطن ومحاميه هي الركيزة الأساسية للنظام القانوني.
عبد المقصود: مكاتب المساعدة وظيفتها فقط تقديم المشورة والتوعية.. والمحاماة تبقى الحصن الأهم للدفاع عن العمال.
حمدان مبارك: قانون العمل الجديد يمثل نقلة نوعية ويسمح للعمال برفع الدعاوى القضائية دون الحاجة لمحامي.
أشاد المحامون بقرار وزير العدل بإنشاء مراكز استشارات قانونية لموظفي المحاكم، معتبرين ذلك خطوةً مهمةً في سبيل توعية الموظفين والمتقاضين ودعمهم في إنفاذ حقوقهم، لا سيما غير القادرين على تحمل تكاليف المحامي. مع ذلك، يبقى دور مركز الاستشارات استشاريًا بحتًا، وليس بديلًا عن التمثيل القانوني.
تهدف وزارة العدل من خلال هذا القرار إلى تسهيل وصول العمال والمتقاضين إلى العدالة، وتوفير الاستشارات القانونية المجانية، مما يُسهم في حماية حقوق العمال وتنظيم إجراءات التقاضي. ويأتي ذلك في إطار تطبيق قانون العمل الجديد رقم 14 لسنة 2025.
إن مكاتب المساعدة ليست بديلاً عن المحامي.
صرح المحامي الحقوقي خالد علي بأن المكاتب ستُقام في مقرات محاكم العمل ومواقع أخرى داخل المحاكم الجزئية التي تُعقد فيها هذه المحاكم. وأكد أن القرار يتيح إمكانية تقديم المساعدة القانونية للفئات الأكثر ضعفًا في الوقت الحالي.
وأضاف علي في تصريحٍ لـ”الشروق” أن الفكرة ليست بجديدة، فقد طُبّقت سابقًا في محاكم الأسرة وحققت نتائج إيجابية. إلا أن هذه المكاتب لا تستطيع أن تُغني عن المحامين، مؤكدًا أن علاقة الثقة بين المتقاضين ومحاميهم تبقى ركيزةً أساسيةً في منظومة التقاضي.
تغيير نوعي في حقوق العمال
من جانبه، صرّح المحامي بالنقض، سامي حمدان مبارك، بأن قانون العمل الجديد يواكب التطورات التكنولوجية وسوق العمل الرقمي، ويعزز حقوق العمال، وخاصةً المرأة، ويوفر ضمانات جديدة للعلاقات التعاقدية بما يحقق التوازن بين العامل وصاحب العمل.
وأضاف المحامي لـ«الشروق» أن هذه التطورات تمثل نقلة نوعية في حماية حقوق العمال، حيث مكنت من الوصول إلى العدالة بشكل أسرع وأسهل، وقدمت ضمانات عملية تضمن مزيداً من التوازن والعدالة في علاقة العمل.
وأوضح حمدان أن قانون العمل الجديد أنشأ محاكم عمالية متخصصة ذات اختصاص حصري للنظر في النزاعات العمالية ومنحها صلاحيات واسعة للفصل في القضايا المعروضة أمامها بشكل حاسم وسريع.
وأضاف أن القانون الجديد يسمح للمواطنين برفع قضاياهم إلى المحكمة بأنفسهم بمساعدة هيئات المساعدة القانونية لتسهيل قضيتهم وتخفيف أعباء التقاضي بما في ذلك التكاليف والرسوم والإجراءات المعقدة المرتبطة بها.
– الاستشارات القانونية وقضايا الفصل التعسفي
أكد المحامي وليد عبد المقصود على أهمية تقديم المشورة القانونية للمتقاضين عند رفع الدعاوى القضائية، لا سيما في قضايا الفصل التعسفي وغيرها من النزاعات التي يواجهها الموظفون. وأكد أن هذه المشورة تساعدهم على حماية حقوقهم القانونية.
وحول الجدل الدائر حول إلغاء دور المحامين في رفع الدعاوى بعد استحداث مكاتب المساعدة القانونية في قانون العمل الجديد، أوضح عبد المقصود في تصريح لـ«الشروق»، أن دور هذه المكاتب يقتصر على تقديم الاستشارات والتوجيه القانوني للعمال، ولا يمكنها القيام بمهام المحامين.
وأضاف أن مهنة المحاماة تظل القوة الدفاعية الأساسية لعملائها أمام المحاكم، وهي ضرورية لضمان العدالة وحماية حقوق العمال والمدعين.
– إنشاء مراكز استشارية لقانون العمل
وينص قرار وزير العدل على إنشاء مكاتب مزودة بالمباني المناسبة في مقر كل محكمة عمالية وفي كل جلسة محكمة ضمن اختصاص المحاكم الجزئية، وأن تكون خدماتها متاحة لأطراف الإجراءات على أساس طوعي ومجاني.
تتكون هذه المكاتب من رئيس وعدد كافٍ من موظفي المحاكم ذوي الخبرة. ويُتخذ القرار بناءً على تعيين رئيس المحكمة الابتدائية المختصة من قِبل وكيل وزارة العدل لشؤون المحاكم المتخصصة، ويرافقه العدد اللازم من الموظفين.
– مهام مركز المساعدة
تؤدي المكاتب عدة مهام بشكل مباشر، منها على وجه الخصوص ربط المتقاضين بالمحكمة المختصة بقضاياهم، وتزويدهم بالمعلومات والوثائق اللازمة لإعداد الدعاوى والطلبات، ومساعدة الموظفين في إيجاد الممثل القانوني لصاحب عملهم وتطبيق قواعد تضامن أصحاب العمل.
تُساعد المكاتب المتقاضين في إجراءات التسجيل والإخطار، بالإضافة إلى صياغة لوائح الدعاوى والدفوع. وتُشير إلى أن توقيع المحامي غير مطلوب لرفع الدعوى. كما تُرشد المتقاضين خلال إجراءات الاستئناف والتنفيذ، وتُوضح بطلان الشروط أو الاتفاقيات التي تُخل بحقوقهم بموجب قانون العمل رقم 14 لسنة 2025.
وتتولى الإدارة العامة لشئون المحاكم العمالية بالمحاكم المتخصصة مسؤولية مراقبة المكاتب والتأكد من انتظام عملها وإعداد خطط التوظيف وتحليل البيانات الشهرية وتوفير الدورات التدريبية والتأهيلية لأعضائها.