من ساو باولو إلى القاهرة.. «آبل فيريرا» إنجازات أوروبية بروح لاتينية لإنقاذ الأهلي

منذ توليه منصب مدرب نادي بالميراس البرازيلي في عام 2020، صنع المدرب البرتغالي آبل فيريرا اسمًا ذهبيًا لنفسه في سجلات كرة القدم في أمريكا اللاتينية، محققًا نجاحًا غير مسبوق للنادي.
قاد المدرب البالغ من العمر 46 عامًا بالميراس إلى لقبين في الدوري البرازيلي (2022-2023)، وكأس البرازيل مرة واحدة، ولقبين متتاليين في كأس ليبرتادوريس (2020-2021)، ولقب واحد في كأس سود أمريكانا، ووصيف كأس العالم للأندية 2021 ضد تشيلسي.
أرقامه وإنجازاته جعلته واحداً من أنجح المدربين في أمريكا الجنوبية على مدى العقد الماضي، وأصبح اسمه يتمتع بحضور قوي في سوق التدريب العالمية.
فيريرا ضد الأهلي.. تجربة مواجهة سابقة
يعرف الأهلي فيريرا جيداً، حيث سبق أن واجهه أكثر من مرة في كأس العالم للأندية، أبرزها عامي 2020 و2021. وظهرت براعة المدرب البرتغالي في الإدارة بشكل واضح في الشوط الثاني، إذ يمتلك قدرة استثنائية على قراءة منافسيه وقلب الطاولة من خلال التغييرات التكتيكية.
وهذا بالضبط ما افتقده النادي الأهلي في الفترة الأخيرة بعد إقالة جوزيه ريبيرو، حيث يعاني الفريق من عدم القدرة على العودة في المباريات المهمة أو تغيير التكتيكات أثناء المباراة.
فلسفة فيريرا الفنية
ويعتمد فيريرا على كرة القدم الحديثة التي تعتمد على الضغط العالي وإغلاق المساحات أمام الخصم والانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم.
ويوزع حلوله الهجومية على الأجنحة وفي العمق، ويتمتع بشخصية قوية في غرفة تبديل الملابس، حيث يُعرف بقدرته على السيطرة على النجوم وإعادة تحفيزهم.
هذه كلها عناصر يحتاجها الأهلي الآن أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل كثرة اللاعبين الهجوميين الذين لا يتم استغلالهم بالشكل الأمثل.
الأزمة المالية… العائق الأكبر
كان آخر راتب لفيريرا في بالميراس خمسة ملايين يورو سنويًا (ما يعادل حوالي 280 مليون جنيه مصري). ورغم أن هذا المبلغ ضخم، إلا أنه يضمن التعاقد مع مدرب ذي مشروع ناجح وخبرة قارية واسعة.
قد يقول البعض إن المبلغ مبالغ فيه، لكن مقارنة بما دفعه الأهلي مؤخرا في قيمة الشرط الجزائي للمدربين الذين لم يستمروا طويلا، فإن الاستثمار في اسم مثل فيريرا يبدو أكثر جدوى على المدى الطويل.
هل هو مناسب للأهلي؟
ومن الناحية الفنية، يمتلك فيريرا القدرة على تحسين أداء الأهلي على المستويين المحلي والقاري.
من الناحية النفسية، يحتاج الأهلي إلى مدرب قوي الإرادة يعرف كيف يتعامل مع الضغوط، وهي الصفة التي ظهرت بوضوح في شخصية فيريرا.
ومن الناحية المالية، يعتمد الأمر على رغبة الإدارة في كسر حاجز الراتب وتحويل العقد إلى مشروع استثماري طويل الأجل وليس مجرد حل مؤقت.
أبيل فيريرا ليس مجرد مدرب ناجح، بل هو بطلٌ مُحتمل أينما حل. إذا أرادت إدارة الأهلي تحقيق قفزة نوعية وقيادة الفريق إلى مكانة مرموقة قاريًا وعالميًا، فإن المخاطرة المالية تستحق العناء. السؤال الآن: هل يمتلك الأهلي الشجاعة الكافية لتخصيص مبلغ الشرط الجزائي والاستثمار في مدربٍ بمستوى فيريرا؟