وزير الخارجية البريطاني عن الوضع بغزة: كئيب بشكل لا يُعقل
الوكالات
وفي كلمة أمام البرلمان البريطاني، أدان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الوضع المأساوي في قطاع غزة، ووصفه بأنه “مجاعة من صنع الإنسان” في القرن الحادي والعشرين.
وصف لامي الوضع في غزة بأنه “مُريع للغاية”، وأكد أن “الصور والأخبار المُرعبة ستُحفر في أذهان زملائنا في هذا المجلس (البرلمان البريطاني)”. وأكد أن “هذه الصور والأخبار يكاد يكون من المستحيل وصفها بالكلمات”. وأضاف: “لكننا نستطيع، بل يجب علينا، وصفها بدقة بكلماتنا الخاصة”.
وأكد لامي أن تقارير الأمم المتحدة الصادرة في 22 أغسطس/آب الماضي أكدت وجود المجاعة في مدينة غزة وانتشارها إلى مناطق أخرى، وحذرت من تفاقم الجوع إذا لم تتم السيطرة عليه.
انتقد لامي حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتقييدها المساعدات الإنسانية، ودعا إلى تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح. وأشار إلى أن أكثر من ألفي فلسطيني قُتلوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، وأن 132 ألف طفل معرضون لخطر المجاعة بحلول يونيو/حزيران من العام المقبل.
واستعرض لامي جهود بريطانيا، بما في ذلك استئناف التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وتعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، وتقديم 15 مليون جنيه مصري إضافية كمساعدات إلى غزة.
كما أعلن عن دعم علاج 600 ألف شخص في قطاع غزة، بالإضافة إلى دعم مالي لمنظمة الصحة العالمية لعلاج آلاف الجرحى الذين يُنقلون إلى مصر. كما أعلن عن خطة لنقل الأطفال المرضى إلى بريطانيا لتلقي العلاج.
ودعا لامي إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بما في ذلك إطلاق سراح السجناء وزيادة المساعدات، وحذر من أن تصعيد العمليات الإسرائيلية من شأنه أن يطيل أمد الأزمة.
أعرب وزير الخارجية البريطاني عن قلقه إزاء استمرار بناء المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية، مما يعيق إقامة دولة فلسطينية متصلة الأراضي.
وأكد لامي التزام بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطين إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات جدية لإنهاء الأزمة، مشيرا إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار.
في سياق منفصل، أعلن لامي تفعيل آلية “سناب باك” ضد إيران، بالتعاون مع فرنسا وألمانيا، بسبب انتهاكاتها للاتفاق النووي. وأوضح أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يتجاوز الحد المسموح به بأربعين ضعفًا، داعيًا طهران إلى العودة إلى المفاوضات والوفاء بالتزاماتها.
وفي الختام، أكد لامي استعداد بريطانيا للعمل مع شركائها الدوليين، بما في ذلك مصر والأردن، لضمان وصول المساعدات وتحقيق السلام الدائم. وأكد أن الأمن يتحقق بالاستقرار، لا بالاحتلال.