قمة شنجهاي.. هل يشكل تحالف الصين وروسيا تحديًا للنفوذ الأمريكي؟

منذ 5 ساعات
قمة شنجهاي.. هل يشكل تحالف الصين وروسيا تحديًا للنفوذ الأمريكي؟

بقلم: سحر عبد الرحيم

وسط ترقب عالمي، يستعد الرئيس الصيني شي جين بينغ لإقامة أكبر عرض عسكري في البلاد يوم الأربعاء. ويرى المراقبون أن هذه الخطوة جزء من جهوده لإعادة تشكيل النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ويشارك أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة من مختلف أنحاء العالم في احتفالات يوم النصر الذي يصادف الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.

سيجتمع قادة الصين وروسيا وكوريا الشمالية لأول مرة في بكين. ويترقب المحللون ما إذا كانت الدول الثلاث ستُشير إلى علاقات دفاعية أوثق في أعقاب تحالفاتها الاستراتيجية، أو ما إذا كان اجتماع شي وبوتين وكيم سيُوجّه رسائل ملموسة إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

رسالة مهمة لأمريكا

يقول الدكتور مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، إن خطاب زعماء العالم في قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي استضافتها الصين كان موجها في المقام الأول ضد الولايات المتحدة ثم ضد حلفائها الغربيين.

وفي حديثه لايجي برس، أشار عفيفي إلى أن رؤساء الدول تعمدوا خلال اللقاء إظهار قوة العلاقات فيما بينهم من خلال الترحيب الحار وتبادل الابتسامات، وبالتالي إرسال رسالة إلى واشنطن والغرب من خلفهم مفادها أن الولايات المتحدة لا تستطيع ممارسة ضغوط جماعية على كل هذه الدول.

وأضاف أن القادة أرادوا أيضًا التأكيد على أن لديهم القدرة على التأثير سلبًا على الاقتصاد الأمريكي والتجارة العالمية وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي في مواجهة السياسات الأمريكية الأحادية الجانب التي تضر بالاقتصاد العالمي.

يوضح عفيفي أن هذه الدول قد تلجأ، من بين أمور أخرى، إلى التخلي عن الدولار الأمريكي. وهذا أمر بالغ الخطورة، إذ قد يؤدي إلى انهيار الاقتصاد الأمريكي، لا سيما وأن حجم التجارة بين دول المجموعة يفوق حجم التجارة مع الولايات المتحدة وحدها. وسيكون الشعب الأمريكي والاقتصاد الأمريكي أكبر الخاسرين.

ولكنه يشير إلى أن الولايات المتحدة، في المقابل، تحاول الالتفاف على مشكلة الدولار من خلال تحويل المعاملات إلى العملات الرقمية مثل بيتكوين، وبالتالي استعادة هيمنتها على الاقتصاد العالمي، في وقت تتبنى فيه بعض البنوك الكبرى هذه العملات وتحذر الدول الأخرى من اتباع مثالها.

إنشاء نظام عالمي جديد

يقول الدكتور مهدي عفيفي إنه نتيجة لتحركات الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي، ودعمها لتايوان، وسعيها إلى استقلالها عن الصين، وهو ما تعارضه الصين بشكل قاطع، تعمل بكين بهدوء على إعادة رسم خريطة العالم من خلال تحالفات مع القوى الكبرى التي تشاركها سياساتها، في إطار نظام عالمي متعدد الأقطاب.

في افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين شمال الصين يوم الأحد، قدم الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتن رؤية مشتركة تقوم على “بناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب”.

أكد الرئيس الصيني على أهمية “تعزيز منظور تاريخي للحرب العالمية الثانية، ونبذ عقلية الحرب الباردة، ومعارضة سياسات التكتلات وسياسات الترهيب التي تنتهجها بعض الدول”، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة. كما دعا إلى إرساء تعددية قطبية متساوية ومنظمة، وتعزيز العولمة الاقتصادية الشاملة، وبناء نظام حوكمة عالمي أكثر عدلاً وإنصافاً.

وأكد الرئيس الروسي أن القمة أحيت “التعددية الحقيقية”، مشيرا إلى الاعتماد المتزايد للدول الأعضاء على العملات الوطنية في التسويات المتبادلة.

القلق الأمريكي

ويقول مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، إن القمة أثارت مخاوف في أمريكا والغرب من أن المزيد والمزيد من الدول، وخاصة الصين وروسيا، تسعى إلى التخلي عن الدولار والخروج من النظام المالي العالمي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة.

ويضيف عفيفي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال عازماً على مواصلة السياسات التي قد تقوض التجارة العالمية من خلال فرض الرسوم الجمركية، حتى بعد أن قضت محكمة جزئية بأن معظم هذه الرسوم الجمركية على دول العالم غير قانونية لأنها خارج نطاق اختصاص رئيس الولايات المتحدة.

واستأنف البيت الأبيض الحكم أمام المحكمة العليا، خوفا من أن يؤدي رفض الرسوم الجمركية إلى تقلبات في أسعار السلع الأساسية في الولايات المتحدة.


شارك