تململ الاحتياط.. جيش إسرائيل على حافة الانهيار ويبحث عن جنوده بالواتسآب

منذ 5 ساعات
تململ الاحتياط.. جيش إسرائيل على حافة الانهيار ويبحث عن جنوده بالواتسآب

مع اقتراب هجوم جديد على مدينة غزة، يواجه الجيش الإسرائيلي تحديًا متزايدًا يتمثل في تعبئة قوات الاحتياط اللازمة. ويشعر القادة العسكريون بالإحباط من تزايد صعوبة إعادة عشرات الآلاف من الجنود إلى الخدمة. ووفقًا لتقرير نُشر يوم الثلاثاء في صحيفة وول ستريت جورنال، ينتشر الإرهاق العام بعد قرابة عامين من القتال على جبهات متعددة.

صرح مسؤولون ومقاتلون سابقون لصحيفة وول ستريت جورنال بأن الإرهاق النفسي والجسدي قد بلغ ذروته. واستُدعي حوالي 60 ألف جندي احتياطي من وظائفهم ودراساتهم وعائلاتهم لدعم العملية العسكرية المخطط لها. وأعرب كثيرون عن شعورهم بأنهم بلغوا أقصى حدود قوتهم.

لحشد الكوادر، يلجأ بعض السياسيين إلى أساليب غير تقليدية. على سبيل المثال، ينشرون رسائل تجنيد عبر مجموعات واتساب بين طلاب الجامعات، يطلبون فيها “جنودًا مقاتلين، وخاصةً مسعفين وقناصين” لعملية تستمر 70 يومًا تبدأ في 11 سبتمبر.

ورغم هذه التحديات، يؤكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يزال يعمل، ويعمل على تقديم الدعم اللازم لجنود الاحتياط، الذين يعتبرون أساسيين لنجاح مهماته.

صورة 1 غززة_14

في الأشهر الأخيرة، تزايد الاستياء من الحرب الدائرة في المجتمع الإسرائيلي. ووفقًا لاستطلاعات الرأي، يأمل حوالي 80% من الإسرائيليين أن ينجح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويطلق سراح الأسرى. وقد وقّع آلاف المحاربين القدامى وأفراد الاحتياط في سلاح الجو على عرائض تطالب بوقف الأعمال العدائية.

يُمثل هذا العداء الشعبي تحولاً ملحوظاً عن الأيام الأولى لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين تطوّع الكثيرون للقتال، إيماناً منهم بضرورة إنقاذ البلاد. إلا أن هذا الحماس تضاءل تدريجياً مع استمرار العمليات العسكرية واستدعاء جنود الاحتياط مراراً.

صرّح رقيب أول في لواء الكوماندوز 98، والذي شارك في ما يقرب من 400 يوم من القتال بين غزة ولبنان منذ بدء الحرب، للصحيفة الأمريكية بأنه يعتقد الآن أن القتلى يموتون هباءً، وأن نتنياهو يُطيل أمد الحرب لأسباب سياسية – وهي وجهة نظر سائدة في المجتمع الإسرائيلي. من جانبه، ينفي رئيس الوزراء هذا الاتهام.

صورة 2 غززة_15

فيما يتعلق بالعملية المرتقبة في غزة، تلقى الرقيب اتصالاً من الجيش يطلب تجنيده. إلا أنه أكد أنه بعد أشهر من القتال في خان يونس، لم يتوقع أن يتمكن من القضاء على حماس تمامًا نظرًا لطبيعة حرب العصابات التي تشنها الحركة.

يخضع معظم اليهود الإسرائيليين للتجنيد العسكري في سن الثامنة عشرة. في أوقات الحرب، يعتمد الجيش الإسرائيلي على قوات الاحتياط. يخدم معظم جنود الاحتياط بضعة أسابيع سنويًا، حسب مناصبهم، حتى سن الأربعين أو الخامسة والأربعين. ويستفيد بعضهم من إعفاءات قانونية.

ويعارض العديد من هؤلاء الجنود مساعي حكومة نتنياهو لإعفاء المجتمع الحريدي (المجتمع الديني) من الخدمة العسكرية، مما يؤدي إلى توترات داخل المجتمع.

الحرب في قطاع غزة هي الأطول في تاريخ إسرائيل، وتُلقي بعبء ثقيل على كاهل العائلات. يُجبر أزواجهن على مغادرة منازلهم وعائلاتهم وأعمالهم لفترات طويلة، مما يُسفر عن عواقب نفسية وخيمة على الكثيرات.

صورة 3 غزة_16

قالت داليت كيسليف-سبيكتور، زوجة قائد احتياطي خدم 580 يومًا، إن زوجها عاد مؤخرًا مصدومًا بعد رؤية جثة رفيقه الذي انتحر. وأوضحت أن العديد من الرجال في وحدة زوجها فقدوا وظائفهم بسبب موسم القتال الطويل، وانفصلت أسرهم، أو يواجهون صعوبات مالية. علاوة على ذلك، تزايدت الشكوك حول جدوى القتال. وأضافت: “قلت له: هذه حرب سياسية، ولا أحد منا يثق في قيادتنا. لو كان الأمر بيدي، لطلبت منك عدم الذهاب”.

تدرس القيادة العسكرية حلولاً مبتكرة، مثل استخدام نماذج إلكترونية تُمكّن الجنود من الإبلاغ عن غياباتهم، وتُتيح مرونة أكبر في جداول استدعائهم. ويتضمن نموذج جديد، عُمّم مؤخرًا، تقسيم الخدمة إلى أسبوع عمل، يليه أسبوع إجازة، على مدار 90 يومًا.

لكن بعض الجنود غير راضين عن تمديد فترة خدمتهم، حيث أعلنت قيادة الجيش أنه بالإضافة إلى استدعاء 60 ألف جندي إضافي في الخدمة الحالية، فإنها ستمدد أيضًا فترة خدمة 20 ألف جندي احتياطي فعال.

وفي العملية العسكرية المتوقعة في قطاع غزة، ستشكل القوات النظامية الجزء الأكبر، في حين سيتولى جنود الاحتياط أدوارا أكبر في سوريا ولبنان والضفة الغربية، على الرغم من أن بعضهم سيواصل القتال في قطاع غزة.

صورة 3 غزة_16

وتحدث رئيس الأركان إيال زامير ضد احتلال قطاع غزة بالكامل خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الشهر الماضي، مشيرا إلى نقص القوى العاملة كأحد الأسباب.

صرح خبير متفجرات، يبلغ من العمر 31 عامًا، في جنوب قطاع غزة، لصحيفة وول ستريت جورنال أن تمديد خدمته حتى نهاية نوفمبر أثر سلبًا على معنوياته ومعنويات رفاقه. وطلب نقله إلى دور غير قتالي بعد تورط وحدته في حادثة نيران صديقة عرّضت جنودًا للخطر. إلا أن طلبه رُفض بسبب نقص الكوادر.

ورغم الإرهاق وعدم اليقين الكبير، يخطط بعض جنود الاحتياط للعودة إلى الخدمة بعد استدعائهم.

صورة 5 غززة_18

تقول إيديت شافران جيتلمان، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن معظم جنود الاحتياط يعودون لدعم رفاقهم المقاتلين، رغم تراجع التزامهم بأهداف الحرب. وتوضح قائلةً: “كلما زاد الشك في مبررات القتال، زاد تردد الناس في الاستجابة للدعوات. نحن قريبون جدًا من الخط الأحمر”.


شارك