أكبر جمعية دولية: إسرائيل استوفت المعايير القانونية لارتكاب إبادة جماعية في غزة

منذ 5 ساعات
أكبر جمعية دولية: إسرائيل استوفت المعايير القانونية لارتكاب إبادة جماعية في غزة

أقرت أكبر جمعية للعلماء في العالم متخصصة في دراسة وتحقيق الإبادة الجماعية قرارا ينص على أن المعايير القانونية التي تسمح لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة قد استوفيت، حسبما قال رئيسها يوم الاثنين.

وحظي القرار، الذي أوردته وكالة رويترز للأنباء، بدعم 86% من أعضاء الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية التي تضم 500 عضو، وينص القرار على أن “سياسات وممارسات إسرائيل في غزة تفي بالتعريف القانوني للإبادة الجماعية الوارد في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.

ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذا التصريح بأنه فاضح و”يعتمد بالكامل على حملة الأكاذيب التي تشنها حماس”.

ونفت إسرائيل باستمرار أن تكون عملياتها في القطاع الفلسطيني بمثابة إبادة جماعية، وأصرت على أنها تتفق مع حقها في الدفاع عن النفس.

في ديسمبر/كانون الأول 2023، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، متهمةً إياها بارتكاب إبادة جماعية في غزة. إلا أن المحكمة لم تنظر في القضية بعد، وقد تستغرق العملية سنوات.

وفي يناير/كانون الثاني 2024، دعت المحكمة إسرائيل إلى بذل كل جهد ممكن “لمنع الإبادة الجماعية” في عملياتها العسكرية في قطاع غزة، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لمنع المجاعة.

وبحسب وكالة رويترز، فإن القرار المكون من ثلاث صفحات يدعو إسرائيل إلى “الوقف الفوري لجميع الأفعال التي تشكل إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، بما في ذلك الهجمات المتعمدة على المدنيين وقتلهم، بمن فيهم الأطفال، والتجويع، ومنع المساعدات الإنسانية والمياه والوقود وغيرها من السلع الأساسية لبقاء السكان، والعنف الجنسي والإنجابي، والتشريد القسري للسكان”.

وفي الوقت نفسه، نص القرار نفسه على أن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشكل جريمة دولية.

وقالت ميلاني أوبراين رئيسة الجمعية وأستاذة القانون الدولي بجامعة غرب أستراليا والمتخصصة في الإبادة الجماعية لرويترز “هذا تصريح قاطع من خبراء في مجال دراسات الإبادة الجماعية بأن ما يحدث على الأرض في غزة هو إبادة جماعية”.

وأضافت: “لا يوجد مبرر لجرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية أو الإبادة الجماعية، حتى في حالة الدفاع عن النفس”.

تعرف الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية نفسها بأنها منظمة عالمية غير حزبية ومتعددة التخصصات تسعى إلى تعزيز البحث والتدريس حول طبيعة وأسباب وعواقب الإبادة الجماعية وتطوير الدراسات السياسية للوقاية منها.

منذ تأسيس الرابطة الدولية عام 1994، أصدرت رابطة علماء الإبادة الجماعية تسعة قرارات تعترف بأحداث تاريخية أو حالية باعتبارها إبادة جماعية.

1_11zon

حماس: “وثائق قانونية جديدة”

ويأتي ذلك في الوقت الذي تدخل فيه الحرب في قطاع غزة عامها الثالث في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ردا على هجوم مفاجئ شنته حماس في عام 2023 وأسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر أكثر من 250 رهينة.

ومنذ ذلك الحين، ووفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة، أدت العملية العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 63 ألف فلسطيني، وتدمير أو إتلاف معظم المباني في قطاع غزة، وإجبار جميع السكان تقريبا على الفرار من منازلهم أكثر من مرة.

من جانبها وصفت حماس قرار الهيئة الدولية بأنه “توثيق قانوني جديد يكمل التقارير والشهادات الدولية التي توثق عملية الإبادة التي يتعرض لها شعبنا والتي تتكشف أمام أعين وآذان العالم”.

ووصفت في بيان لها “تقاعس المجتمع الدولي” تجاه إسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي في مواجهة هذه القرارات الدولية بأنه “عار، وفشل غير مبرر، وفشل صارخ في حماية الإنسانية، وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين”.

في بيان منفصل، أشادت حماس بالتحرك العالمي بقيادة الاتحاد الدولي للصحفيين ومراسلون بلا حدود، قائلةً إنه “يفضح سياسة الاحتلال الإجرامية في استهداف وقتل الصحفيين الفلسطينيين، فضلًا عن محاولاته الممنهجة لتقويض الإعلام الفلسطيني والصحافة الفلسطينية، بهدف إخفاء حقيقة جرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها بحق شعبنا في قطاع غزة”. وأشارت إلى أنه، وفقًا لإحصاءات محلية، استشهد أكثر من 247 صحفيًا في قطاع غزة.

وتتهم منظمات حقوق الإنسان الدولية والمنظمات غير الحكومية الإسرائيلية بالفعل إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”.

وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت منظمتان إسرائيليتان بارزتان في مجال حقوق الإنسان (بيتسيلم وأطباء من أجل حقوق الإنسان ـ إسرائيل) أن سلوك إسرائيل في حرب غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية ضد السكان الفلسطينيين.

وقال سيرجي فاسيلييف، أستاذ القانون الدولي في الجامعة المفتوحة في هولندا والذي ليس عضوا في الجمعية، لرويترز إن القرار يظهر أن “هذا التقييم القانوني أصبح هو القاعدة في الأوساط الأكاديمية، وخاصة في مجال دراسات الإبادة الجماعية”.

وفي الأسبوع الماضي، أرسل مئات من موظفي مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فولكر تورك رسالة إليه، اطلعت عليها رويترز، يحثونه فيها على وصف حرب غزة صراحة بأنها إبادة جماعية مستمرة.


شارك