فيلم مهدد بالانقراض يزأر لمرارة العيش تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي في مهرجان فينسيا السينمائي

المخرج سعيد زاغا: “شعرت برغبة ملحة في تقديم استجابة سينمائية للحملة الممنهجة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد شعب”.
الفيلم الفلسطيني “ذئاب البراري – في خطر” هو محاولة سينمائية قصيرة لنقد مرارة وعنف وقسوة الحياة في ظل الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. سيُعرض الفيلم في مسابقة “آفاق” للأفلام القصيرة في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، الذي يستمر حتى 6 سبتمبر.
ويشكل عرض فيلم “الذئاب” حدثاً مهماً لأنه أول فيلم فلسطيني يعرض في هذه المسابقة المسماة “أفق” ويتنافس مع 14 فيلماً من عدة دول أبرزها أوكرانيا وكوبا وفرنسا والسويد ونيجيريا وتشيلي.
الفيلم، من تأليف وإخراج الفلسطيني سعد زاغة، مدته 20 دقيقة فقط. من بطولة ماريا زريق، وعلي سليمان، ويامينا مروان. أُنتج بالتعاون مع عدة شركات من فلسطين، وفرنسا، والأردن، والمملكة المتحدة، ومن المقرر عرضه في 5 سبتمبر.
يتتبع الفيلم جراحة فلسطينية عائدة إلى منزلها من مناوبة ليلية شاقة. في طريق عودتها عبر طريق ناءٍ في الضفة الغربية، تواجه مشكلةً كبيرةً تُمثل نقطة تحول في حياتها. يستكشف الفيلم مرارة العيش في ظل الاحتلال، والمراقبة المستمرة، والخوف، والعنف، والسعي الدائم لإذلال الفلسطينيين وإساءة معاملتهم. كما يُظهر كيف يؤثر الضغط المالي وقلة الفرص على الأفراد، مما يدفعهم إلى اختيار الهجرة.
في تصريحٍ لمديري المهرجان نُشر على الموقع الرسمي، وصف سعيد زاغا الفيلم قائلاً: “الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية، ويطرح سؤالاً مُلحّاً: ماذا يحدث عندما يُجبر الإنسان على العيش في قفصٍ حديديٍّ وزاويةٍ مستحيلة؟ وُلدتُ في فلسطين تحت وطأة الاحتلال الإسرائيليّ الوحشيّ، الذي صمّم على استغلال ضعفنا وإضعاف إرادتنا بالعنف والمراقبة والإكراه والتخويف”.
بينما أعاني من حملة تطهير عرقي وإبادة جماعية ممنهجة ومتواصلة ضد شعبي وبلدي، شعرتُ برغبة ملحة في إيجاد رد سينمائي على نظام قائم على ظلم متعدد الطبقات ومعايير مزدوجة، أضاف. “الفيلم من نوع نيو نوار، يستكشف العواقب الحتمية للإفلات من العقاب والهيمنة”.
على الرغم من أن عنوان الفيلم هو “Coyotes” وأعلن المخرج أن المقابل العربي له هو “Endangered”، إلا أن المزيد من الأبحاث على منصات ومواقع إلكترونية مختلفة تظهر أن كلمة “coyotes” تشير إلى الذئاب وكلاب البراري في المكسيك وأميركا الشمالية، ولكن أيضًا إلى المتاجرين بالبشر الذين يدفعون للمهاجرين لتهريبهم عبر الحدود.
هذا هو الفيلم القصير الثالث للمخرج. سبق له إخراج فيلمين: الأول، “خمسة أولاد وعجلة”، أُنتج عام ٢٠١٦ وعُرض في مهرجان دبي السينمائي الدولي، حيث حصد ثلاث جوائز في المكسيك وعُمان والجزائر. أما الثاني، “مجنون بالحب في الضفة الغربية”، فقد عُرض في مهرجانات في فنلندا ونيويورك عام ٢٠٢١.