راجي الإتربي خلال اجتماع مجموعة العشرين: لا يمكن الحديث عن الأمن الغذائي دون التطرق إلى الأمن المائي الذي يمس الأمن القومي لمصر

نائب وزير الخارجية: ما يحدث في غزة سياسة ممنهجة لاستخدام الجوع سلاحا لكسر إرادة الشعب الفلسطيني.
– وزير المالية: الأمن الغذائي مسألة تتعلق بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
نائب وزير خارجية جنوب أفريقيا: مجموعة العشرين تولي أهمية كبيرة للاستدامة وتتشارك في القيم الإنسانية.
أكد السفير راجي الإتربي ممثل الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى مجموعة العشرين ونائب وزير الخارجية، أن السياسة الممنهجة والمتعمدة لاستخدام الجوع كسلاح في غزة والأراضي الفلسطينية هي محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني. صرح السفير الأتربي بذلك في كلمة ألقاها نيابةً عن الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الثالث لمجموعة عمل مجموعة العشرين المعنية بالأمن الغذائي في القاهرة. ويُعد هذا الاجتماع الأول من نوعه خارج دول مجموعة العشرين.
وقال الإتربي إن مجموعة العشرين عندما تضع الحلول فهي تضعها للجميع، والحلول التي سنناقشها يجب أن تترجم إلى إجراءات وخطط واضحة وفعالة لمعالجة قضايا الأمن الغذائي على مستوى العالم.
وأكد أهمية الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام، والذي يُعقد في مصر بالتنسيق مع جنوب أفريقيا. وأشار إلى أن هذا الاجتماع يُعدّ مثالاً واضحاً على اهتمام المجموعة بالقضايا الأفريقية.
وأوضح أن المناقشات التي تجري خلال الاجتماع ستكون مهمة لنتائج الاجتماع الوزاري هذا الشهر أو القمة في جوهانسبرج في نوفمبر المقبل.
وأكد أن تحدي الأمن الغذائي فريد من نوعه، ليس فقط بسبب الأزمات التي عصفت بالاقتصاد العالمي لسنوات، ولكن أيضاً لأنه من الصعب معالجة قضايا الأمن الغذائي دون معالجة القضايا الأخرى المؤثرة عليه، مثل النظام المالي العالمي، وفجوة تمويل البنية التحتية، وتغير المناخ. وقال إن مجموعة العشرين بأجندتها الشاملة يمكن أن تساعد المجتمع الدولي في إيجاد حلول ناجحة لهذه المشاكل.
وأضاف السفير الأتربي: “لا يمكن مناقشة الأمن الغذائي دون التطرق إلى الأمن المائي. فهذه القضية بالغة الأهمية وتؤثر على الأمن القومي المصري، لا سيما فيما يتعلق بندرة المياه وإدارة مواردها. ويجب أن يكون هذا في صميم عمل مجموعة العشرين فيما يتعلق بالأمن الغذائي”.
– وزير المالية: الأمن الغذائي مسألة تتعلق بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
من جانبه، أكد وزير المالية أحمد كجوك، أن مصر تستضيف هذا الاجتماع الهام لفريق عمل الأمن الغذائي لمجموعة العشرين، والذي يعقد برئاسة تاريخية لجنوب أفريقيا، أول دولة أفريقية تتولى رئاسة مجموعة العشرين.
وأضاف أن موضوع “التضامن والمساواة والاستدامة” لا يأتي في الوقت المناسب فحسب، بل إنه يتماشى تماما مع تطلعات أفريقيا التنموية، وخاصة في مجال الأمن الغذائي، وهو أحد التحديات الأكثر إلحاحا التي تواجه المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن استضافة هذا الاجتماع في القاهرة يؤكد دور مصر كمحفز لضمان أخذ أصوات وأولويات مستوردي الغذاء الصافين في الاعتبار في الاستجابات العالمية وكشريك في تعزيز المنظور الأفريقي داخل مجموعة العشرين.
قال إننا نجتمع اليوم في ظل تحديات عالمية معقدة، مضيفًا أن التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الصراعات وانقطاعات سلاسل التوريد، لا تزال تؤثر على اقتصاداتنا. وقد أدى ارتفاع تكاليف الطاقة، والصدمات المناخية، وتقلبات أسعار العملات إلى ارتفاعات قياسية في أسعار المواد الغذائية، مما يهدد التغذية وسبل العيش والتماسك الاجتماعي.
وأشار وزير المالية إلى أن هذه التأثيرات حادة بشكل خاص في البلدان النامية التي تعد مستوردا صافيا للغذاء، مؤكدا الحاجة الملحة إلى بذل جهود مشتركة.
وأكد أن الأمن الغذائي ليس مجرد قضية إنسانية، بل هو أيضًا مسألة استقرار اقتصادي واجتماعي. فارتفاع أسعار الغذاء وندرته قد يُقوّضان التماسك الاجتماعي، ويُرهقان المالية العامة، ويُبطئان التقدم نحو أهداف التنمية والنمو الاقتصادي. وأشار إلى أن مصر، شأنها شأن الدول الأخرى الممثلة في الاجتماع، تُدرك مواطن ضعف إقليمية عديدة. ومع ذلك، فإنها ترى في هذا الاجتماع فرصةً لبناء جسور التعاون وتبادل المعرفة والقيادة السياسية.
وأضاف أن وزارة المالية تؤدي دورًا محوريًا في الاستجابة الوطنية المصرية لانعدام الأمن الغذائي والضعف الاجتماعي. ومن بين البرامج التي نفذناها برنامج تكافل وكرامة، الذي وسّع نطاق التحويلات النقدية الموجهة لملايين الأسر المحتاجة.
وأشار إلى أن هذه البرامج ليست مجرد تدخلات اجتماعية، بل هي أدوات لتعزيز مرونة الاقتصاد الكلي، والحفاظ على رأس المال البشري، وضمان استقرار المجتمعات في أوقات الأزمات. وأضاف: “في الوقت نفسه، نعمل على تعزيز الأمن الغذائي من خلال تقديم الدعم المالي والسياسي لصغار المزارعين لتحسين ظروفهم المعيشية وإمكانية حصولهم على التمويل. وفي الوقت نفسه، ننفذ برامج تغذية مدرسية مستدامة، ونُحسّن الدعم، ونعزز أنظمة إدارة المالية العامة”.
وأوضح أن هذه التدابير تهدف إلى ضمان إدارة مالية مسؤولة، مع تعزيز النمو الاقتصادي الشامل. وتوفر هذه التدابير مجتمعةً أساسًا متينًا للأمن الغذائي على المدى الطويل.
ومع ذلك، أضاف أن الجهود الوطنية وحدها لا تكفي، وأن المجتمع الدولي يظل شريكًا لا غنى عنه في تحقيق أهداف الأمن الغذائي. ويُعد التعاون مع منظمات مثل برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والمؤسسات المالية الدولية أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز القدرة على الصمود في وجه الصدمات، وتعبئة الاستثمارات في الزراعة المستدامة، بما في ذلك الزراعة الذكية مناخيًا، وتعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية. وفي هذا السياق، يجب أيضًا بذل الجهود لمنح القطاع الخاص مجالًا أوسع للعمل القائم على الشراكات لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى دعم مجموعة العشرين للتحالف العالمي ضد الجوع والفقر ومهمته في دعم وتسريع الجهود الرامية إلى القضاء على الجوع والفقر، والحد من التفاوتات، والمساهمة في تنشيط الشراكات العالمية من أجل التنمية المستدامة، ودعم التحولات المستدامة والشاملة والعادلة.
وقال وزير المالية إن الأعضاء سوف يقومون خلال الأيام المقبلة بمراجعة واعتماد نتائج دراسات فريق عمل الأمن الغذائي والعمل على صياغة الإعلان الوزاري الذي سيتم تقديمه في جنوب أفريقيا في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأضاف أن هذه المناقشات ستكون حاسمة لتحديد أولويات سياسات مجموعة العشرين الواضحة بشأن استقرار أسعار الغذاء، وبناء القدرة على الصمود، وتعزيز هدفنا المشترك المتمثل في القضاء على الجوع.
شكر وزير المالية جنوب أفريقيا وأمانة مجموعة العشرين على تعاونهما مع مصر في استضافة هذا الحوار المهم. وتظل وزارة المالية المصرية شريكًا قويًا في بناء أنظمة غذائية متماسكة، وقادرة على التكيف مع تغير المناخ، وعادلة اجتماعيًا.
وأضاف: “إننا نستطيع أن نضمن أن تشكل نتائج فريق عمل الأمن الغذائي الذي اعتمد هنا في القاهرة الأساس لعمل طموح ومنسق”.
– جنوب أفريقيا: تولي مجموعة العشرين أهمية كبيرة للاستدامة وتتقاسم القيم الإنسانية. من جانبه، جدد نائب وزير الخارجية الجنوب أفريقي ألفين بوتس تأكيد تصريح رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بأن اجتماعات مجموعة العشرين هذا العام ستكون عام أفريقيا.
وأعرب بوتس عن أمله في أن تتضمن الاجتماعات مناقشات حول تحسين الأمن الغذائي.
وأضاف أن مجموعة العشرين تولي أهمية كبيرة لمفهوم الاستدامة وتمثل القيم الإنسانية المشتركة.
وذكر أن العالم يواجه العديد من المشاكل المتشابكة، منها البطالة وأثرها على المجتمع. وأشار إلى أن الأمن الغذائي لا يقتصر على توافر الغذاء فحسب، بل يشمل أيضًا التغذية الكافية والنظام الصحي الملائم، بالإضافة إلى النمو الاقتصادي.
وأشار إلى أن الاجتماعات ستناقش بالتفصيل المسودة التي سيتم تقديمها في الاجتماع المقبل في كيب تاون، حيث سيتم إطلاق أجندة الأمن الغذائي الأفريقي.