فريدة خليل «طفلة مصرية» تتربع على قمة العالم في الخماسي الحديث

حققت البطلة المصرية الصاعدة فريدة خليل نجاحا عالميا غير مسبوق بفوزها ببطولة العالم للخماسي الحديث للكبار 2025 في ليتوانيا، لتصبح أصغر رياضية في تاريخ الرياضة الأولمبية تفوز بالميدالية الذهبية في منافسات السيدات.

واصلت فريدة البالغة من العمر 14 عامًا صنع التاريخ الاستثنائي بعد أن جمعت 1457 نقطة لتتصدر البطولة، متقدمة على المجرية بلانكا جوسي (1445 نقطة) والإيطالية أورورا تونيتي (1432 نقطة).

وشهدت البطولة، التي أقيمت للمرة الأولى داخل القاعة، مشاركة 166 رياضياً من 32 دولة، من بينها الرباعي العربي مصر والمملكة العربية السعودية والكويت ولبنان.

وبهذا الفوز أكدت اللاعبة المصرية الواعدة سيطرتها المطلقة على موسم 2025، الذي حصدت فيه جميع الألقاب الدولية (كبار، تحت 22 سنة، تحت 19 سنة، تحت 17 سنة) بالإضافة إلى الميدالية الفضية في بطولة العالم بالمجر.

أُقيمت بطولة هذا العام بنظام جديد لأول مرة، بعد إلغاء منافسات الفروسية لأول مرة منذ أكثر من 70 عامًا واستبدالها بسباق OCR Steeplechase. أُقيمت المنافسات بنظام مُكثف لمدة 90 دقيقة، وشملت المبارزة والسباحة وسباق الحواجز، وأخيرًا سباق الليزر. وكان الهدف هو جذب جمهور أصغر سنًا استعدادًا لدورة الألعاب الأولمبية 2028 في لوس أنجلوس.

فريدة، المولودة في يناير 2011، أعربت عن سعادتها بإنجازاتها في تصريحات لموقع الألعاب الأولمبية: “في البداية، لم أكن أتخيل حتى منافسة أبطال أولمبيين، ولكن عندما بدأت المنافسة، ركزت فقط على نفسي. الفوز على رياضيين لطالما احترمتهم شعور غريب ومحفز للغاية، ويمنحني إيمانًا بأن كل شيء ممكن إذا واصلت العمل الجاد”.

حققت فريدة خليل مكانتها كبطلة بفضل مدربها، ياسر حفني، بطل العالم السابق في الخماسي الحديث. وقال عن النجمة المصرية الواعدة: “في بعض الدول، لا يُسمح للرياضيين الشباب بالمشاركة في مسابقات الكبار، لكن مع فريدة، الأمر مختلف تمامًا. ما دامت تستمتع بما تفعله، فهي سعيدة وقادرة على التكيف. الخماسي الحديث هو ملعبها”.

تم الاحتفال بهذا الإنجاز الفريد بحماس كبير. هنأ وزير الشباب والرياضة، أشرف صبحي، اتحاد الخماسي الحديث والوفد المصري، مؤكدًا أن هذا الأداء في ليتوانيا “سيُخلّد في تاريخ الرياضة المصرية”. في غضون ذلك، أشادت المستشارة آمال عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، بإنجاز اللاعبة الشابة، واصفةً إياها بـ”قدوة ملهمة ورسالة واضحة مفادها أنه بالدعم والرعاية، يمكن للفتيات المصريات تحقيق أداء متميز عالميًا”.

وأطلق الموقع الأولمبي الرسمي على البطلة المصرية لقب “فريدة سلام”، في إشارة إلى إنجازها بالفوز بأربع بطولات جراند سلام في عام واحد، على غرار بطولات الجراند سلام في التنس.

بهذا الإنجاز، لم تُصبح فريدة خليل بطلة عالمية في الرابعة عشرة من عمرها فحسب، بل برزت أيضًا كرمز عالمي يُلهم الأجيال الجديدة. وأكدت أن مصر أصبحت قوةً ضاربةً في رياضة الخماسي الحديث، إلى جانب أسماء لامعة مثل البطل الأولمبي أحمد الجندي والمصنف الأول عالميًا معتز محمد. وهذا يجعلها المرشحة الأوفر حظًا للفوز بميدالية أولمبية في دورة ألعاب لوس أنجلوس 2028 القادمة.