في ذكرى المولد النبوي.. لماذا اختار عبدالمطلب اسم محمد لحفيده؟

يحتفل المسلمون بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم الخميس القادم، الموافق 4 سبتمبر 2025، الموافق 12 ربيع الأول 1447 هـ. ويحتفل بهذه المناسبة ما يقارب ملياري مسلم حول العالم، يستذكرون مناقب النبي النبيلة المذكورة في سيرته، ويحثونهم على الاقتداء به والتمسك بهديه.

هل تساءلتَ يومًا من أطلق على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) اسم “محمد”؟ ما معنى هذا الاسم؟ ولماذا يُسمّي بعض العرب أبناءهم “محمدًا”؟ تُجيب الرواية التالية على هذه التساؤلات استنادًا إلى كتاب “محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)” للكاتب محمد رضا.

من الذي اختار اسم محمد للنبي صلى الله عليه وسلم؟

ولدت السيدة آمنة النبي صلى الله عليه وسلم فجر يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول، عام الفيل، الموافق 30 أغسطس سنة 570 ميلادية، في مكان بمكة يُسمى “سوق الليل”، في البيت الذي عُرف لاحقًا ببيت محمد بن يوسف الثقفي، شقيق الحجاج بن يوسف الثقفي. وكانت قابلة النبي صلى الله عليه وسلم أم عبد الرحمن بن عوف.

توفي عبد الله، والد النبي صلى الله عليه وسلم، قبله. شهد جده عبد المطلب ولادته وهو يطوف بالكعبة. بعد النبي صلى الله عليه وسلم، استدعته آمنة، فجاء إليها. أخبرته أنه مولود غريب. خاف وأراد التأكد من أنه إنسان طبيعي. أجابت بالإيجاب، لكنه فاجأها عندما سجد ثم رفع رأسه وأصابعه إلى السماء.

أخذ عبد المطلب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، وقرأ عليه الرقيات، وكان هو الذي سماه محمداً.

ماذا يعني “محمد”؟

عندما سئل عبد المطلب عن سبب اختياره اسم “محمد” لحفيده -عليه الصلاة والسلام- حيث لم يسمه أحد من آبائه بهذا الاسم من قبل، قال: “أرجو أن يحمده أهل الأرض جميعاً”.

لماذا سمى بعض العرب أبنائهم بـ “محمد”؟

لم يكن اسم “محمد” شائعًا بين قريش كغيره من الأسماء. في ذلك الوقت، وقبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، روى أهل الكتاب والكهان بين العرب أن نبيًا سيُبعث من القبائل العربية، اسمه “محمد”. أطلق بعض العرب هذا الاسم على أبنائهم طمعا في النبوة، مثل محمد بن الخزاعي بن حزبة من بني ذكوان من بني سليم، الذي هاجر إلى اليمن، ورافق إبراهيم عليه السلام، وظل على دينه حتى وفاته. ومن بني تميم، سُمي محمد بن سفيان بن مجاشع بهذا الاسم للسبب نفسه، وكان أسقفًا. وإلى جانب محمد الجشعي من بني سواه، كان هناك محمد الأسيدي ومحمد الفقيمي. وقد خص الله النبوة بأشرف الخلق، سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه الصلاة والسلام. وتحققت نبوءة جده إلى يوم القيامة، ويحمد المسلمون في كل وقت الله تعالى على نعمة الإسلام التي تحققت برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.