“خطة السيطرة على مدينة غزة” على طاولة الكابينت الإسرائيلي.. وغوتيريش يدعو لوقف النار لـ”تجنب الموت والدمار”

من المقرر أن يتم عرض خطة للسيطرة على مدينة غزة على المجلس الوزاري الأمني المصغر الإسرائيلي اليوم الخميس للموافقة النهائية عليها.
وافق وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على الخطة يوم الأربعاء، وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط للعملية. ومن المتوقع أن ترد إسرائيل رسميًا على اقتراح وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن كاتس وافق أيضا على “الاستعدادات الإنسانية لإجلاء” سكان مدينة غزة.
تدعو الخطة إلى مشاركة خمس فرق عسكرية واثنتي عشرة كتيبة قتالية، بالإضافة إلى تجنيد 60 ألف جندي احتياطي. كما تقترح تمديد فترة التجنيد الإجباري للجنود من 30 إلى 40 يومًا، مما يرفع إجمالي عدد جنود الاحتياط في الخدمة الفعلية إلى 130 ألف جندي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي آفي ديفيرين للصحفيين يوم الأربعاء إن إسرائيل كانت بالفعل في “المراحل الأولى من هجومها على مدينة غزة” وسيطرت على مشارف المدينة.
وأضاف المتحدث: “سندخل مرحلة جديدة من القتال، وهي عملية تدريجية ودقيقة ومستهدفة في مدينة غزة وما حولها، وهي المعقل العسكري والإداري الرئيسي لحماس حاليا”.
من جانبه، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو أمر بتقصير الإطار الزمني للسيطرة على معاقل حماس و”هزيمة الحركة”.
أثارت الخطة ردود فعل إقليمية ودولية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد أن أعلنت إسرائيل عن الخطوات الأولى لعمليتها العسكرية في مدينة غزة.
وقال غوتيريش أثناء حضوره مؤتمرا للتنمية في اليابان إنه من الضروري التوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار في غزة لتجنب الموت والدمار الذي ستجلبه حتما أي عملية عسكرية ضد مدينة غزة”.
ودعا غوتيريش أيضا إلى الإفراج “غير المشروط” عن السجناء الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة.
من جانبها، وصفت حركة حماس في بيان لها موافقة إسرائيل على الخطة بأنها “تجاهل لجهود الوسطاء العرب والدوليين لإنهاء الحرب في قطاع غزة”.
وقالت حماس في بيانها إن إعلان الجيش الإسرائيلي عن ما يسمى بعملية “جدعون 2” ضد مدينة غزة يمثل تصعيداً في حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً، وتجاهلاً لجهود الوسطاء لإنهاء الحرب.
وفي أوائل أغسطس/آب، وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على خطة للسيطرة على مدينة غزة وتوسيع الجهود لإطلاق سراح السجناء المحتجزين في قطاع غزة.
وقالت بطريركية القدس للاتين التي تشرف على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة إنها تلقت إخطارا بتلقي الأحياء المجاورة أوامر إخلاء.
ويقول فلسطينيون في مدينة غزة إن القوات الإسرائيلية قصفت بالفعل أجزاء من مدينة غزة بشكل كثيف، مما أجبر العديد من العائلات على الفرار من المدينة.
وقد نزح معظم سكان غزة عدة مرات وأُجبروا على الانتقال إلى مناطق مكتظة بالسكان على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك مدينة غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن قرار إسرائيل بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة وطرد سكانها بالقوة من شأنه أن يؤدي إلى عمليات قتل جماعي للمدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية.
وقال المكتب في بيان صحفي “إننا نلاحظ تكرار استخدام أساليب ووسائل الحرب التي أدت إلى عمليات قتل جماعي وإصابات خطيرة ونزوح قسري واعتقالات تعسفية ومجاعة وتدمير واسع النطاق في العمليات العسكرية السابقة في شمال قطاع غزة ورفح”.
وأكد البيان أن هذا “النزوح الجماعي” لا يتوافق مع متطلبات القانون الدولي، ودعا الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف إلى ممارسة “أقصى قدر من الضغط” لإنهاء العملية العسكرية في مدينة غزة على الفور.
هجوم بالقرب من خان يونس
شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على مناطق سكنية شرق مدينة غزة ليلاً. وأفاد مسؤولون صحيون في القطاع بمقتل 19 شخصاً على الأقل.
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن قصف موقع إسرائيلي جنوب شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
استهدف الهجوم حراسة دبابات ميركافا-4 ومنازل تمركز فيها جنود إسرائيليون. فجّر مسلح فلسطيني نفسه بين الجنود، ما أدى إلى مقتلهم وجرحهم، وفقًا لبيان صادر عن كتائب القسام.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إن 15 فلسطينيا شنوا هجوما على موقع للواء كفير في منطقة خان يونس.
وقال الجيش إنه قضى على “نحو عشرة” مسلحين في اشتباك مباشر مع الدعم الجوي، وأصاب جنديا من كتيبة نحشون (90) في لواء كفير بجروح خطيرة، كما أصيب جنديان آخران بجروح طفيفة.
نتنياهو: علينا أن نعمل على كسب دعم الجيل Z
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل يجب أن “تعمل” على كسب دعم جيل الشباب في جميع أنحاء العالم.
وفي مقابلة مع قناة “تريجينوميكس” البريطانية على يوتيوب، أقر نتنياهو بأنه في جميع أنحاء الغرب “لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به مع الجيل زد (الذين ولدوا بين عامي 1997 و2012)”.
كما اعتبر نتنياهو معارضة هذا الجيل الأصغر سنا في إسرائيل نتيجة لحملة ضد الغرب، وكرر ادعائه بوجود “مؤامرة متعمدة” ضد إسرائيل والدول الغربية، دون أن يسمي المسؤولين أو يقدم أي دليل على وجودهم.
وأشاد نتنياهو خلال المقابلة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصفه بأنه “صديق استثنائي لإسرائيل وزعيم استثنائي”.
وأضاف “نحن محظوظون للغاية أن لدينا زعيما في الولايات المتحدة لا يتصرف مثل الزعماء الأوروبيين ولا يستسلم للضغوط”، في إشارة إلى نية دول مثل فرنسا وبريطانيا الاعتراف بدولة فلسطينية.
وبحسب استطلاع رأي أجراه معهد غالوب ونشر في نهاية يوليو/تموز، فإن ستة في المائة فقط من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً في الولايات المتحدة عبروا عن رأي إيجابي بشأن نتنياهو، في حين أيد تسعة في المائة الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
منذ ما يقرب من عامين، شارك آلاف الشباب في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في العديد من العواصم الغربية، بما في ذلك لندن وباريس وبرلين وواشنطن.
اندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم شنته حماس على بلدات ومواقع في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص.
منذ بدء الحرب في قطاع غزة، قُتل ما لا يقل عن 62,122 فلسطينيًا نتيجةً للهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية، معظمهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وتُعتبر هذه الأرقام موثوقة من قِبل الأمم المتحدة.