بورصات زراعية إلكترونية وتنمية الصعيد تتصدر برامج الفائزين بمقاعد الشيوخ

• سليم: تقديم الدراسات حول قضايا الطاقة والبيئة.. وأبو العيون: دعم خطط التنمية في صعيد مصر. • زكي: دعوة لإنشاء بورصات زراعية إلكترونية تربط المزارعين بالمشترين مباشرة. • رشيد: مجلس الشيوخ مشغول ونأمل في تعديل دستوري يجلب صلاحيات حقيقية.
أكد عدد من الفائزين في انتخابات مجلس الشيوخ لعام ٢٠٢٥، القائمة على نظام المرشح الواحد، عزمهم على البدء مبكرًا في تطبيق برامجهم الانتخابية التي عرضوها على الجمهور. وتشمل هذه البرامج الحد من البطالة وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم خطط التنمية في صعيد مصر، وتوسيع البنية التحتية والصحة والتعليم. كما يعتزمون تقديم مشاريع قوانين لمعالجة قضايا البيئة والمناخ، وتشجيع الاستثمار والمشاريع الصغيرة.
صرح السيناتور مجدي سليم، ممثل حزب مستقبل وطن، بأن جدول أعماله للدورة التشريعية المقبلة يتضمن تقديم عدة دراسات حول قضايا الطاقة والبيئة والعمل، بالإضافة إلى دراسات لتقييم أثر التشريعات ذات الصلة. وأشار إلى أنه طلب خلال الدورة التشريعية السابقة عقد مناقشة عامة لتوضيح سياسة الحكومة بشأن الآليات التي تطبقها الوزارة لمواجهة التصحر وندرة المياه، وهما من أخطر تداعيات تغير المناخ على الأمن الغذائي والمائي للبلاد.
وأضاف سليم لـ”الشروق” أن التصحر يُعدّ من أكبر المشكلات البيئية في مصر، وهو نتيجة لتسارع تغير المناخ، ويؤثر سلبًا على الأراضي الزراعية، لا سيما في المناطق الحدودية والدلتا. ويؤدي ذلك إلى تآكل التربة وفقدان خصوبتها، وانخفاض الإنتاج الزراعي.
وأشار إلى أن تغير المناخ يؤثر أيضًا على ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى تملح المياه الجوفية في شمال الدلتا، ويحرم مصر من موارد مائية حيوية. وقال: “إن ندرة المياه في مصر ليست تحديًا بيئيًا فحسب، بل هي أيضًا تحدٍّ استراتيجي يتطلب تضافر الجهود”.
وأضاف: “سنعمل على توفير فرص عمل للشباب في صعيد مصر بشركات البترول بمحافظات الصعيد، وخاصةً في منطقة البترول بمحافظة أسيوط. كما سنلزم شركات البترول بالالتزام بنسبة 5% للأشخاص ذوي الإعاقة”.
أكد عضو مجلس الشيوخ عمرو أبو العيون عن حزب الجبهة الوطنية أن برنامجه الانتخابي يركز على عدة قضايا رئيسية، وفي مقدمتها دعم خطط التنمية في صعيد مصر، وتوسيع البنية الأساسية في القرى والمدن، وتحسين خدمات الصحة والتعليم، وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي لخلق فرص عمل للشباب، ودعم الحرف اليدوية والصناعات الصغيرة باعتبارها ركائز أساسية للاقتصاد المحلي.
أوضح أبو العيون لـ”الشروق” أن البرنامج يركز أيضًا على تشغيل الشباب في محافظة أسيوط للحد من البطالة. وأشار إلى أن البرنامج تواصل بالفعل مع عدد من المستثمرين لإنشاء مصنع أسمنت في المحافظة، على أن تكون القوى العاملة فيه بالكامل من شباب المحافظة.
وأشار إلى أن برنامجه يتضمن توسيع دعم المستشفيات والمرافق الصحية بالمعدات الطبية، ورصف عدد من الطرق في المحافظة التي تربط المراكز.
وبحسب أبو العيون، فإن لمجلس الأعيان دورٌ محوريٌّ في دعم مؤسسات الدولة من خلال تقديم المشورة لها وصياغة القوانين. وأكد أن المجلس سيمارس مهامه الرقابية والتشريعية على أكمل وجه، بما يخدم المصلحة العامة ويحفظ الوحدة الوطنية.
أكد سيادته على استمرار التواصل مع أهالي محافظة أسيوط من خلال لقاءات ميدانية وفي مقرات البرلمان لضمان إيصال صوت المواطنين إلى السلطة التنفيذية، وإيجاد حلول عملية للمشاكل التي يواجهونها. وأكد أن نجاح كل نائب يعتمد على تعاونه مع المواطنين، وأن روح الفريق الواحد ضرورية في المرحلة المقبلة لتحقيق أهداف التنمية والاستقرار.
أكد السيناتور محمد زكي، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الجمهوري، عزمه على تطبيق البرنامج الذي وضعه لانتخابات مجلس الشيوخ، مشيرًا إلى أنه يتضمن إطلاق برامج تدريبية، وتطوير مراكز الشباب، ومبادرات التمكين الاقتصادي، والتركيز على الذكاء الاصطناعي.
أوضح زكي لصحيفة الشروق أن برنامجه يتضمن إنشاء بورصات زراعية إلكترونية تربط المزارعين مباشرةً بالمشترين. كما دعا إلى مراجعة قانون إنشاء هيئة التعليم، بما في ذلك إنشاء فصول دراسية متنقلة واستغلال المساحات المتاحة. كما أعلن التزامه بإقامة مظلات لبيع المواد الغذائية بأسعار منخفضة، لا سيما في القرى الأكثر فقرًا. وتابع: “هدفنا هو تنظيم ودعم دوريات كرة القدم، واكتشاف المواهب، ورعاية البطولات المحلية، وتقديم الدعم اللوجستي للفرق الناشئة”.
وأكد دعمه لتوسيع المناطق الصناعية، ودعم المشاريع الصغيرة والحرفية، وتوفير أراضٍ صناعية بنظام الانتفاع طويل الأمد بدلاً من البيع. وفي الوقت نفسه، أكد على ضرورة اعتماد آلية تسعير اجتماعي للأراضي الصناعية، بناءً على حجم المشروع وعدد العمال المطلوب توظيفهم.
قال السيناتور خالد راشد، عن الحزب الديمقراطي المصري، إن برنامجه الانتخابي لا يقتصر على تقديم الخدمات الفردية للمواطنين، بل يشمل أيضًا تقديم الخدمات العامة للدائرة الانتخابية وتحسين أدائها. كما ينوي المساهمة في إزالة المعوقات العامة.
وأضاف راشد لـ«الشروق» أن السيناتور لا يمثل دائرته الانتخابية فحسب، بل يمثل الوطن بأكمله، وهذا يتطلب منه مناقشة جميع مشاريع القوانين التي يقدمها مجلس النواب والتعليق عليها.
أعرب عن اعتقاده بأن مجلس الشيوخ مُكبَّل وغير قادر على أداء دوره كغرفة تشريعية ثانية. وأضاف: “نأمل في تعديل دستوري يمنح مجلس الشيوخ صلاحيات حقيقية لمناقشة وتعديل القوانين واللوائح بما يجعل دوره أكثر واقعية”.
وتابع: «هذا النقص في دور مجلس الشيوخ يمكن تعويضه لاحقاً من خلال قيام مجلس النواب أو الحكومة بإحالة مشاريع القوانين إلى مجلس الشيوخ لمناقشتها، مستفيدين من الخبرة القانونية لأعضائه، الذين يلعبون دوراً حقيقياً في تحسين الأداء العام والسياسات العامة».
من جانبه، أكد السيناتور طارق عبد العزيز من حزب الوفد، أن برنامجه الانتخابي يرتكز على ثلاثة محاور: دعم عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة، ومعالجة هموم الشباب والمرأة والفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، وتعزيز الرقابة الاجتماعية على التشريعات لضمان تلبيتها لاحتياجات المواطنين.
وأضاف عبد العزيز لـ”الشروق” أن الوفد، من خلال ممثليه في مجلسي الشيوخ والنواب، يسعى جاهدًا لصياغة تشريعات عصرية تواكب متغيرات العصر، وفي الوقت نفسه، سيتم استحداث آليات جديدة تُشرك المواطنين بشكل مباشر وشفاف في أعمال المجلس. وهو على قناعة بأن مجلس الشيوخ لعب دورًا مهمًا في الآونة الأخيرة، نظرًا لصلاحياته الدستورية.
وأوضح أن المجلس لعب دورا كبيرا في تطوير الرؤى والأفكار والحلول للعديد من المشاكل، ولكن من الضروري تفعيل هذه الصلاحيات بشكل أكبر بل وتوسيع صلاحيات جديدة، حيث يضم المجلس مثل مجلس الحكماء عددا من الشخصيات البارزة من أفضل عقول مصر.
وأكد أن رؤية الحزب في البرلمان الجديد ترتكز على الالتزام بمبادئه الوطنية، ودعم الدولة المصرية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، والتركيز على بناء دولة عصرية قادرة على المنافسة من خلال سياسات إصلاحية، وقوانين جاذبة للاستثمار، وبرامج تحافظ على الهوية المصرية، وتنفتح على العالم. وقال: “الجميع عازمون على أن يكونوا صوتًا وطنيًا يوازن بين المصلحة العامة واحتياجات المواطنين”.
وأكد على ضرورة الوعي العميق بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تقريب أعضاء البرلمان من المواطنين وفهم احتياجاتهم بشكل أفضل. وهذا هو الشرط الأساسي لبناء برلمان قوي وحياة سياسية سليمة ومستقرة.