معرض صوت مصر.. فنانون وأدباء يحتفون بكوكب الشرق أم كلثوم على طريقتهم الخاصة

يتضمن المعرض أعمالاً أصلية من مجموعات خاصة ولوحات وصور فوتوغرافية.
على أنغام مختارات من أجمل أغاني أم كلثوم، يستقبل معرض “صوت مصر” زواره يوميًا في مجمع الفنون بقصر عائشة فهمي بالزمالك. يضم المعرض لوحات ومقتنيات نادرة تُجسّد سحر هذه المرأة وعصرها، حقبة محفورة في ذاكرة كل مصري.
يضم المعرض أعمال 29 فنانًا، بما في ذلك اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية، بالإضافة إلى أرشيفات الصحف والموسيقى والممتلكات الشخصية الأصلية لأم كلثوم، مما يخلق تناغمًا بصريًا جذابًا يقدم صورة شاملة لواحدة من أشهر رموز مصر.
أم كلثوم جزء من الضمير المصري
من جانبه، أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة في كلمته خلال افتتاح المعرض مساء الاثنين ــ والذي يستمر حتى 15 نوفمبر 2025 ــ أن معرض أم كلثوم ليس مجرد معرض للفنون التشكيلية، بل يستكشف شخصية وقيمة أم كلثوم كمطربة عظيمة وشخصية تاريخية مهمة.
أوضح أن معرض “صوت مصر” يستكشف حقبة أم كلثوم الفنية والسياسية، بل وحتى الاقتصادية، وديناميكيات هذه الفترة في خمسينيات وستينيات وحتى منتصف سبعينيات القرن الماضي. وأشار إلى أن هذه الفترة مثّلت بيئة تاريخية فريدة، تنعكس في جميع الوسائط الفنية، كالأدب والشعر والموسيقى والفنون التشكيلية. وأضاف: “يهدف المعرض إلى إحياء القيم الجمالية والوعي العام لدى الجيل الجديد أيضًا”.
وأكد هانو اهتمام وزارة الثقافة بكل تفاصيل الشخصيات العظيمة في مصر وتكريم تأثيرهم وكاريزمتهم الإقليمية من خلال أعمال فنية إبداعية توثق وتخلد رموزهم.
وخلال جولة له بالمعرض، أبدى هانو إعجابه بالأعمال الفنية والمنحوتات المعروضة، مشيرا إلى أن المعرض يقدم معلومات شاملة وتفاعلية للشباب والجيل الحالي، بما يرفع الوعي ويعزز الهوية المصرية.
وأكد أن أم كلثوم كنزٌ من المعرفة والأدب والفن، وعلينا أن نرفع من شأنها. أم كلثوم ليست مجرد صوت، بل هي جزءٌ من الضمير المصري.
أم كلثوم هي الهرم الرابع
أمام إحدى لوحات أم كلثوم الأيقونية المزينة بالعلم المصري، أعرب الدكتور سعيد سيد حسين، الأستاذ الجامعي والفنان التشكيلي، لصحيفة الشروق عن سعادته بالمشاركة في المعرض وتكريمها. وأشار إلى أن لأم كلثوم قيمة فنية كبيرة، لكن تجسيدها في عمل فني بصري يُمثل فرقًا كبيرًا بين مطربة بكل ما أوتيت من قوة صوتية وموسيقية. أما بصريًا، فالأمر يتطلب معالجة وإبداعًا لتحويل لحظة الحزن والغنى إلى صورة.
أوضح حسين أن الجانب الثاني من التعبير البصري الذي اعتمد عليه للتعبير عن موسيقى وألحان أم كلثوم هو الزخارف، التي أعطتها الإيقاع الموسيقي اللازم. وأشار إلى أنه زيّن عمله بعلم مصر لإبراز الجانب الوطني لأم كلثوم، فهي شخصية وطنية بامتياز. وذكر موقف نجمة الشرق البطولي عندما نبهت العالم إلى جمع العملة الصعبة لتسليح الجيش المصري، وأنها كانت من أكثر المغنيات غناءً وطنيًا.
واختتم حديثه معنا قائلاً إن أم كلثوم رمز عظيم نعتز بتمجيده، وهي تبقى بالنسبة لنا هرماً رابعاً.
أم كلثوم…نجمة ساطعة
وبينما كان صوت كوكب الشرق يتردد في أرجاء القصر، أشاد الفنان التشكيلي حنفي محمود بعبقرية أم كلثوم واستمراريتها، قائلاً: “تكمن عبقرية مثل هذه القصص في استمراريتها، ووجودها رغم اختفائها الجسدي كأجساد، لكنها لا تزال موجودة، وهذه الأمور تقلقني دائماً كفنان تشكيلي… فكرة الاستمرارية، “استمرارية منتجك الفني، الذي بدوره يستمر في تشكيلك شخصياً حتى بعد 100 عام”.
أضاف محمود: “ما هي الصفات التي يمتلكها المنتج لتجعل صاحبه نجمًا خالدًا كهذا؟” وكشف عن خصائص العمل الفني الذي تعاون فيه: “هنا أستخدم ما يُسمى بالجليتر أو البرونز… للحصول على لمعان يُشبه بريق النجوم”.
أمام لوحة فنية ساحرة لأم كلثوم، التقط الزوار صورها، كشف الفنان التشكيلي عماد إبراهيم، صاحبها، لـ”الشروق”، تفاصيل إبداعها قائلاً: “هذه اللوحة ذكرى عزيزة عليّ. كنت أُجدد منزلي، ولاحظت أن معظم العمال لا يبدؤون عملهم إلا مع عزف أغاني أم كلثوم. وكأنها أصبحت جزءًا من الخلفية الثقافية لكل فرد في المجتمع، من مختلف مناحي الحياة: في الشارع، في المنزل، في السيارة، وفي كل مكان حولي. لذلك كان لا بد لي من رسمها وعرضها في المعرض، فأصبحت أغلى لوحاتي”.
من جانبه، أبدى الزائر علاء السيد إعجابه بالمعرض، وخاصةً القطع الأصلية لأم كلثوم التي لفتت انتباهه، وخاصةً فستانها الأبيض وقفازاتها. وشكر الدولة المصرية على حفاظها على هذا التراث المصري حتى اليوم، مؤكدًا أن مكانة أم كلثوم يصعب تقليدها.
صوت مصر
أعرب الفنان التشكيلي طاهر عبد العظيم، لصحيفة الشروق، عن سعادته، مؤكدًا أن الاحتفال بحد ذاته فرصة ذهبية لإحياء قيمة عظيمة كأم كلثوم، لما تعكسه مناخًا وتاريخًا حافلًا في الفن والثقافة والأدب والفكر. كما كان الحضور مميزًا، فكان من الرائع حقًا أن نحيي هذه القيم بما يليق بمكانة أم كلثوم ومصر.
أشاد طاهر بعنوان المعرض “صوت مصر”، مؤكدًا أن أم كلثوم هي صوت مصر الحقيقي، وتعكس جزءًا كبيرًا من تاريخ مصر وثقافتها، فضلًا عن كونها حاضرة في وجدان المصريين. وأكد أن “صوت مصر” عنوانٌ مناسبٌ جدًا لهذا المعرض.