وزراء الصناعة وقطاع الأعمال العام والعمل والأوقاف يتفقدون مصانع شركة النصر للسيارات بحلوان

شارك في الجولة الدكتورة ناهد يوسف، رئيسة هيئة التنمية الصناعية، والمهندس محمد السعداوي، العضو المنتدب للشركة القابضة للصناعات المعدنية، والدكتور خالد شديد، العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات، بالإضافة إلى عدد من قيادات وزارتي الصناعة والإدارة العامة.
بدأ نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل زيارته لشركة النصر للسيارات -التي تأسست عام 1960 وبدأت الإنتاج عام 1964 ومقامة على مساحة 900 ألف متر مربع وتضم 9 مصانع بمساحات تتراوح بين 18 ألف متر إلى 40 ألف متر مربع- بجولة في مصنع (4) للسيارات الخاصة للتأكد من بدء أولى الاختبارات التشغيلية.
اطلع على الاستعدادات النهائية، التي قطعت أشواطًا كبيرة مؤخرًا، بالإضافة إلى استلام خطوط إنتاج جديدة للتجميع والطلاء والأفران، وخط ELBO (خط هياكل السيارات والحماية من الصدأ)، وهو أحد أكبر خطوط الطلاء في الدولة، والمصمم وفقًا لأحدث المعايير العالمية. يمتد المصنع على مساحة 44,000 متر مربع. وقد نُفذت جميع أعمال البناء والميكانيكا والكهرباء، بالإضافة إلى نظام التشغيل بالكامل، وفقًا لمعايير السلامة والبيئة.
زار الوزراء مصنع الحافلات الذي أُعيد افتتاحه نهاية العام الماضي. يُنتج فيه حافلة “نصر سكاي” السياحية بطول 12 مترًا، والمُصنّعة وفقًا لأحدث المعايير الدولية، وحافلة “نصر ستار” الصغيرة بطول 8 أمتار. يضم المصنع خطوطًا للهيكل والتجميع والتغليف والتشطيب. ويغطي المصنع مساحة 40 ألف متر مربع، وقد تم توسيعه ليشمل أحدث مرافق التصنيع، مثل ماكينات الليزر والبلازما وهياكل السيارات. وتبلغ نسبة الإنتاج المحلي من الحافلات السياحية 63%. بالإضافة إلى ذلك، يجري العمل على إنتاج طرز إضافية من الحافلات الصديقة للبيئة التي تعمل بالكهرباء أو الغاز الطبيعي (نصر جرين). وتم التأكيد على ضرورة زيادة الجهود لإنتاج مكونات محلية الصنع، مثل الألواح الجانبية المعدنية.
وعقد الوزراء بعد ذلك ندوة تدريبية واجتماعا موسعا مع عمال المصنع لتشجيعهم على بذل المزيد من الجهود لمواصلة تطوير الشركة.
في بداية كلمته، أعرب الفريق كامل الوزير عن سعادته بلقاء عمال شركة النصر للسيارات، التي يعتبرها معقلاً راسخاً للصناعة المصرية. وأشار إلى أن خطة النهوض الصناعي العاجلة التي أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسي ترتكز على سبعة محاور، أهمها إعادة فتح وتشغيل المصانع المتوقفة والمتعثرة. ويهدف ذلك إلى هدفين رئيسيين: أولهما إعادة تشغيل الصناعة، واستئناف الإنتاج، وتوفير النقد الأجنبي الذي استنزفته الواردات. ومن أهم نماذج هذه المصانع شركة النصر للسيارات. أما الهدف الثاني والأهم، فهو مراعاة البعد الاجتماعي للعمال والمهندسين، وحمايتهم وأسرهم، وحماية الثروة العقارية والصناعية لمصر.
أكد الوزير أن تشغيل مصنع مغلق أو متعثر أسهل بكثير من إنشاء وتشغيل مصنع جديد، الذي يستغرق وقتًا طويلًا في الإنشاء ويتطلب استقطاب وتدريب عمال جدد. وأشار إلى أن توجيهات الرئيس السيسي تدعو إلى الحفاظ على الثروة العقارية والصناعية لمصر، وفي الوقت نفسه تأهيل العمال وغرس روح النشاط والجدية والانضباط فيهم، لا سيما في ظل وجود إرادة سياسية قوية لإنعاش المصانع المتعثرة.
أكد أن العمالة المصرية تتميز بالمهارة والحيوية والذكاء والوطنية. والدولة لا تتردد في توفير بيئة عمل جاذبة ومحفزة للعمال المخلصين للدولة والمصنع، لإعادة الاعتبار لمصانع شركة النصر للسيارات، سواءً بجهود الشركة الذاتية أو بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي، الذي يوفر التمويل والمعرفة والتكنولوجيا. وأعرب عن أمله في أن تدخل مصانع الشركة مرحلة الإنتاج المتكامل والكامل خلال زيارته القادمة.
استقبل المهندس محمد الشيمي، وزير القطاع الاقتصادي العام، الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ومحمد جبران، وزير العمل.
كما وجه التحية للعاملين بشركة النصر للسيارات، مؤكداً اعتزازه بلقاءاته المستمرة معهم وتواجده بينهم في هذا الصرح الصناعي العريق أحد قلاع الصناعة الوطنية الراسخة واسم محفور في ذاكرة المصريين.
وأكد أن اسم “النصر” لم يكن مجرد علامة تجارية، بل كان دائماً يمثل إرادة المصريين ويرمز إلى قدرتهم على البناء والتحدي وتجاوز الصعاب.
وأضاف أننا نعيد إحياء هذه المؤسسة العريقة بعد سنوات طويلة من الركود بفضل دعم الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والتزام وإخلاص العاملين بها.
أشار الوزير إلى استئناف الإنتاج. وبدأت خطوط إنتاج الشركة بإنتاج حافلات تحمل علامة “نصر” التجارية، مثل حافلات “نصر سكاي” و”نصر ستار” الصغيرة، التي تتميز بنسبة عالية من المكونات المحلية. كما يجري العمل على إنتاج حافلات صديقة للبيئة تعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء. ولتلبية احتياجات السوق، سيتم توسيع نطاق المنتجات لتشمل طرازات وأحجامًا مختلفة.
وأوضح المهندس محمد شيمي أن هذا النجاح يأتي استكمالاً لجهود وزارة النقل من خلال التعاون المثمر في توريد أتوبيسات جديدة لشركاتها العاملة في قطاعي النقل والسياحة، حتى يتمكن إنتاج «النصر» من خدمة المواطن المصري.
وأشار إلى التطوير الشامل لمصنع السيارات، حيث تم تجهيزه بأحدث خطوط التجميع والطلاء والأفران وإنتاج الألمنيوم استعداداً لمرحلة جديدة من التصنيع تليق بتاريخ الشركة وتتوافق مع المعايير الدولية.
في رسالة مباشرة إلى العمال، قال الوزير: “إلى عمال النصر… أنتم أساس هذا البناء، وقلبه النابض، وروحه الحية. فبدون جهودكم لن يتحقق النجاح، وبدون التزامكم لن يستمر”.
وأكد أن الوزارة ملتزمة دائمًا بتحسين بيئة العمل، والحفاظ على معايير الجودة والسلامة والصحة المهنية، وحماية البيئة. كما توفر معدات حماية شاملة، وتدريبًا مستمرًا على الإجراءات الوقائية، لما لها من أهمية بالغة، وتعزز الأداء والابتكار.
وفي الختام، أكد الوزير أن اسم “النصر” ليس مجرد اسم شركة، بل رسالة واضحة: المصريون قادرون على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل. وبعون شعبهم، تستطيع مصر دائمًا أن تنتصر. وأكد أن وزارة الاقتصاد الوطني ستواصل دعمها الفعّال لشركة النصر لاستعادة مكانتها كرمز للصناعة الوطنية ووجه مصر الفخري في قطاع السيارات.
أشاد وزير العمل محمد جبران بنجاح الخطة الوطنية للنهوض الصناعي، وبجهود الفريق كامل الوزير وجميع الوزارات والمؤسسات المعنية التي ساهمت في هذا التوسع الملحوظ في بناء المصانع وتطوير الصناعات الاستراتيجية. كما أشاد باستئناف الإنتاج في شركة النصر للسيارات، وهي شركة صناعية كبرى.
وقال إن خطة النهوض بالصناعة وتنمية الصناعة ستوفر آلاف فرص العمل وتساهم بشكل مباشر وغير مباشر في عملية التنمية، بما يتماشى مع سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤية مصر 2030.
وأوضح أن قانون العمل الجديد رقم 14 لسنة 2025، الذي يدخل حيز التنفيذ مطلع سبتمبر، يُعدّ هدية من الدولة المصرية للعمال ورواد الأعمال. ويهدف إلى الالتزام بمعايير العمل الدولية، وتحقيق العدالة والتوازن بين طرفي العملية الإنتاجية، وتشجيع الاستثمار، وإرساء آليات حديثة للمهن المستقبلية ونماذج عمل جديدة. كما يتضمن تغييرات لتنظيم سوق العمل وتحسين بيئته، وتعزيز حقوق العمال.
من جانبه، أعرب الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، عن بالغ سعادته بتواجده مع الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمد الشيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والوزير محمد جبران، وزير العمل، وجميع الزملاء وأبناء المهندسين والعمال والموظفين. وأكد أن بناء الحضارة واجب إسلامي، وأننا نقف في صرحٍ شامخٍ ورثناه عن جيلٍ سابق، والأمل معقود على الجيل الحالي في تطويره وتوسيعه، حتى تتحقق أمانة المسؤولية، ويقوى الوطن، ونصبح منارةً للأجيال القادمة.
وأعرب عن رغبته في الاعتراف بإنجازات هذه المؤسسة العظيمة وإنتاجها الواسع في المستقبل القريب، مستشهداً بأمثلة تاريخية في التفاني والإبداع أنعم الله عليها بالسعادة العظيمة والذكريات الخالدة.
على هامش زيارة شركة النصر للسيارات، قام الفريق مهندس كامل الوزير والمهندس محمد الشيمي، وزير قطاع الأعمال العام، بزيارة تفقدية لشركة الحديد والصلب المصرية بحلوان (تحت التصفية) لبحث ودراسة الاستغلال الأمثل لمرافق الشركة وتوظيفها في الأغراض الصناعية بالتعاون مع القطاع الخاص. وشارك في الزيارة الدكتورة ناهد يوسف، رئيسة هيئة التنمية الصناعية، وعدد من قيادات وزارتي الصناعة وقطاع الأعمال العام.
يُذكر أن شركة الحديد والصلب تأسست عام 1954 وقررت الجمعية العمومية للشركة عام 2021 تصفيتها.